صفحة الكاتب : علي القطبي الموسوي

موسوعة التفسير المقارن. ح 7
علي القطبي الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) هود (117)
كان برنامجي أن أبدأ بالتفسير المقارن من أول آية إلى آخر آية في القرآن (إذا أعطاني الله عمراً وتوفيقاً) ولكني رأيت هذه الآية ترتبط ارتباطا وثيقا بما يجري على الأمة وعلى وطننا وعلى أمتنا . أردت أن يفكر من يقرأ البحث في هذه الآية بنفسه ويرى هل هو من المصلحين أم من الفاسدين!!!يتصور البعض أن الفساد هو الفساد الجنسي فقط. بينما الفساد الجنسي ليس إلا فقرة واحدة من مئات أنواع الفساد. 
نريد أن نرى أسباب ما يجري على الأمة والوطن من بلاء تعجز عن حمله الجبال الراسيات.
 هل ظلمنا الله (تعالى شانه) أم نحن ظلمنا أنفسنا.
هذا البلاء المتفاقم المتزايد من هو المسؤول عنه !!! نحن أم الحكام أم العلماء ( أدام الله تسديداتهم)  أم الأحزاب، أم نحن والعلماء والحكام والأحزاب؟؟
لماذا ينزل البلاء ونحن نصلي ونصوم ونقرأ القرآن ونحج ونزور الحسين (ع) بالملايين في كل عام ونشارك في الشعائر، و يزداد البلاء علينا عاماً بعد عام !!!
ولا ينزل البلاء على الأمم التي لا تصلي وتشرب الخمر وتأكل لحم الخنزير وتنشر الاباحية؟؟
كتاب الله تعالى الذي انزل على قلب نبينا محمد (عليه وآله الصلاة والسلام) يخبرنا بأسباب نزول البلاء، ويبين لكل طبقة من المجتمع وظيفتها.  فهل نعتقد بصدق هذا الكتاب المنزل؟ هل نعتقد أن كتاب الله يبين لنا التخطيط الإلهي للحياة. وهل نعتقد أن ما جرى على الأولين من سنّة وقانون سيجري علينا. (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا). الأحزاب 62 
 الأمم التي نزل عليها البلاء وأبادها الله بذنوبها وظلمها وتركها الاصلاح ومداهنتها الفاسدين ، لا تختلف عنّا بتصريح كتاب الله تعالى. فهل نحن موقنون!!
إنه تخطيط الله (تعالى شأنه) هل نعتقد بصدق من أرسله.
ربما يعتقد البعض ممن لم يتدبروا القرآن ولم يتعمقوا في فهم معانيه أن سبب البلاء الذي نزل على الأمم السابقة هو كفرهم بالله تعالى وهنا المغالطة الكبيرة، وهنا الجهل العميق.
أكثر الذين نزل البلاء عليهم كانوا موحدين بالله تعالى ويقيمون العبادات، ولكن البلاء نزل عليهم... لماذا ؟؟ سنرى خلال هذه الجولة في تفسيرنا المقارن.    
تذكر هذه الآية أسباب نزول البلاء على الأمم. 
(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) هود (117)
الباغُونَ البُرَآءَ العَنَتَ؛ قال ابن الأَثير: العَنَتُ المَشَقَّةُ، والفساد، والهلاكُ، والإِثم، والغَلَطُ، والخَطَأُ، والزنا: كلُّ ذلك قد جاء، وأُطْلِقَ العَنَتُ عليه، والحديثُ يَحْتَمِلُ كلَّها.(1) 
مدارس فرق اهل السنة.
وذكر المفسر ابن الجوزي عن بن جرير، وأبي سليمان. وفي قوله: { وأهلها مصلحون } ثلاثة أقوال:
أحدها: ينتصف بعضهم من بعض، رواه قيس بن أبي حازم عن جرير. قال أبو جعفر الطبري: فيكون المعنى: لايهلكهم إِذا تناصفوا وإِن كانوا مشركين، وإِنما يهلكهم إِذا تظالموا.
والثاني: مصلحون لأعمالهم، متمسكون بالطاعة، قاله أبو صالح عن ابن عباس. والثالث: مؤمنون، قاله مقاتل. (2)
ونقل جلال الدين السيوطي عن بن جرير الطبري قوله( قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن تفسيرها هذه الآية { وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وأهلها ينصف بعضهم بعضاً ) (3). 
ونقل ابن حيان الأندلسي قدم تفسير شبيه هذه الآية في الأنعام، إلا أن هنا ليهلك وهي آكد في النفي، لأنه على مذهب الكوفيين زيدت اللام في خبر كان على سبيل التوكيد، وعلى مذهب البصريين توجه النفي إلى الخبر المحذوف المتعلق به اللام.(4) 
وذكر المفسر الفيلسوف الفخر الرازي:  اعلم أنه تعالى بين أنه ما أهلك أهل القرى إلا بظلم وفيه وجوه: الوجه الأول: أن المراد من الظلم ههنا الشرك قال تعالى{ إِنَّ ٱلشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }[لقمان: 13] والحاصل أن عذاب الاستئصال لا ينزل لأجل كون القوم معتقدين للشرك والكفر، بل إنما ينزل ذلك العذاب إذا أساؤا في المعاملات وسعوا في الإيذاء والظلم.
