صفحة الكاتب : د . كرار الموسوي

الله خلق الانسان حرا واستعبدته طغمة السياسين والمسؤولين
د . كرار الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  الحرية من التعابير التي صارت شائعة في أوساطنا الإعلامية والثقافية ولها جاذبية كبيرة لدى جيل شاب مملوء (لعوامل معقدة) بتصورات مثالية وساذجة عن المجتمعات الأخرى (التي نصفها -نسبة إلى الوضع في مجتمعنا- بالمتقدمة والمتحررة) وسترى مستوى الجهل والثرثرة والاستغلال حينما تساق أفكار خاطئة ولم يعرفها الفكر الإنساني قط في الوسط الثقافي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي (التي أصبحت وسيلة اكتشاف المجتمع لذاته وماهيته وفق أوصاف ثقافية خاصة) مثل «نسبية الأخلاق»، ويقصدون بها بين شخص وآخر في المجتمع ذاته لخلق مبررات أخلاقية تستند إلى «شرعية التقدم الغربي»، في حين يسخر من البحث عن مبررات مماثلة في التراث العربي الإسلامي.

حينما نتحدث عن الحرية فعلينا ألا نغفل أن هناك نوعين من الحريات: تلك التي نمتلكها وتلك التي نبحث عنها أوالتي لا نملكها ونسعى إليها بوصفها شرطا لتحقيق الذات. وهذا يعني أننا ضمنا نعي (وهذا ما نسميه العقلانية) حدود الحرية التي نمتلكها وما نفعله بها كما أننا نعرف إجابة لسؤال ماذا سنفعل بـ»الحرية» أو»الحريات» التي نسعى إليها.
سألت صديقا: ما معنى أن تكون حرا؟ ما معنى أن تكون إنسانا حرا؟. بعد تفكير قال لي هناك جانبان. أولا: جانب سلوكك بوصفك فردا - واحدا مستقلا وكامل الأهلية أمام الحدود القانونية والأخلاقية في المجتمع وواعيا بها- له إرادة على سلوكه. وهنا تعني حريتي أن أفعل ما يتوافق مع قناعاتي حول ما هو الخير و»العمل الصحيح» شرط ألا يؤثر هذا على كرامة الآخرين. وفي نفس الوقت حريتي تعني قبولي بالحكم الأخلاقي المتفق عليه في المجتمع وأنا مؤمن به داخليا وأقبله وأوظفه تجاه سلوك الآخرين.
الجانب الآخر هو جانب الباعث العميق للسلوك الحر. حينما أقول إنسان حر فهو تصور موروث من تاريخ الإنسانية (وتاريخ المجتمع بالخصوص) لما ينبغي أن يكون عليه «سلوك إنسان حر». وفي تاريخنا الثقافي الحر هو من لا يرضى الدناءة، الحرية هي سمو النفس، وفي ثقافتنا «طير حر» تعتبر رمزا للسمو الأخلاقي. الحرية هنا تصبح بمعنى أن تكون دائما في صف الحق والفضيلة مهما تكن تبعات ذلك. الإنسان الذي يتوسل (من وسيلة) اللاأخلاقي لتحقيق نفسه لا يستحق اسم إنسان ناهيك عن «إنسان حر». بالتأكيد أن الأخلاق تعني أن يتوقع الجميع الخير والفضيلة من الجميع، أليس كذلك؟ في التراث العربي الإسلامي نجد الحديث النبوي «أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك»، أليس كذلك؟
ذات مرة، في إحدى السنوات القليلة الماضية، كان سؤال اختبار مادة الفلسفة في البكالوريا (شهادة الثانوية العامة) الفرنسية هو التالي: «أن تكون حرا، هل هي أن تتخلص من/ تتحرر من كل سلطة؟». بالتأكيد حين تطرح سؤالا على مجموعة من الناس لتختبر معرفتهم بأمر ما فأنت إما تتوقع أولا تتوقع قدرتهم على إثبات معرفتهم بهذا الأمر. لذلك المتوقع هنا أن يجيب الطلاب- في سن 17 سنة - على هذا السؤال في الفلسفة.
