صفحة الكاتب : عامر هادي العيساوي

روسيا ودورها الخبيث في هزائم العرب
عامر هادي العيساوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ان المتتبع للمواقف الروسية منذ الأربعينات سيجد بسهولة انه يتسم بالخبث والمراوغة والتظاهر بنصرة العرب وهي في الواقع تنسق مع الغرب لبقاء ميزان القوى دائما يميل للدولة العبرية من الناحية العسكرية والسياسية والاقتصادية ...إنها دائما تلعب دور الواشي بنقاط الضعف عند العرب والدال على نقاط القوة إن وجدت وعلى نوع التسليح وحجمه وأماكن خزنه ...الخ ...إن روسيا كانت أول المعترفين بإسرائيل عند إنشائها عام 1948......ورغم أن العرب كانوا يشترون السلاح من روسيا بأموالهم الا أنها كانت في أحيان كثيرة تجهزهم بأسلحة فاسدة تنفجر وتقتل مستخدميها ....
إن مشكلة العرب أنهم ابتلوا بعداوة ( اليهود ) القادرين دائما على إعداد أطباق من العسل المداف بالسم ثم يقدمون تلك الأطباق إلى العرب فيلتهمها هؤلاء بنهم شديد فتحصل بعد ذلك الكارثة...ولعل اخطر تلك الأطباق على الإطلاق ما يعد هذه الأيام وقد ظهرت بوادره  بظهور المحور الروسي  الذي يزعم بأنه سيقضي على( داعش) ويجد حلا للمسالة السورية ..
إن الحقيقة الواضحة لأي مغفل عمل في السياسة لأسابيع هي أن أمريكا وروسيا اتفقتا على إدارة صراع عالمي مرير بين السنة والشيعة  تتظاهر فيه الأولى بالتعاطف مع السنة بينما تتظاهر الثانية  بنصرة الشيعة وأثناء ذلك تعملان على إدامة الصراع وعدم انتصار احدهما على الآخر لينتهي ذلك الصراع بعد ذلك بالتقسيم وإعادة رسم المنطقة من جديد ,,,وبحركة بهلوانية بدأ الروس مشروعهم بقصف شديد لمواقع( داعش  )مما أثلج صدور كافة المغفلين العرب ولم يعلموا بان (داعش) قد انتهى دورها في سوريا على الأقل... ثم ألحقت ذلك بالإعلان بأنها ستحافظ على بشار الأسد تحت لافتة الحفاظ على وحدة سوريا وهي تعلم مسبقا بان أمريكا ستمنع المعارضة السورية المعتدلة بعد تسليحها من الموافقة على بقاء الأسد ليستمر الصراع بعد نهاية دا عش  إلى ما شاء الله ...وحين يصل الطرفان إلى حد الإعياء يطرح مشروع تقسيم سوريا حقنا لدماء من بقي حيا من أبنائها ...وحينذاك سيقسم العراق في اليوم التالي وينتقل التشضي إلى كافة بلدان العرب ,,,
وقد يكون احد أهم أهداف روسيا من المشاركة في ضرب داعش جوا هو تقوية هذه المنظمة الإرهابية وإنعاشها بالمزيد من المقاتلين الناقمين من التدخل الروسي لتتسع بعد ذلك دائرة الصراع  ,,,أما دعوى بقاء الأسد فإنها تدخل في دائرة كلمة حق يراد بها باطل ولو أن روسيا كانت صادقة فعلا في دعواها تلك لما لجأت إلى التدخل العسكري الذي سيلهب مشاعر المتشددين في جميع أنحاء العالم مما يزيد الأمور تعقيدا كما أسلفنا  ..أما رافعي شعار وحدة سوريا فهم اخطر من رافعي شعار تمزيقها علنا لان التمزيق والتشرذم سيحصل على أيدي أصحاب ذلك الشعار  أكثر من باقي الأطراف ...
وأخيرا أقول على إيران ألا تثق بالشرق او الغرب لان الطرفين يخططان لكي تكون إيران آخر فرائسهم لتبقى بعد ذلك إسرائيل وحدها تصول وتجول  في الساحة ومن دون أي منافس..وكذلك يترتب على الرئيس المصري ( السيسي )أن ينتبه بان كل الدمار الذي لحق ويلحق بالعرب سببه (ال سعود )بسياستهم الرعناء المعادية لمحيطها والواهبة لأموال الأمة إلى أعدائها  فافعلوا شيئا واقتلوا الحية من رأسها قبل فوات الأوان وإلا فان مصر في قلب الخطر أيضا ...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر هادي العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/03



كتابة تعليق لموضوع : روسيا ودورها الخبيث في هزائم العرب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : عامر هادي العيساوي ، في 2015/10/10 .

