صفحة الكاتب : العاملي القمي

الناكثين والمارقين والقاسطين في وقتنا الحاضر
العاملي القمي

يعذرون الناكثين والمارقين والقاسطين عن بيعة أمير المؤمنين (ع) ويتجرؤون على الله تعالى والنبي الأمين (ص) وسيدة نساء العالمين (ع) والهداة المعصومين (عليهم السلام).
لا تتعجبوا من هذه العناوين العظيمة المهولة فقد جعلوا:
الله تعالى جاهلاً وليس حكيماً لأنه أمضى  تبليغ النبي (ص) المشوش والناقص والمبهم للناس والذي جعلهم حيارى.
والنبي الأمين (ص) جعلوه عاصياً مقصراً في التبليغ بل مضللاً للناس لأنه لم يقم بواجبه التبليغي الواضح كما يجب مع الناس
وسيدة النساء (ع) لا قيمة لقولها وغير صادقة والعياذ بالله تعالى مع أنها في خطبتها المعهودة في مسجد رسول الله (ص) فقد أفحمت القوم المغتصبين للخلافة وأفصحت لهم مذكرةً لهم عن إقرارهم بالبيعة دون العذر واتمام الحجة على الجميع ولم يعترض عليها أحد.

يقول أحد دعاة أنسنة الإنسان والوحدة والإنفتاح  والمحبة طبعا لا اشكال في العناوين ولكن الإشكالات تقع عندما يتفاعل معها على حساب العقيدة الحقة فلا تثبت أهل الأيمان ولا تهدي أهل الضلال بل العكس نضلل أهل الإيمان ونثبت أهل الضلال على ضلالهم  فيقول: 
إنطلق رسول الله(ص) ليؤكد مسألة القيادة من بعده، حتى لا تكون حركة المسلمين في فراغ، بعد أن ينتقل (ص) إلى الرفيق الأعلى ولكن المسلمين فهموا القضية بطريقة معينة، ففرضت الأوضاع الجديدة نفسها، والتي أوجدوها خارج دائرة توجيهات رسول الله (ص)؛ فأُبعدَ علي (ع).
والخلاصة :المسلمون وقعوا في الفهم الخاطيء بسبب قصور التبليغ في كلام النبي(ص) فكان هو السبب في إبعاد علي (عليه السلام).

ويذكر في مورد آخر: أن سبب فهم المسلمين لهذا الأمر بطريقة معينة هو أن النبي (ص) قد تكلم بطريقة تلقي بأذهان الناس الشك،
فهو يقول:
بيعة الغدير مما يذكره السنة والشيعة، لكن دخل بعض الناس على الخط، كما يقرأ في كلمة (مولى): من كنت مولاه فعلي مولاه، يعني ناصره، فالقضية ربما كانت من خلال طبيعة الكلمات مجالا لأن النبي (ص) مثلا، بأذهان الناس يصير شك.
والخلاصة: ان النبي الأمين في أداء الرسالة بيوم الغدير تكلم بطريقة لم تكن واضحة لدرجة اوجبت الشك في قلوب المسلمين فضاعوا وتشتتوا ولذلك فهم معذورون لعدم تمسكهم بولاية أمير المؤمنين علي (عليه السلام)!!!!!

وهنا تقع اشكالات عدة خطيرة من جراء هذا الكلام
الأول: إن الله تعالى يقول عن وجوب أداء التبليغ في حادثة الغدير : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٦٧)سورة المائدة.
فكيف يعهد الله تعالى التبليغ لأخطر وأهم بيان للخلق لشخص لن يؤدي المهمة كما يجب ؟؟! بل سيضلوا من بعده بسبب تبليغه وهذا يستلزم الجهل او القبح او العبث وحاشا لله تعالى ذلك.

الثاني: عندما بلغ الرسول رسالته على أكمل وجه وأوضح بيان وأتم حجة على الناس قال الله تعالى : الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (٣)سورة المائدة
فإن كان هناك خلل في التبليغ من قبل النبي (ص) فكيف رضي الله تعالى بكمال الدين وتمام النعمة ورضي بهذا الاسلام ؟؟؟!!! وأين عصمة النبي (ص) في التبليغ وأمانته في أداء الأمانة الالهية لهداية الخلق ؟؟؟!!!.