بالتأكيد هناك ما يمكن أن نتفق عليه، مثلا يمكن أن نتفق على نقطتين أساسيتين: لا يمكن أن يولد الإنسان في الفراغ أوفي الخفاء ما لم يكن «ابن خطيئة»، ألا يمكننا أن نتفق على ذلك؟ ثم نتفق على أننا مجتمع يتجاوز مستوى المعرفة والوعي المتوسط لدى أفراده مستوى سؤال في مادة واحدة في اختبارات الثانوية العامة ولديه تاريخ معاصر يمتد لنحو قرن كامل وتاريخ سابق له وتضرب جذوره لما قبل التاريخ، ويفترض أن لدى الآباء والمربين (في المدارس) ما يعلمونه للنشء حول «الوجود في مجتمع». ألا يمكننا أن نتفق على ذلك؟
تتقدم المجتمعات كلما أصبح الموقف الأخلاقي محسوما تجاه أكبر عدد من القضايا «الاجتماعية». والأخلاق هي تنظيم العلاقة بين الأفراد فيما بينهم في مستوى، وبين الأفراد والسلطات في المجتمع في مستوى آخر.
ان تكون مفكراً حراً يعني ان تتصادم مع اقطاعيات القياصرة وعقائد العبيد !! فالأوائل تهدد سلطانهم والآخرون تهدد أمنهم !!
ان تكون حراً يعني ان تضحك حين يبكي الخرافيون لخسوف القمر ! وان تبكي حين يفرحون بقبول اصنامهم لقرابين البشر ! 
ان تكون حرا يعني ان تقرر التنقيب في اطنان التاريخ الراسخة فوق العقول ، وان يضرب ازميل فكرك اوثانا لطالما قُدست ، ان يكون لمشاعرك وسلوكك طابعاً مختلفاً ويكون ميزانك رقمياً في وسط موازين بدائية بأيدي مطففين ، ان تكون حرا يعني انك تمتلك كينونة مختلفة قذف بها في عالم لا تراه الا عالمها المختلف لا عالم القطعان المتناطحة ، فكونك حرا يعني انك تمتلك عقلا لا قرونا .
في ماضي الزمان تحدث الفلاسفة عن الحرية في معنى الانعتاق والتحرر من الميول النفسية والشهوات، او ما يسمى بالنفس السفلى، وصولا الى السيطرة التامة للعقل على حركة الانسان وافعاله. هذا النوع من التحرر او الانعتاق، لا يناله غير قليل من الناس. وتسبقه رياضة ذهنية وروحية غرضها تمكين النفس العليا، او العقل، من تكييف نوازع الانسان الداخلية ومراداته وطريقة عيشه حتى تنسجم تماما مع قواعد الاخلاق، وتجسد طبيعة الانسان النقية. يركز هذا المفهوم على سبل لتطور الروحي والمعنوي للانسان، وليس الظرف الاجتماعي او القانوني الذي يعيش الانسان في اطاره.
التفكير في الحرية يتناول في العادة علاقة بين ثلاثة عناصر: أ) الفرد، ب) شيء يريده الفرد، ج) عامل خارجي (او داخلي) يمنع التقاء الاثنين او يسمح به. ويتركز الجدل في الغالب حول العنصر الثالث، اي العامل الخارجي (او الداخلي). حين يقول الفرد بانه حر او غير حر، فانه يشير الى ان العوامل الخارجية تسمح بتحقيق ارادته او تعيقها. لكنه ايضا قد يصف مشاعره الداخلية في لحظة محددة، فهو يقول انه حر او غير حر، بمعنى ان رغباته متدفقة وقابلة للتحقيق، او انها مكبوتة او مقيدة. الحرية هنا وصف للذات، بينما هي في الحالة الاولى وصف للعلاقة بين الذات والخارج. او وصف للواقع الخارجي فقط. حول كل من العناصر الثلاثة دارت نقاشات كثيرة جعلت موضوع الحرية واحدا من اغنى حقول المعرفة الانسانية، وهي لاتزال – وربما ستبقى – جذابة للمزيد من الباحثين والنقاشات. وحسب ايسايا برلين الذي تحدث في خمسينات القرن الماضي فقد سجل تاريخ المعرفة نحو 200 معنى للحرية اقترحها باحثون في حقب التاريخ المختلفة، تدل بالتاكيد على اهمية موقع الحرية ضمن تطلعات الانسان والمسار التاريخي للانسانية ككل. 