الاستاذ ابو زهراء لقد كنت دقيقا جدا ...ان الدول العظمى باسرها تتحاور وتتوافق فيما بينها لتقاسم نفوذها في المنطقة العربية (الرجل المريض ))وهي مصممة على اعادة تقسيمها من حديد ,,,شكرا لاهتمامكم

• (2) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/10/04 .

ٱلآستاذ عامر هادي العيساوي
السلام عليكم .
ٱنا مثلك لأٱثق بدور الدول العظمى .ولابسياساتها التي تضع فيها مصلحتها العليا فوق كل المصالح .وطبعا الدول مثل روسيا وٱمريكا والغرب لديهم تفاهمات مسبقة حول قضايا عالمية ولجان مشتركة عليا تضع نصب عينيها عدم وقوع تصادم مصالح قد يؤدي الى نشوب حرب مدمرة لايمكن التكهن بنتائجها الكارثية على السلم العالمي ..من هنا تٱتي مسٱلة حماية كل قوة لمصالحها في العالم وفق رؤية ستراتيجية لأٱعادة التوازنات الدولية الى نصابها الطبيعي ..فالقتال بالنيابة كان سمة مرحلة السبعينات والثمانينات والتسعينات .التي تقوده الدول العظمى لحماية مصالحها وتوسيع دائرة نفوذها في القارات ...ولم تسقط من حساباتها تلك القوى الدول التي تتمتع بدرجة ٱعلى من درجات بعض الدول ضمن خانة الدول الحليفة .من تحويلها الى ثكنه عسكرية تقيم فيها تحصينات قوية .
العراق في زمن النظام السابق كان يحسب على منظومة الدول الشرقية بقيادة ٱلأتحاد السوفيتي السابق .ضمن نظام القطب الثنائي .وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق .وٱنشغاله لفترة بترتيب ٱوضاعه الداخلية تحول العالم الى نظام ٱحادي القطب تقوده الولايات المتحدة التي ٱستثمرت ذلك الوضع لتعيد ترتيب المنطقة وفق مصلحتها ..فالحرب التي ٱستخدم فيها ٱلأرهاب وحقوق ٱلأنسان وسيله لشن حروب ٱمريكية عابرة للقارات .وبواسطة جيوش وليس بالوكالة .كما كان سابقا عندما كانت تلك القوتين تدعمان الانقلابات العسكرية لتغير ٱلأنظمة وٱلأتيان بحكومات عميلة لهما ..ووضع الصقور في الادارة ٱلأمريكية دول كانت حليفة للٱتحاد السوفيتي .في محور سمي ...محور الشر ...يتم ٱستهدافها مباشرة بعمل عسكري .لأٱطاحة ٱنظمتها الحاكمة .سوريا .العراق .كوريا الشمالية .ومعهم.ٱيران ٱنظمة غير مرغوب بهما ..عالميا .تحركت ٱمريكا ضد العراق وبدعم من ٱنظمة الخليج تم ٱزالة حكم البعث .سوريا تعرف بٱنها الهدف المقبل ٱمريكيا حاولت التدخل في العراق سلبيا لأٱبقاء ٱمريكا منشغلة بالوحل العراقي لتبعد عنها ٱمريكا ولو لوقت .غير ٱن الامريكيون وبمساعدة دول الخليج نقلوا الحرب الى الداخل السوري لتشتعل فيه النيران .كانت تلك الفترة المنصرمة كافية ليقف الدب الروسي على رجليه ويستعيد عافيته من جديد كلاعب دولي مهم وفاعل في الساحة العالمية ويضع لنفسه سلم ٱولويات .لتنفيذها ..سوريا واحدة من ٱهم معاقله عربيا .فبعد دعم على شكل مساعدات .قرر وبعد قراءة عميقة الدخول بقوة وبشكل مباشر وبوجود عسكري الحرب ضد الارهاب ؟ تم توج ذلك الحراك بعقد ٱتفاق رباعي شمل سوريا . ٱيران .والعراق .وروسيا .لتبادل المعلومات الاستخبارية لمكافحة الارهاب مقره بغداد .التي تتكٱ عمليتها السياسية الحديثة على ظهر الامريكان .وقطعا لايتم ذلك دون ضوء ٱخضر من ٱلأمريكان وموافقتهم ..؟




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net