صفحة الكاتب : طاهر الموسوي

المحاصصة والمحسوبية.افه الى متى ستبقى تنخر في جسد العراق؟
طاهر الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قد لا أكون أول من يكتب عن موضوع المحاصصة بكل مسمياتها الطائفية العرقية القومية الحزبية بالاضافة للمحسوبية في تسنم المناصب وشغل الدرجات الوظيفية بجميع عناوينها من أعلى المنتصب في الحكومة والسلم الإداري وحتى عامل الخدمات؟ وبالتأكيد سوف لن أكون الأخير الذي يكتب في هذا الموضوع ،ولكن الى متى سوف تستمر هذه الافه والى متى يكون الشخص المنتمي لهذا الحزب أو لذلك التيار أو لتلك الحركة فضلا عن أنتمائه لهذا المكون الطائفي أو العرقي أو القومي يكون هو الشخص الأنسب دائما في تسنم وشغل هذه الوظائفذ، حتى لو كان هذا الشخص لا يمتلك أي مقومات علمية أو إدارية لشغل هذا المنصب أو تلك الوظيفة؟والى متى يبقى العراق أسيرا لهذه الثقافة التي يحرم فيها صاحب الاختصاص من الحصول على استحقاقه الذي بذل سنوات طويلة من عمره في تحصيل العلوم والخبرة ليأتي الحزبي الفاشل من كل شيء إلا من ولائه لهذا الحزب أو لذلك المكون في اغلب الاحيان للتربع على كرسي هذه الوزارة أو تلك المديرية والمؤسسة؟وبأي معيار وبأي شريعة وبأي أخلاق تتعامل هذه الأحزاب مع باقي ابناء الشعب؟.
حينما لا يجد اصحاب الكفائة والالاف من الخريجين درجات وظيفية في هذه الدائرة أو تلك المؤسسة ويحصل عليها آخرون ؟وحين تهمش أغلبية الشعب على يد الاقلية من المنتظمين في هذه الأحزاب ؟... وحين لا يجد الشباب وهم في طريقهم نحو المستقبل كلهم حماس للمشاركة في بناء البلد وأخذ مكانهم فيه ويأتي الكثير ممن لا يحملوا من هذا البلد الا الاسم والعنوان في البطاقة الشخصية لتولي المناصب والامتيازات ؟ .
ولماذا لا يحصل الكثير من الذين قضوا زهرة حياتهم بخدمة البلد على رواتب تقاعدية حالهم حال من هاجر وترك العراق ربما يكون الكثير منهم قد ترك العراق وهو طالب في الابتدائية وعادوا للوطن بعد سقوط النظام ليحصلوا على جميع الامتيازات وليصطف الكثير منهم كل شهرين أمام المصارف لاستلام رواتب تقاعدية وهم لم يسهموا لحظة واحدة من حياتهم في خدمة هذا البلد لماذا توزع الامتيازات لرجالات الأحزاب (وهنا لا نقصد بطبيعة الحال التعميم بكل تأكيد
فهناك من يستحق أن تقف أمامه بكل احترام لما يقدمة اليوم من جهد ونزاهة لخدمة هذا البلد من المنتمين لهذه الأحزاب).
 ولماذا يحرم باقي ابناء الشعب وأبناء الشهداء والعوائل المتعففة والفقراء من الحصول على وظيفة حتى لو كانت في قسم الخدمات لأنها حصة للحزب الفلاني والمكون العلاني؟.
واليوم ونحن ننتظر الإصلاحات التي طالبت بها المرجعية الدينية وأبناء الشعب العراقي وتصدى رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي لتنفيذها وتحقيقها على أرض الواقع،لكنه أيضا اصطدم بجدار الأحزاب الفولاذي بعد أعلنت جميعها بالعلن دعمها لهذه الإصلاحات وفي السر كانت تضع العراقيل والعقبات أمام تنفيذها كونها سوف تسحب منها بعض الذي تتمتع به من إمتيازات، وتغيير بعض رجالاتها في هذه الوزارة أو تلك الهيئة التي تأسست على أساس المحاصصة في جميع مفاصلها!!.
 إذا كيف تتحقق هذه الإصلاحات مع وجود هذه الآفة التي أفرغت خزينة الدولة من مئات المليارات الدولارات على مدى السنوات التي أعقبت سقوط النظام في 2003 وهدر معظمها في مشاريع غير منتجة أو على ما يتم دفعه من إمتيازات للمسؤولين.
 ولم تكتفي هذه الاحزاب الحاكمة والتي تشترك بشكل واخر بادارة البلد بهذا فذهبت لإدخال البلد في دوامة الاقتراض من البنوك الدولية ودفع فوائد كبيرة سوف تقيد الاقتصاد العراقي لعشرات السنوات المقبلة بسبب انخفاض أسعار النفط عالميا والذي يعتمد عليه اقتصاد العراق عليه بشكل كامل.
وفي ظل عدم وجود استراتيجية وتخطيط واضح المعالم للمرحلة السابقة والمرحلة المقبلة في جانب الادارة السياسي وبناء الدولة على أساس بناء المؤسسات ،فضلا عن الحرب التي تخوضها قواتنا المسلحة والحشد الشعبي ضد تنظيم داعش وفلول البعث الاجرامي ، وما تحتاجه هذه المعركة من أموال كبيرة جدا لا يمكن للعراق تغطيتها في ظل تخبط وعدم وجود رؤيا واضحة لإنقاذ هذه التداعيات على المدى المنظور.
إذا ما هي الحلول في ظل كل هذه المعطيات والمطالبة بتنفيذ الاصلاحات وانصاف المواطن وتقديم ابسط حقوقة في الوطن في تأمين العيش الكريم والخدمات الرئيسة ؟ ومن هو الطرف الأقوى الان الذي ممكن ان يدفع باتجاه تصحيح المسار مع وجود هذا التنافس بين كل الأحزاب على حساب مصلحة الوطن والمواطن، وكلا يدعي أنه الأفضل من بين الجميع ؟.
هذه أسئله نبحث عن أجوبة لها من قادتنا الدينيين حيث أكدت المرجعية الدينية المتمثلة بالمرجع الأعلى الإمام علي السيستاني أكثر من مره على ضرورة بناء الدولة حسب الكفائة وليس عبر المحاصصة والمحسوبية!، من هنا وكوننا نثق كثيرا بحكمة المرجعية الرشيدة نرجوا ان يكون هناك موقفا حازما ملزما لجميع الاحزاب بجميع عناوينها بتنفيذ الإصلاحات المرجوا وإعطاء كل ذي حقا حقه في هذا الوطن وانقاذ البلد قبل فوات الأوان.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


طاهر الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/30



كتابة تعليق لموضوع : المحاصصة والمحسوبية.افه الى متى ستبقى تنخر في جسد العراق؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net