اقترح كارل دوتش تعريفا موسعا لمفهوم الحرية ينطلق من مقارنة بين وضع الانسان في حالات مختلفة، يمثل كل منها فرصة او قيدا، وينتهي بمساواة مفهوم الحرية مع توفر خيارات متنوعة قابلة للتحويل الى افعال. الحرية في هذا التعريف هي \"شريحة الخيارات الفعالة المتاحة لفرد او جماعة من الافراد. قدرة الجماعة على اختيار الافعال او السياسات يمكن ان تترجم عند الممارسة الى خيارات غير مباشرة للافراد\". ينظر هذا التعريف الى اربعة ابعاد او شروط مسبقة : 
1- غياب المعوقات التي تقيد حركة الفرد.
2 - توفر الفرص الفعلية التي يجسد الفرد من خلال استثمارها ارادته ورغباته وطريقة العيش التي يطمح اليها.
3- قابلية الفرد الذاتية ، البدنية او الروحية او الذهنية، لفعل ما يريد.
4- وعي الفرد بالمحيط الذي يتعامل معه، بما فيها وعيه بحقوقه والفرص المتاحة له، وقدراته الشخصية. 
تلخص هذه الابعاد معظم الاشكالات التي تعرضت لها التعريفات المختلفة للحرية. لكنها تكشف ايضا عن اشكالية هامة مصدرها هو التعارض المحتمل بين ما يريده الانسان وبين الوسائل المتاحة لتحقيق هذه الارادة. ينتمي بعض تلك التعارضات الى المجال السياسي كما في البعدين الاول والثاني، بينما تنتمي التعارضات في البعدين الثالث والرابع الى المجال النفسي والثقافي. 
الجدل المعاصر حول مفهوم الحرية يدور في معظمه حول العوائق الخارجية. اي ضمن الدوائر الثلاث الاولى. الفرضية هنا ان الانسان له حق في اي يفعل شيئا، او انه يريد ان يفعل شيئا، لكن ثمة عائق خارجي يمنعه من انفاذ ارادته. هذا العائق قد يكون طبيعيا او ذاتيا مرتبطا بالفرد نفسه. وهذه ليست موضوعا للنقاش ، ولا تعتبر من نوع تقييد الحرية. بخلاف النوع الاخير من العوائق، اي تلك التي تتعلق خصوصا بذات الانسان (مثل الجهل والمرض) او بالامكانات المتوفرة في البيئة المحيطة (مثل الخدمات العامة الضرورية لتسهيل الحياة) ، والتي كانت موضوعا لنقاشات المفكرين الاشتراكيين الذين اعتقدوا ان اقرار القانون بحرية الافراد لا يجدي نفعا طالما لم يستطع الانسان استثمارها بسبب قصور ذاتي او بيئي. خلافا لهذا الاتجاه ركزت نقاشات الفلاسفة الليبراليين على العوامل الخارجية التي تقيد ارادة الفرد ، وبصورة محددة :
أ) التدخل الاعتباطي من جانب الاخرين حين يريد الفرد التمتع بما يعتبره حقا له .
ب) تضييق الخيارات المتاحة للفرد بحيث لا يبقى امامه سوى سبيل واحد للتصرف او العمل او التفكير او التعبير عن الافكار.