 ولهذا قال الفقهاء إن حقوق الله تعالى مبناها على المسامحة والمساهلة. وحقوق العباد مبناها على الضيق والشح. ويقال في الأثر الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم، فمعنى الآية: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ } أي لا يهلكهم بمجرد شركهم إذا كانوا مصلحين يعامل بعضهم بعضاً على الصلاح والسداد. وهذا تأويل أهل السنة لهذه الآية، قالوا: والدليل عليه أن قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب إنما نزل عليهم عذاب الاستئصال لما حكى الله تعالى عنهم من إيذاء الناس وظلم الخلق.(5)
--------------
من المدرسة الشيعية
تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ شيخ الطائفة الطبرسي.
(ثم أخبر سبحانه أنه لم يهلك إلا بالكفر والفساد فقال: { وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون } وذكر في تأويله وجوه أحدها: أن المعنى{ وما كان ربك ليهلك القرى بظلم } منه لهم ولكن إنما يهلكهم بظلمهم لأنفسهم كما قال:{ إن الله لا يظلم الناس شيئاً }.(6)
التفسير الصافي الفيض المولى الشيخ محسن الكاشاني
وقال الشيخ محسن الكاشاني في آية (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ} : منه لهم أو منهم لأنفسهم كشرك ومعصية { وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } فيما بينهم في المجمع عن النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم وأهلها مصلحون ينصف بعضهم من بعضٍ. أقُولُ: وذلك لفرط رحمته ومسامحته في حقوق نفسه دون حقوق عباده ولذا قيل الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم. (7)
من المدرسة الشيعية الاخبارية
الشيخ المرحوم جمعة الحويزي رواية في تفسيره نور الثقلين ينقل عن تفسير مجمع البيان في نفس الآية:
في مجمع البيان: وَ ما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى‏ بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ)
روى عن النبي صلى الله عليه و آله انه قال: «وأهلها مصلحون» ينصف بعضهم بعضا.(8)
من المدرسة الصوفية
اسماعيل بن حقي الصوفي. في تفسيره روح البيان في تفسير القرآن.  . 
(والحاصل ان عذاب الاستئصال لا ينزل لاجل كون القوم معتقدين للشرك والكفر بل انما ينزل ذلك العذاب اذا خانوا فى المعاملات وسعوا فى أذى الخلق وظلمهم وانما لم يهلكهم بمجرد شركهم لان مكافاة الشرك النار لا ما دونها، وانما يهلكهم بمعاصيهم زيادة على شركهم مثل قوم صالح بعقر الناقة وقوم لوط بالافعال الخبيثة وقوم شعيب بنقصان الكيل والوزن وقوم فرعون بايذائهم موسى وبنى اسرائيل.قال بعضهم: الملك يبقى مع الشرك ولا يبقى مع الظلم. واشتهر انو شروان بالعدل اشتهار حاتم بالجود حتى صار العادل لقباله فلفظ العادل انما يطلق عليه لعدم جوره وظهور عدله لا لمجرد المدح والثناء عليه.- حكى- ان انوشروان لما مات كان يطاف بتابوته فى جميع مملكته وينادى مناد من له علينا حق فليأت فلم يوجد احد فى ولايته له عليه حق من درهم) .(9)
----------------------------------
تفسير الأمثل مكارم الشيرازي:
وأصبح المجتمع صامتا، وأخذ الفساد والظلم في الانتشار بكل مكان فإنّ قانون الخلق والوجود لا يعطيهم الحق في الحياة، و هذه الحقيقة تتضح بمثال يسير ... في البدن قوّة ومناعة كريّات الدم البيضاء التي تواجه المكروبات و الجراثيم عند دخولها البدن عن طريق الهواء او الغذاء او الماء او الجروح الجلدية إلخ ...
وهذه الكريّات البيضاء بمثابة الجنود المقاتلة إذ تقف بوجه المكروبات والجراثيم فتبيدها، او على الأقل تحدّ من انتشارها ونموّها.
وبديهي ان هذه القوة الدفاعية التي تتشكل من ملايين الجنود، لو أضربت يوما عن العمل وبقي البدن دون مدافع،
فسيكون ميدانا لهجوم الجراثيم الضارّة. (10) 
التفسير الكاشف، محمد جواد مغنية.
الأعراب: ولا حرف يفيد الطلب الحث على الفعل مثل هلا. وكان هنا تامة بمعنى وجد، و أولو بقية فاعل. وإلا قليلا منصوب على الاستثناء المنقطع، أي ولكن قليلا. ويهلك منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والمصدر المنسبك مجرور بها، ومتعلق بخبر كان المحذوف أي وما كان ربك مريدا لهلاك أهل القرى. وأهلها مصلحون الواو للحال. وإلا من رحم (من) في موضع نصب على الاستثناء المتصل من واو لا يزالون. و لذلك خلقهم أي للرحمة. ولاملأن اللام جواب لقسم محذوف أي يمينا لاملأن. و أجمعين حال مؤكدة، و صاحب الحال الجنة و الناس. (11)
--------------         
 الشرح والتعقيب .

