السيد الصافي يطالب المسؤولين العمل الجاد من أجل خدمة المواطنين
1680
 
حث ممثل المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف وإمام صلاة الجمعة لمدينة كربلاء المقدسة مسؤولي الدولة العراقية للعمل الجاد من أجل خدمة المواطنين. وطالبهم بتحمل مسؤولياتهم إزاء ما يتحمله الجميع بالنهوض أمام ما يقع على عاتقهم من مسؤوليات والتزامات محددة. وان من جملة الموارد التي تتكفل بها الدولة هو العنوان العام الجامع (خدمة المواطنين) ومواطن الخدمة تختلف وتحتاج إلى تشريعات والى أناس ينفذون هذه التشريعات.
وتابع سماحة السيد (احمد الصافي) في خطبة صلاة الجمعة ( 16 جمادى الآخرة 1432 الموافق 20 آيار 2011) والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف "من المفترض أن تصدر تلك التشريعات خدمة للناس، ولكن الواقع ليس كذلك، لأنه ناشئ من قصور في مقدمات القرار ومن خلل منهجي في إصدار القوانين التي تصب في خدمة الناس. وانه لابد أن يكون المسؤول على شجاعة تامة أن يرفض كل ما يعرقل تحقيق ذلك الهدف النبيل".
وأضاف سماحته " ليس العيب أن نتراجع عن قرار يفترض أن يخدم الناس ثم تبين انه لا يخدم، وليس العيب أن نتراجع ونصحح وإنما العيب أن نمضي قدماً في قرار خاطئ لا يصب في خدمة المواطن".
واستعرض السيد الصافي قرارات يفترض أن تصب في خدمة الناس ولكن بعضها معطّل وبعضها ناقص وبعضها لا يخدم سوى شريحة قليلة منهم. حيث قال في هذا الصدد " أما الكثير من التشريعات التي تصب في خدمة الناس بشكل مباشر فإنها تحتاج إلى دراسة مستفيضة والى دراية حتى تكون خالية من توجهات سياسية أو شخصية أو مزاجية. وان الإصرار على عدم تغيير قوانين وقرارات يفترض أن تخدم الناس لا يصب في مصلحتهم. فما الضرورة أن نبقى متمسكين بها وهي ليست لها فائدة أصلا ؟ ".
وفي سياق آخر من خطبته تناول سماحته مسألة بالغة الأهمية وهي " مسألة القضاء والمراحل التي تمر بها أي جريمة من الجرائم. بمعنى أن الجهة القضائية مسؤولة على فك الخصومات أو إصدار الأحكام القضائية بحق من تثبت إدانته ".
وأضاف السيد الصافي " إن جزءا كبيرا من استقرار البلد مناط بالسلطة القضائية التي تمثل السلطة الثالثة في البلد، بل في بعض الحالات هي السلطة الأقوى، لان القاضي يمكن أن يستدعي أي مسؤول في الدولة العراقية، والقضاء إذا عمل بمنهجية علمية مهنية بحتة فهذا مؤشر جيد جداً على قوة الدولة وقوة الأنظمة فيها".
وأكد السيد الصافي على " اننا نحتاج إلى قاضي شجاع ومهني لا يخشى في الحق لومة لائم، وكذلك نحتاج إلى جهاز أمني يحمي هذا القاضي ويشعره بأهميته في صناعة وبناء الدولة خصوصاً إن القاضي الذي يتصدى للقضايا الإرهابية لابد أن يكون بحالة من الحماية حتى نحافظ عليه بشرط أن يكون شجاعاً ومهنياً ولا تأخذه في الحق لومة لائم " .
وأشار سماحته إنه " في بعض الحالات عندنا مجموعة من القتلة يلقى القبض عليهم وعندنا مجموعة أكثر من الضحايا، من دون القصاص من المجرمين أو إنصاف الضحايا، أين تكمن المشكلة ؟!! لو كنا مع قاتل طبيعي كانسان قتل شخص في شارع أو غيره والقينا عليه القبض سنسأله بعض الأسئلة .. فإذا اعترف بالقتل نطلب منه أين دفنت الجثة فسيعترف وهذا في الوضع الطبيعي يمكن!! أما إرهابي يقتل العشرات ويرميها في النهر قبل سنتين أو ثلاثة هل من المعقول إذا لم نستدل على وجود جثة فهذا ليس بقاتل ؟؟!! هذه المسألة ليست مسألة مهنية وإنما خارج عن إطار المهنة، فالقاتل عندما يعترف ويقول قتلت ورميت جثة في النهر قبل سنتين أو ثلاثة ماذا ننتظر؟! ".
وأبدى السيد الصافي " استغرابه من إن القاضي عندما يواجه ملفا بهذا الحجم ويطلع على أحكام صادرة كلها بالإعدام على قتلة قاموا بقتل العشرات. وبالرغم من كل ذلك فإن القاتل يخرج لعدم كفاية الأدلة!! ثم تذهب القضية إلى محكمة التمييز الموقرة وتنام القضية فيها!! نحن نطالب القاضي أن لا يتأثر بأي مؤثر سياسي.. فالتأثر أمر خاطئ يضعف القاضي.. وعليه أن يكون مهنياً ويتعامل مع الجريمة بغض النظر عن خلفية القاتل ".
وناشد المسؤولين أن يحقنوا دماء الأبرياء. وقال في هذا الصدد " من المعيب جداً أن نتعامل بهذه الطريقة مع المجرمين !! كيف سيستقيم وضع القضاء مع هكذا خروقات؟! "
وطالب سماحته أن تكون هناك أحكام صارمة بحق المعتدي، وأن يكون القاضي قوياً ومهنياً وان يتشرف بمحاكمة مجرمين قتلة أباحوا دم العراقيين، وأن يتصف بالشجاعة ذو شخصية واعدة غير مهزوم نفسيا. وانه لمحاكاة هكذا أوضاع ومناصرة مئات بل آلاف الشهداء، لابد من محاكمة المجرمين والاقتصاص منهم، ولابد من الانقضاض على حواضن الإرهاب كضربات استباقية قبل حدوث الجرائم ".
وفي ختام الخطبة تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا على " ضرورة بناء مؤسسات الدولة على شكل منهجي ومهني بواسطة شخصيات شجاعة في كل المؤسسات، تتعامل مع المجرم بعنوان مجرم، وتتعامل مع عضو البرلمان على أساس مهني. فهناك مسؤولية ملقاة عليه لابد أن يخدم الشعب خلال الدورة الانتخابية. ولكي نؤسس دولة مؤسسات منهجية إدارية مهنية ترفع من شأن البلد، لابد أن تتظافر جميع الجهود من اجل الحصول على مؤسسات مهنية هي في غاية القوة والأهمية وهذا ليس مستحيلاً " .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/17



كتابة تعليق لموضوع : السيد الصافي يطالب المسؤولين العمل الجاد من أجل خدمة المواطنين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net