صفحة الكاتب : غسان الكاتب

هل انتهى عهد الاصلاح؟
غسان الكاتب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سمعنا كثيرا عن الاصلاح والاصلاحات التي سوف تطال مختلف الصعد ، لكننا لم نر الا القليل القليل من الإجراءات التقشفية التي تلجأ لها معظم الدول بتقليص الانفاق الحكومي العام في نتيجة حتمية لهبوط الواردات ، وهو بالضبط ما تعانيه معظم الدول الاحادية المورد التي تعتمد او تكتفي بمورد اقتصادي واحد ، وهذا ما نجده في اغلب الدول النفطية وخصوصا العربية التي تعتمد على الاقتصاد الريعي ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما اقدمت عليه بعض دول الخليج المتخمة بالاموال والاستثمارات حينما لجأت الى التقشف بدون ضجيج؛ فالامارات اعلنت عن تخفيض الانفاق العام بنسبة اربعة بالمئة في موازنة هذا العام بسبب انخفاض اسعار النفط  (رغم انها تعتمد على النفط بنسبة 30 بالمئة فقط) ، وسبقتها الى ذلك بشكل اوسع قطر والكويت وحتى السعودية التي اظهرت عجزا في موازنة هذا العام بنسبة 20 بالمئة واتجهت لتمويله باصدار السندات.
إذن الإجراءات التي أعلنها رئيس مجلس الوزراء في ترشيق الوزارات او تخفيض رواتب كبار المسؤولين وتقليص اعداد حماياتهم تأتي في سياق التقشف ولم تكن استجابة لدعوات الاصلاح بل نتيجة طبيعية تلجأ اليها الدول حينما تتقلص الواردات او تستنزفها الحروب.. والعراق اليوم يعاني الاثنين معا انخفاض الواردات بسبب تراجع اسعار النفط عالميا من جانب. وتكاليف الحرب الباهظة على داعش التي انهكت الميزانية من جانب اخر.
ورغم كل ما تقدم فقد لاحت في شهر آب الماضي فرصة حقيقية لاطلاق حزمة إصلاحات جذرية كان لها ان تنقل العراق من حال الى حال فيما لو نفذت واستمرت... فلماذا لم تنفذ ولماذا انتهينا الى ما نحن عليه اليوم من دعوات إصلاح ومطالب بالإصلاح دونما اي إصلاح !!؟؟؟.
قد تكون هناك رغبة بالاصلاح لكنها غير قابلة للتحقيق في المدى المنظور لغياب الإرادة السياسية القادرة على تنفيذها ، وذلك يعود لسببين:
- اما لان هذه الإرادة شريكة في الفساد او لها يد فيه وبالتالي لا تستطيع
كشفه وتقديمه للعدالة.
- او لان هذه الإرادة ضعيفة الى درجة انها لا تتمكن من اختراق منظومة
الفساد القائمة على المحاصصة الحزبية والطائفية.
وفي كلتا الحالتين لا إصلاح ولا إصلاحات وبالذات مع تململ الكتل البرلمانية  مؤخرا والاعلان عن رغبتها سحب التفويض بالانقلاب حتى على الإجراءات التقشفية التي أعلنها رئيس مجلس الوزراء سابقا ، فهل انتهى عهد الاصلاح عند هذا الحد؟.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غسان الكاتب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/11



كتابة تعليق لموضوع : هل انتهى عهد الاصلاح؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net