الثالث: سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام تقول وكما ينقل لنا الشيخ الصدوق رضي الله عنه: إن يوم غدير خم لم يدع لأحد عذرا هكذا قالت سيدة النسوان فاطمة( عليها السلام ) لما منعت فدك وخاطبت الأنصار، فقالوا: يا بنت محمد لو سمعنا هذا الكلام منك قبل بيعتنا لأبي بكر ما عدلنا بعلي أحدا؟؟؟
 فقالت (عليها السلام) : وهل ترك أبي يوم غدير خم لأحد عذرا
الخصال / ص١٧٣
وهل تتحدث سيدة النساء فاطمةً (ع) بالظن وخلاف الواقع وبالعاطفة والعياذ بالله !!!؟؟؟

فكما نقل الطبري في كتابه دلائل الإمامة قول سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنفس المضمون وأقوى
فما جَعَلَ اللّهُ لاَحَدٍ بَعْدَ غَديرِ خُمٍّ مِنْ حُجَّةٍ وَ لا عُذْرٍ
الطبري كتاب دلائل الإمامة /ص٣٨

وأخيراً نعم ما قاله أئمة الصدق والطهر كما جاء عن الإمام الهادي (عليه السلام) في زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) بيوم الغدير فقال فيها :وَأشهَدُ أنَّهُ قَد بَلَّغَ (النبي ) عَنِ اللهِ ماأنزَلَهُ فِيكَ فَصَدَعَ بِأمرِهِ وَأوجَبَ عَلى اُمَّتِهِ فَرضَ طاعَتِكَ وَوِلايَتِكَ وَعَقَدَ عَلَيهِمُ البَيعَةَ لَكَ وَجَعَلَكَ أولى بِالمُؤمِنِينَ مِن أنفُسِهِم كَما جَعَلَهُ اللهُ كَذلِكَ، ثُمَّ أشهَدَ اللهَ تَعالى عَلَيهِم.
فَقالَ: ألَستُ قَد بَلَّغتُ؟
فَقالُوا: اللهُمَّ بَلى،
فَقالَ: اللهُمَّ اشهَد وَكَفى بِكَ شَهِيداً وَحاكِماً بَينَ العِبادِ فَلَعَنَ اللهُ جاحِدَ وِلايَتِكَ بَعدَ الإقرارِ وَناكِثَ عَهدِكَ بَعدَ المِيثاقِ، وَأشهَدُ أنَّكَ وَفَيتَ بِعَهدِ اللهِ تَعالى وَأنَّ اللهَ تَعالى مُوفٍ لَكَ بِعَهدِهِ وَمَن أوفى بِما عاهَدَ عَلَيهِ اللهَ فَسَيُؤتيهِ أجراً عَظِيماً.
إلى ان يقول الإمام الهادي (ع) : أوحى إلَيهِ رَبُّ العالَمِينَ: ياأيُّها الرَّسُولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إلَيكَ مِن رَبِّكَ وَإن لَم تَفعَل فَما بَلَّغتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ , فَوَضَعَ عَلى نَفسِهِ أوزارَ المَسِيرِ وَنَهَضَ في رَمضاءِ الهَجِيرِ فَخَطَبَ وَأسمَعَ وَنادى فَأبلَغَ ،
ثُمَّ سألَهُم أجمَعَ فَقالَ: هَل بَلَّغتُ؟
فَقالوا: اللهُمَّ بَلى،
فَقالَ: اللهُمَّ اشهَد 
ثُمَّ قالَ: ألَستُ أولى بِالمُؤمِنِينَ مِن أنفُسِهِم؟
فَقالوا: بَلى،
فَأخَذَ بَيَدِكَ وَقالَ: مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولاهُ، اللهُمَّ والِ مَن وَالاهُ وَعادِ مَن عاداهُ وَانصُر مَن نَصَرَهُ وَاخذُل مَن خَذَلَهُ.

فإذا كان التنصيب من الله تعالى والتبليغ الأتم والاكمل على لسان رسول الله (ص) والتأكيد من بيانات سيدة النساء وأبنائها الهداة المعصومين (عليهم السلام جميعاً) والإقرار من كل من حضر من الناس مؤمنين ومنافقين وفاسقين والعهد اخذ على الأمة وبتبليغ الحاضر الشاهد للغائب.

فلماذا نبرر نكث البيعة للناكثين والمارقين والقاسطين ؟؟!!!
ولماذا نتجرؤ على الله تعالى ونبيه الرسول الامين (ص) وعلى آل بيته المعصومين الهداة المهديين (ع)؟؟؟!!!

يقول الله تعالى :
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (*)
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (*)
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ(*)

سنقف بين يدي الله تعالى وسنحاسب على جوارحنا وسنُسأل عن النعيم أي عن ولاية علي أمير المؤمنين (عليه السلام).


حرره بيوم الغدير الأغر


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


العاملي القمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/04



كتابة تعليق لموضوع : الناكثين والمارقين والقاسطين في وقتنا الحاضر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net