في الكافي بإسناده عن الزهري . قال : سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول : " آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزينة ينبغي لك أن تنظر ما فيها ).  (12)

 حين نفتح آيات القرآن من طرق كبار الفقهاء والمفسرين نتوسع في معرفة أسرار الآيات القرآنية، ونفتح ابواباً جديدة ومتـنوعة نستطيع أن نصل إليها من خلال محاكاة عقول وأفكار وآراء ما سطرته اقلام العلماء الكبار فتزداد مداركنا وتتنوع معرفتنا بآيات كتاب الله تعالى.

الموازنة:
1- الموازنة من فروع التفسير المقارن كما ذكر هذا د. مصطفى المنشي ود. أحمد الكومي في رسالتهم حول بحث التفسير المقارن. (نقلت بعضاً من رسالتهم في الحلقة السادسة).

من باب الموازنة اتفقت آراء المفسرين على نتيجة مضمونها أن فساد الأعمال وليس فساد الطاعات يوجب نزول البلاء.

ورجحت أغلبية الآراء في هذه التفاسير العشرة المنشورة أن مؤدى ملاك الحكم في الآية الكريمة في سبب نزول البلاء على الأمم بسبب فساد الأعمال، وليس فساد الإيمان. ولا يوجد قول معارض في تفسير هذه الآية يقف على الكفة الأخرى على ميزان الروايات المعارضة، فرجح هذا القول في الميزان.

2- وهذا يفسر وقوع البلاء على الدول الاسلامية رغم وجود المساجد والحسينيات والمراقد المقدسة وإقامة العبادات والقيام بالشعائر، عدم وقوع البلاء عند دول الكفر حيث توجد الخمور والجهر بالكفر والفساد.

3- بعض الفقهاء المفسرين ذكروا أيضاً روايات اخرى تبين ان نزول البلاء يأتي بسبب التقصير في بعض العبادات ولكن هؤلاء المفسرين ومنهم ابن الجوزي، والفخر الرازي، لم يخالفوا اتفاق المفسرين على تفسير الآية (ان نزول العذاب بسبب سوء الأعمال وليس بسبب سوء العقائد).  .

4- ذكر بعض المفسرين أن المقصود بالظلم في الآية هو الشرك بالله تعالى لأن الله تعالى يعبر عن الشرك بـ (الظلم).  منهم الامام الفخر الرازي في قوله تعالى  { إِنَّ ٱلشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [لقمان: 13]

5- أضاف بعض المفسرين قول رسول الله (ص) إلى هذه الآية في شرحه وتوضيحه. مثل جلال الدين السيوطي.
6- ونقل ابن حيان الأندلسي التفاتة لغوية اعرابية لم يتعرض لها اكثر المفسرين وهي : ( إلا إن هنا ليهلك وهي آكد في النفي، لأنه على مذهب الكوفيين زيدت اللام في خبر كان على سبيل التوكيد).

7- ذكر المفسر اسماعيل بن حقي من الفرق الصوفية قصة الملك العادل أنو شروان، وهي رواية جميلة ومعبرة، ولكنها مرسلة لم يذكر فيها سنداً لروايته.

8- ضرب المفسر الشيخ مكارم الشيرازي مثلاً صحياً يتعلق بالبدن للتقريب المعنى. والامثال ليس شرطاً أن تكون في حقيقة علم الآية انما 'تضرب الأمثال لتقريب المعنى.