 
أن تكون حرا .. يعني أن تسمح لغيرك أيضا أن يكون حرا
أن تكون حرا .. يعني أن تكون لديك المسؤولية الكاملة عن حياتك .. اختياراتك .. قراراتك .. نجاحاتك .. خساراتك .. آرائك .. اعتقاداتك .. توجهاتك .. إيمانك .. أو حتى عدم إيمانك,أن تكون حرا .. يعني أن تحترم نفسك .. كرامتك .. انسانيتك .. أعدائك قبل أصدقائك أن تكون حرا .. يعني أن تفهم .. أن تفكر .. أن تعقل .. أن تعي .. أن تدرك .. وأن تحب أن تكون حرا .. يعني أن تكون مستقلا بنفسك .. منيعا عن الانجراف للأغلبية .. لا مائعا ولا إمعة
 
أن تكون حرا .. يعني أن تكون مميزا .. مختلفا .. فارقا .. مؤثرا .. تاركا لبصمة ما مهما كانت صغيرة,أن تكون حرا .. يعني أن لاتكون نسخة مكررة لما يريده منك الآخرون .. أن لا تكون صورة تراها حولك في كل مكان أن تكون حرا .. يعني أن تكون موجودا .. حاضرا .. مسيطرا .. متحكما في نفسك و حياتك لا في نفوس و حياة الآخرين أن تكون حرا .. يعني أن تكون عارفا .. عالما .. قارئا .. مدركا للحقائق .. نافيا للإشاعات 
 
أن تكون حرا .. يعني أن تكون متغيرا .. لا جامدا كمستنقع آسن .. تتبع الحقيقة أينما وجدتها .. و تقتنع بالحق متى ما 
رأته بصيرتك أن تكون حرا .. يعني أن تكون شريفا .. لم تلوثك أطماع المصالح والمناصب والبريق و السلطة الزائلة أن تكون حرا .. يعني أن تكون شجاعا .. لا تخاف في الله لومة لائم .. وكلمة حق عند سلطان جائر هي عقيدتك أن تكون حرا .. يعني أن تكون كريما .. لا يستعبدك المال ولا يستعبدك الخوف من فقدان المال أن تكون حرا . يعني أن تكون سيدا .. على نفسك لا على الناس أن تكون حرا .. يعني أن تكون متواضعا .. فلا يكسرك غرورك و لا يهزمك تكبرك,أن تكون حرا .. يعني أن تستوعب أن الدنيا بما فيها و من فيها في نهاية الحال لا تساوي حتى جناح بعوضة أن تكون حرا .. يعني أن تكون عظيما .. بأخلاقك لا بجبروتك,أن تكون حرا .. يعني أن تعلم أنك و إن كنت جرما صغيرا .. ففيك انطوى العالم الأكبرُ
 
أن تكون حرا .. يعني أن تكون صادقا .. مع نفسك قبل الغير .. واضحا شفافا كما الماء الصافي الذي لم تعكره حصاة أن تكون حرا .. يعني أن تكون إنسانا .. مهما كان دينك بلدك .. لونك .. جنسك .. شكلك حرية الأوطان تبدأ عندما نضمن حرية الإنسان فقط لو عرف من يمتهنون العبودية كم هو رائع أن تعيش في حرية! 
لعل كلمة حرية أكثر كلمات القاموس السياسي استعمالاً عند عرب اليوم ، حتى الكلمات التي تنافسها في الذيوع ، مثل استقلال وديمقراطية وتنمية ، تستعمل في الغالب مرادفة لها بحيث لا نكاد نجدها إلا ملتصقة بها موضحة لها.
من يطالب بالحرية لا يطالب بها عبثاً هكذا ، بل يلجأ إلى مبررات دينية ، فلسفية ، تاريخية ، علمية .
معاني الحرية: المعنى الأول: معنى خُلقي.
وهو الذي كان معروفاً في الجاهلية وحافظ عليه الأدب. نقرأ في اللسان: الحرة تعني الكريمة.
الثاني: معنى قانوني. وهو المستعمل في القرآن، مثلاً: قوله تعالى : { وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ }.
الثالث: معنى اجتماعي. وقد استعمله بعض متأخري المؤرخين: الحر هو المعفى من الضريبة.
الرابع: معنى صوفي.
