صفحة الكاتب : احمد عبد الرحمن

حدود وسقوف الاختلاف
احمد عبد الرحمن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هناك حقيقة لايمكن بأي حال من الاحوال تجاهلها او القفز عليها اذا اريد لهذا البلد ان ينهض مجددا من كبواته واخفاقاته، واذا اريد لابناء هذا البلد ان يعيشوا بعزة وكرامة وامن وامان بعيدا عن الحروب العبثية والصراعات العقيمة، والسياسات الهوجاء.
  هذه الحقيقة، التي طالما تحدثنا عنها واكدنا عليها، هي تقديم المصالح الوطنية العامة، على مصالحنا الفئوية والحزبية الخاصة.
   ما تشهده الساحة السياسية العراقية من مماحكات ومناكفات وتقاطعات سياسية حادة في هذا الوقت بالذات يبعث على الكثير من الاسف والاسى والاحباط والاستياء.
  صحيح ان واحدا من ابرز مظاهر الديمقراطية هو اختلاف الرؤى والمواقف والتوجهات تحت قبة البرلمان وعبر وسائل الاعلام وفي داخل الجهاز التنفيذي (الحكومة). ولكن لابد ان يكون لذلك الاختلاف من حدود وسقف، اذ من غير المنطقي ولا المقبول ان يكون مفتوح على كل الاتجاهات والمستويات، لان ذلك من شأنه ان يفضي الى الفوضى، وهذه الاخيرة تعني الذهاب الى اسوأ الخيارات، وكل ذلك ينعكس على عموم الناس، بعد ان تتحول مؤسسات الدولة وسلطاتها منابر وميادين للصراع وتصفية الحسابات بين الفرقاء السياسيين، بدلا من ان تكون ادوات لتقديم الخدمة لابناء الشعب، واصلاح الواقع السيء والتقدم الى الامام.
  هل يمكن ان ينظر المواطن العراقي بأرتياح الى معطيات المشهد السياسي، وهو يعاني الحرمان في الجوانب الحياتية المهمة، ويترقب من المعنيين بزمام الامور ان ينتشلوه من الواقع السيء الذي يرزح تحت وطئته امنيا وخدماتيا.
   في اكثر من مناسبة قال عقلاء البلد بناء الثقة بين الشركاء السياسيين هو المدخل الاساسي للاصلاح والتغيير، لانه يؤسس لشراكة وطنية حقيقية، وهذه الاخيرة من شأنها ان توصد كل الابواب والمنافذ امام الارهاب، أي بعبارة تمهد السبيل لاستقرار امني لابد منه، واذا تحقق هذا الاستقرار فهو سيؤدي تلقائيا الى ازدهار اقتصادي بالمعنى الواسع.
  بأختصار نقول ان بقاء الوضع السياسي مرتبكا ومضطربا وحافلا بالخلافات والتقاطعات والصراعات الضيقة، سيكون عائقا امام أي تحول وانتقال الى ظروف واوضاع امنية وحياتية واقتصادية لهذا البلد وابنائه.
16-6-2011


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد عبد الرحمن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/18



كتابة تعليق لموضوع : حدود وسقوف الاختلاف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net