صفحة الكاتب : مير ئاكره يي

آيات الأحكام القرآنية
مير ئاكره يي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المقدمة  :
____   
الجدير بالذكر ان ماورد عن المذاهب الاسلامية التاريخية لايعني قطعا نكران الخدمات العظيمة لها ، أو إلغاء إجتهاداتها بالمرة ، بل بالعكس ينبغي الاستفادة والاسترشاد من ذلك التراث الفقهي الاجتهادي ، لكن بما يتوافق ومصالح الأمة ومقاصدها ومنافعها اليوم ، وبما يتلاءم أيضا مع مقتضيات العصر ومتغيراته وأعرافه . ذلك ان اجتهادات تلكم المدارس الفقهية وإستنباطاتها قد لاتتفق بالضرورة مع مقتضيات العصر الذي نعيشه ونعايشه بكل تغيراته السريعة وتطوراته الهائلة على المستويات كافة ! . 
وبالمقابل فإن اجتهادات عصرنا قد لاتتفق بالضرورة مع أوضاع ومقتضيات العصر الذي يلينا فيلينا ، لأنه من المعلوم ان كل عصر له خصائصه ومقتضياته وأعرافه  ، ومثاله الامام الشافعي الذي كان في العراق له فتاوى واجتهادات فقهية وفق البيئة العراقية وأعرافها ، ولما انتقل الى مصر فرأى بيئة وظروفا وأعرافا مغايرة إضطر الى تقنين اجتهادات أخرى وفق مايلائم مصر كشعب وبيئة وأعراف أخرى . لذا يطلق على فقه الشافعي في العراق بالفقه القديم ، وبفقهه في مصر بالفقه الجديد ، لأنه بحسب قواعد الشريعة الاسلامية ومقاصدها فإن المصلحة الانسانية هي أساس التشريع وقاعدته التي ينبني عليها الاجتهاد والفتاوى والاستنباطات والتقنينات الشرعية ! . 
ثم ان الكثير من الأحكام التي لاتدخل ضمن دائرة الثوابت والأصول القطعية كالايمانيات والأركان الثابتة ، هي بالحقيقة قابلة للأخذ والرد ، وللاجتهاد والنظر فيها ، وقراءتها قراءة جديدة بحسب ضرورات العصر ومستجداته . أي ان عصرنا غير ملزم شرعيا وفقهيا بتقليد آراء واجتهادات العصور التي سبقتنا ، لأن ذلك يعد تقليدا ، حيث الاسلام نهى عن التقليد والسكون في منطقة واحدة . وعليه فإن آيات الأحكام في القرآن هي التي ترتبط بتكليف الناس من ناحيتي الفعل والترك . وذلك على دلالة الأمر والنهي وقاعدتها ، مضافا فإنها تتعلق بقضايا الحلال والحرام المعروفة ، ثم يضاف اليها توابعها من بقية الأحكام المعروفة كالفرض والواجب والسنة ومااليها . 
وكما هو معلوم فإن مصادر التشريع في الاسلام هي : 
1-/ القرآن الكريم ، حيث هو أصل الديانة والشريعة والمعرفة الاسلامية وأساسها  . والقرآن يفسر بعضه بعضا ، وفيه المحكم والمتشابه ، الخاص والعام ، المقيد والمطلق  . علاوة الى أسباب النزول وغيرها من علوم القرآن المباركة . وقد فسر رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام – القرآن ، وانه عليه السلام أوضح ماأشكل فهمه ، وصعب تفسيره وحكمه ، أو أحكامه لصحابته الكرام . 
2-/ السنة النبوية الشريفة : أي سنة سيدي رسول الله محمد – ص – التي صحّت وثبتت عنه من نواحي التفسير والأحاديث والخطب والأوامر والنواهي والمستحبات والمكروهات . وما سكت عنه الكتاب والسنة فهو رحمة ؛ أي انه يقع مباشرة في اطار الاجتهاد العقلي للعلماء المجتهدين . 
