صفحة الكاتب : د . رافد علاء الخزاعي

انه جزء من خطة العلاج دكتور
د . رافد علاء الخزاعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 دخلت العيادة برفقة زوجها المريض المصاب بالسكر حاملة هدية عبارة عن علبة حلويات من السماء الشهي من انتاج حلويات الخاصكي المرفقة بصورة ابنه أبو الخدود الممتلئة الجميلة مع باقة ورد تعبيرا عن امتنانها عن علاج زوجها لاستقرار السكر بعد أسبوعين من العلاج واردفت قائلة وهي تبتسم 

قلت لها ان المريض هو امانة في اعناقنا ونجاحنا ليس في شفاء المريض وحده ولكن الأهم من ذلك رضا المريض عنا وعن العلاج وان الخطة العلاجية لمرضى السكر الان ليس من واجب الطبيب وحده وانما هي من اختصاص المريض أولا واخرا فهو طبيب نفسه لان الخطة العلاجية لمرضى السكري تشمل  الالتزام الطوعي والمبني على الفهم والثقة بالدواء والحمية الغذائية المنظمة المتوازنة والملبية لاحتياجات المريض الضرورية من الناحية البناءة لجسد الإنساني واتباع الأنماط السلوكية الصحيحة من خلال الابتعاد عن المخربشات للجسد من الكسل والتدخين وشرب الكحول والمخدرات وممارسة الرياضة السويدية والمشي والهرولة وتنظيم أوقات النوم والغذاء حسب الجدول المرسوم وأيضا الالفة الزوجية والرعاية الاجتماعية اللصيقة من الإباء او الأمهات والابناء والاخوة والأصدقاء......
قالت لي دكتور كل كلامك حكم وجيد وانا في الزيارة الأولى لم اكن برفقة زوجي وانت طلبت منه ان يصورك بالموبايل لأجل ارسال لي الاهتمام بغذائه وتنظيمه ولكن الاجمل دكتور اننا متزوجين منذ سته عشر سنة ولم يكن في احد هذه الأيام ان يدس زوجي في فمي لقمة واحدة ولكنك انت طلبت منه في جدولك الغذائي في شاي او حليب الساعة السادسة مع الكعل أبو الدهن او البقصم طلبت منه بحنكة ان يغمس الكعكة الأولى في الحليب او الشاي والثانية ان يغمسها و يدسها بيديه في فمي اتعرف يا دكتور ما هو هذا الإحساس الجميل الذي شعرت به حينها انه إحساس لم احس به منذ زواجي وحياتي وكانت رسالتك واضحة للألفة الزوجية والرومانسية انه أعاد تفكيري في الاهتمام بزوجي وتدبير اموره الصحية والغذائية والمعايشة له والاهتمام بمرضه وهذه الهدية هي تعبيرا لامتناني لك لأنك جعلتنا نعيش هذه اللحظة  الغائبة عنا
وضحك زوجها قائلا دكتور كنت اظن ان ذلك جزء من الخطة العلاجية ولكن اثبت ذلك ان اعيد التفكير في نمط علاقتنا الزوجية والاهتمام بالزوجة وبعد مراجعة الادوية والتحاليل واعطائهم خطة علاجية لمدة شهرين خرجوا ممتنين وهم متلاصقي الايادي.
هذه الحكاية العملية اعادت في تفكيري الكثير من التساؤلات في مجتمعنا الشرقي وهي التباعد بين الأزواج في الفراش عندما يكبروا في السن والانزواء بعيدا مما يولد فجوة عاطفية وإنسانية كبيرة تلقي ظلالها على الاسرة وامراضهم المزمنة مع ازمة السكن والظروف المعاشية الصعبة تولد الكثير من الامراض الاجتماعية نلتمسها من خلال اخذ التاريخ المرضي للمرضى والتعرف على معوقات علاجهم ان على الطبيب ليس المعرفة بالتاريخ المرضي ولكن أيضا على التاريخ الاجتماعي للمريض لان العلاج ليس فقط في وصف الدواء وحده ولكن هنالك عوامل كثيرة تساعد في شفاء المريض وتقليل معاناته ومكابدته  وتأهيله للبقاء على الامل واهمية الحياة ومشاركتها ومن باب النكتة اللطيفة ان احد الشياب الختيارية ذهب لمضافة صديقه فكان الشايب كبير السن المعزب يقول لزوجته مناديا من خلف يا بعد روحي اعملي لنا شاي و يا بعد قلبي اعملي لنا قهوة  يا حياتي علينا بالفاكهة فتعجب الضيف من المناداة الرومانسية من الرجل لزوجته قائلا له انا احسدك على هذا الحب فاجبه المعزب يا رومانسية ولك صار لنا متزوجين خمسين سنة ولكن اني في اغلب الأحيان انسى اسمها فاستعيض عنها بهذه المناداة.
هكذا هي الحياة والدراسات الطبية الاجتماعية اثبتت ان الالفة الزوجية والعلاقة الرومانسية تقلل من امراض ارتفاع الضغط وامراض الذبحة القلبية وتساهم مساهمة فعالة في اسراع الشفاء وتقليل المكابدات وخروج المريض من المستشفى وانجاح الخطة العلاجية
رباط السالفة ان الاهتمام المتبادل بين الأزواج يساهم كثيرا في تقليل الكثير من المعاناة وانجاح الخطة العلاجية لكثير من الامراض وكما قال الفلاسفة سابقا ان الحب هو الداء والدواء فلنستثمر ان يكون الحب بميع تفاصيله جزء من العلاج

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . رافد علاء الخزاعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/03



كتابة تعليق لموضوع : انه جزء من خطة العلاج دكتور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net