صفحة الكاتب : حسين محمد الفيحان

العبادي بين حزب الدعوة و حزب المتظاهرين ؟
حسين محمد الفيحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا ادري ماذا كنت تنتظر يا سيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي لتكون بطلاً وطنياً و قائداً شعبياً اذا كانت الجماهير المتظاهرة قد فوضتك صوتها  و المرجعية الدينية قد دعمتك لأجراء الاصلاحات الملبيةِ لمطالب العراقيين ؟ .                       
بعد التفويض و الدعم الذي حصل عليه رئيس الوزراء حيدر العبادي من قبل المرجعية الدينية  و الشعب العراقي المُنتفض على السياسيين من سُراق المال العام , نتيجة المحاصصة الحزبية والمحسوبية التي ولدت المفسدين والفساد حتى دبَّ و نخر جسد الدولة و مؤسساتها خلال سنوات التغيير الماضية تحت رعاية ومباركة الحكومات السابقة فوصل واقع الخدمات الى حال مزري من التردي و الاهمال في شتى جوانب ومرافق الحياة .  وفي ذلك سابقة تاريخية للسيد العبادي , أذ لم يحصل أي رئيس جمهورية أو وزراء حكم العراق في تاريخه الحديث على تأييد ودعم الشعب و المرجعية الدينية المُطلقين له معاً للضرب بيد من حديد على صوامع الفساد المستشري . 
ومع استغلال السيد العبادي لذلك الدعم و التفويض واعلانه لحزمة الاصلاحات الاولى و الثانية  التي رحب بها وايدها جميع الوطنيين و المخلصين لهذا البلد . 
لا يزال الشارع العراقي المتظاهر سلميا ينتظر تطبيق جملة الإصلاحات الأولى و الثانية تلك على أرض الواقع التي أعُلن عنها في الأسابيع الماضية , و لم تطبق حتى الآن .. 
و يقينا ان غليان الجماهير الغاضبة على سوء الخدمات وسُراق المال العام تحت رداء العمامة السياسية و الِلحى المُزيفة و المسابح الكاذبة مُستمرٌ و متصاعد في كل جمعة و لا يمكن السيطرة عليه و تهدئته ابداً إلا بتطبيق حزمة أو جملة الإصلاحات الاولى فعلاً لا قولاً , لكي يشعر الشعب العراقي و المرجعية الدينة معهُ بقوة و وطنية الشخص الذي أوكلت له مهمة الدعم و التفويض باسمهما  , وفي مقدمة تلك الاصلاحات التي ينتظرها الشارع العراقي من السيد العبادي بفارغ الصبر : 
أولاً:   تقديم المتسببين بالخراب و الدمار الذي حل بالبلاد بعد التغيير للقضاء العام العادل والنزيه .
ثانياً: عدم التفاوض مع أي جهةٍ أو طرفٍ سياسي بشأن الاصلاحات , بل المضي بها دون حرج او خوف من أي مُفسد او متسلط مهما علا شأنهُ و جبروته . 
ثالثاً: عدم اطلاق حزمة الاصلاحات الثالثة  دون تطبيق الاولى والثانية بكل فقراتها .
رابعاً: اعادة هيبة الدولة و الروح الوطنية التي فُقدت بعد العام 2003م  بسبب اجندات الاحزاب الخارجية , بتقييد عمل الاحزاب و اخراجها من مقرات ومباني الدولة التي احتلتها بعد التغيير والتي هم ملك الشعب و الجماهير المتظاهرة .
و هذا لن يحصل يا سيادة رئيس الوزراء ما دمت في اسوار و حلقات حزب الدعوة الاسلامية , فالفرصة سانحةً لك الآن لتكون بطلاً عراقياً و قائداً شعبياً , قبل ان يسحب الشعب تفويضهُ منك و تندم المرجعية على دعمها لك .
فبعد أن أجهز السيد نوري المالكي على مشروع الدعوة الاسلامية خلال سنوات حكمه و فوت الفرصة التي كان ينتظرها السيد الشهيد محمد باقر الصدر بفارغ الصبر ليقود الآمة نحو الاصلاح و الخير الحقيقي , بل و ضحى بنفسه و عائلته لأجلها , أعتقد و يعتقد الأغلب معي أنك يا سيد حيدر العبادي بيدك اليوم فرصة تاريخية كبيرة لن تعوض ابداً و هي الالتفاف على الجماهير العراقية المتظاهرة الداعمة و المُحبة  لك و الانبثاق منها بحزب عراقي كبير مؤيد من قبل المرجعية الدينية ليقود المرحلة القادمة من تأريخ العراق تحت خيمة حزب المتظاهرين أو حزب العراقيين أو أي تسمية أخرى تُعيد للعراقيين المتظاهرين حقوقهم التي نهبتها الاحزاب و للعراق هويته و وطنيته التي غابت عنه بعد العام 2003 بسبب الاجندات الخارجية .  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين محمد الفيحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/17



كتابة تعليق لموضوع : العبادي بين حزب الدعوة و حزب المتظاهرين ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net