على هذا المنوال فالكتاب والسنة هما المرجعان الرئيسيان والمصدران الأساسيان لفهم الاسلام ومعرفته من حيث الشريعة والديانة والأصول والأحكام والتعاليم الكلية والعامة ، وبخاصة تلكم الأحكام التي تتعلق بالايمانيات والعقائد . مع العلم ان السنة النبوية قد فصلت وشرحت الكثير من آيات الأحكام الكلية ، وانها بينت تفاصيلها وأوضحت مراميها وحدودها كالصلاة والصوم والزكاة والحج وغيرها . 
وبعد الكناب والسنة مباشرة يأتي دور ثلاثة أصول للتشريع هي : 
1-/ العقل . 2-/ الفطرة . 3-/ العرف . ولأئمة المدارس والمذاهب الفقهية الاسلامية المشهورة كالشافعية ، الحنفية ، المالكية ، الحنبلية ، الإباضية ، الظاهرية ، الزيدية والشيعة الجعفرية الاثناعشرية تباين فيما بينهم في موضوع أصول التشريع ، وفي موضوع أصول الاستنباط الشرعية . مع ان المدارس الفقهية الاجتهادية المذكورة تتفق كليا على الأصل الأول وهو القرآن الكريم . وكذلك فإنها تتفق ، لكن بدرجات متفاوتة على الأصل الثاني وهو السنة النبوية . ذلك ان الشيعة – مثلا – لهم تعريف خاص للسنة غير تعريف أهل السنة والجماعة لها ، مضافا الاختلاف في مسائل الاجماع وتعاريفه . 
وحول قواعد الاستقراء وأسس الاستنتاج وأصول الاستنباط هناك تباين – كما أشير آنفا – بين المدارس الفقهية والمذهبية السالفة الذكر . وهذا الاختلاف يشمل مسائل الاجماع والقياس والاستحسان والاستصحاب والمصالح المرسلة وسد الذرائع وفتحها والعقل كما عند الشيعة الامامية . لهذا أعتقد إن كثرة إختلاف المدارس المذهبية الفقهية حول أصول وكيفية الاستنباط وقواعد الاجتهاد وحدودها ومدياتها كانت ومازالت لها الأضرار والآثار السلبية على المجتمعات المسلمة ، وعلى وحدتها وكلمتها وتماسكها المجتمعي ، وعلى مصائرها من جميع النواحي . 
وبرأيي قد يمكن تدارك هذا الأمر الحساس والبالغ الأهمية ، أو حل هذه الإشكالية الكبيرة ، وحل هذه الاختلافات والخلافات ، أو على الأقل التقريب بينها من خلال جعل {  العقل  } قاعدة أساسية ، أو كمظلة مرجعية للاستنباط والتنظير في الفروع والأمور العامة والاجتهادات الاستنباطية كالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة وغيرها . بالحقيقة ان القياس – كما هو معروف – وما شابه مما ذكر هو فرع من إعمال العقل التفكيرية . ذلك انه لايمكن قياس شيء بشيء إلاّ من خلال العقل ، لذا لاشك ان العقل له في الاسلام مزية كبيرة ومنزلة كريمة عظيمة ! . 
واذا ماحصل تطور مصيري كهذا ؛ أي تم الاتفاق لجعل العقل أساسا للتنظير وقاعدة للاجتهاد والاستنباط في الاحكام الفقهية العامة ، وهو حقا كذلك فسينتج عنه تقريب وتقارب ، وربما توحّد وتوحيد كبير بين المذاهب الاجتهادية الاسلامية المعروفة ، أو غالبيتها على أقل تقدير ، وحينها ستزول – بعون الله تعالى – الكثير من العقبات والعوائق والموانع عن طريق وحدة الأمة وتقدمها وتطورها على كل المستويات . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مير ئاكره يي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/19



كتابة تعليق لموضوع : آيات الأحكام القرآنية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net