لكن المفهوم الموجود في ذهن المستشرقين هو المفهوم الليبرالي للحرية. ويمكننا الانتهاء من القاموس إلى أن الكلمة العربية ضيقة بالنسبة للمفهوم الغربي لها. إذن يجب علينا قبل ذلك أن نعرف ماهي الليبرالية وكيف تعامل معها المجتمع العربي في القرن الماضي؟
إن الليبرالية تعتبر الحرية هي المبدأ والمنتهى ، الباعث والهدف ، الأصل والنتيجة في حياة الإنسان وهي المنظومة الفكرية الوحيدة التي لا تطمع في شيء سوى وصف النشاط البشري الحر وشرح أوجهه والتعليق عليه. مرت الليبرالية بمراحلٍ أربع : التكوين ، الاكتمال ، الاستقلال، التقوقع. مرحلة التكوين حيث كانت وجهاً من وجوه الفلسفة الغربية المرتكزة على مفهوم الفرد ومفهوم الذات. مرحلة الاكتمال حيث كانت الأساس الذي شيد عليه علمان عصريان مهمان: علم الاقتصاد الحديث وعلم السياسة النظرية. مرحلة الاستقلال حيث نزعت الليبرالية من أصولها كل فكرة تنتمي إلى الاتجاه الديمقراطي بعد أن أظهرت تجربة الثورة الفرنسية إن بعض أصول الليبرالية قد تنقلب عن التطبيق العملي إلى عناصر معادية لها ( لابد من إجبار الناس على أن يكونوا أحراراً ) . مرحلة التقوقع حيث أصبحت تعتبر أنها محاطة بالأخطار وأن تحقيقها صعب لما تستلزم من مسبقات غير متوفرة لدى البشر في غالب الأحيان. لذلك عندما تتحدث قائلاً : لقد تأثر المفكرون العرب بالفكر الليبرالي عليك أن تحدد في أي زمن وأي مرحلة ؟
” لكي نحافظ على أسباب التقدم لابد من الإبقاء على حقوق المخالفين في الرأي ، لأن الاختلاف هو أصل الجدال والجدال هو أصل التقدم الفكري والابتكار. “
جون ستيوارت ميل أحد أهم من تحدثوا عن مفهوم الحرية في كتابه (عن الحرية) . كان ميل بشكلٍ أو بآخر ضد الديمقراطية حيث يقول: ” إن مشكلة الحرية تطرح بإلحاح داخل الدولة الديمقراطية . . . بقدر ماتزداد الحكومة ديمقراطية بقدر ماينقص ضمان الحرية الفردية “. وبخصوص حرية ابداء الرأي يقول : ” لو كانت الإنسانية كلها مجمعة على رأي عدا فرد واحد فلا يحق لها أن تسكت الفرد المخالف لرأيها، كما لا يحق لذلك الفرد ، لو استطاع ، أن يسكت الإنسانية المعارضة لرأيه ” . يعلق العروي أن الحرية في العهد الليبرالي الذي عاشه المجتمع العربي ماهي إلا شعار ليس إلا . يرى العروي أن الليبرالية العربية ليست متولدة من الليبرالية الغربية لأنها لم تكن وفية لأصولها الحقة . الدعوة إلى الحرية ماهي إلا نتاج عن حاجة متولدة في المجتمع العربي شعر بها عدد من الناس. فالحرية شعور بديهي وليس مفهوماً . نفوذه في فضفاضيته وصوريته لا في تفصيله وتعيينه.
ومن أوجه الحرية أيضاً : الإبداع كما يرى قسطنطين زريق . يقول اينشتاين : “كل ماهو عظيم وملهم صنعه إنسان عمل بحرية”. ستبقى مسألة الحرية مطروحة باستمرار في جميع الأحوال والظروف ، وطرحها المستمر هو أكبر ضامن لتحققها التدريجي.
المهم في قضية الحرية هو أن تبقى دائماً موضوع نقاش ، بوصفها نابعة عن ضرورة حياتية ، لا بوصفها تساؤلاً أكاديمياً. مهما تنوعت صور الحرية ، يبقى البحث فيها وسيلة للاحتفاظ بها على رأس جدول الأعمال لأن الوعي بقضية الحرية هو منبع الحرية . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . كرار الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/04



كتابة تعليق لموضوع : الله خلق الانسان حرا واستعبدته طغمة السياسين والمسؤولين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net