9-  التفاسير السنية لم تذكر رواية عن الامام علي(ع) ولا عن أهل البيت (عليهم السلام). كما هو الحال في أغلب الأحيان، (في شرح الايات القرآنية) رغم أن مفسري وعلماء أهل السنة والصوفية أيضأ يعلمون ان الامام علي (عليه السلام) كان الأقرب الى رسول الله والأعلم بحديث رسول نفسه (ص) في حين يعتمدون على روايات أصحاب لم يجلسوا مع رسول الله كثيراً، ولم يقل فيهم رسول الله ما قاله في الامام علي(ع).

10- في أقوال المفسرين أيضاً: إن عقاب الطاعات عند الله في الآخرة، أما فساد اعمال الأمم وعدم النهي عنها من الصالحين يؤدي إلى بلاء الدنيا إضافة إلى بلاء الآخرة.

11-  يعتمد المفسرون الشيعة على روايات من مصادر السنة احيانا حين لا يوجد حديث عن أهل البيت (عليهم السلام). 12- (عدا الفرقة الشيعية الإخبارية حيث يعتمدون اعتمادا كليا على الروايات الواردة عن اهل البيت (ع) وإن لم توجد رواية عن آل البيت(ع) يتركوا تفسير الآية ولا يذكرون حتى رواية أو تفسير عن علماء الشيعة))

12- لا يذكر علماء ومفسري الفرق السنية روايات عن علماء الشيعة.

-----------------  

أمتنا بين الاصلاح والمظاهر الدينية.

استغربت وأنا  في أول ليلة أعود فيها الى العراق في عام 2008 م وبعد غياب دام ثمانية وعشرين عام كنت أحس حجارات ترابية صغيرة تسقط على رأسي من السماء فكنت اتلّفت يميناً وشمالا ومن ورائي لا أرى أحداً يرميني بهذه الحجارات الصغيرة.

ابتداءاً تصورت أن هناك ثلج ينزل من السماء (حالوب). ولكن الدنيا صيف والجو حار جداً ليس فيه غيوم. وسألت أحد أرحامي كان بجانبي: ما هذا التراب الذي ينزل على رأسي؟؟هل هنا معمل قريب للرمل أو لتكسير الأحجار أو ما شابه.

قال لي: هذا عادي السماء مصفرة والجو مترب ومغبر منذ عدة سنين في العراق، وكتل التراب تمطر علينا ولا تسأل عن باقي المصائب والبلايا.

قلت في نفسي لماذا والمساجد والحسينيات والزيارات ومعاهد العلم موجودة والحمد لله، فكرت في مخيلتي وما تحمل من صور مؤلمة.

 الصورة الأولى: رأيت في أول دخولي العراق على معبر صفوان الحدودي أطفالاً صغاراً تحت اشعة الشمس الحارقة يشتغلون حماميل. صبيان وأطفال بأعمار ثلاثة عشر عام، وأقل من هذا احياناً، ووجوههم سوداء من حرارة الشمس.

هؤلاء الأطفال ليست بشرتهم سوداء، ولكن العمل تحت حرارة الشمس المحرقة غيرت لون وجوههم!!!

 

ونحن في ما زلنا في مكان يجب ان يكون في أرقى مكان لأنه واجهة البلد انه مدخل حدودي يدخل منه آلاف الاجانب إضافة إلى  العراقيين والمعبر تحت نظر الحكومة المباشر والجيش ووزارة الداخلية.

فكيف يكون حال الأطفال في اماكن بعيدة عن نظر الدولة والوزارات والمسؤولين. كيف يكون حال الفقراء في مواقع اخرى.
 مر على ذهني مشاهد فاجعة ملجأ (دار الحنان) (وأي حنان) ، ومشاهد الناس التي تعتاش على المزابل.

ومشاهد المسؤولين يتجولون بأموال الفقراء في مدن العالم الجميلة. يشترون العقارات والقصور والعمارات.
المأساة ليست ذنب شخص واحد كأن يكون رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية أو الوزراء وحدهم.

المسؤولية مسؤولية الجميع.

حتى أنا مسؤول بقدر استطاعتي .يجب ان أكتب وهذا هو سلاحي الوحيد هذه هي قدرتي ومسؤوليتي الوحيدة. لا مال عندي ولا منصب أي شئ استطيع المساعدة فيه غير القلم، وكل فرد في الأمة له مسؤولية عليه أن يقوم بها. وكل عمل للإصلاح يستلزم ضريبة صعبة يجب أن يدفعها المؤمن الرسالي. في تحمل أذى الفاسدين وأعوانهم والمنافقين وهذا قدر الصالحين.

المظاهر الاسلامية.

الزيارت والعبادات والمساجد أبواب هداية ومنارات نور للمجتمع، شعائر الإسلام وأهل البيت وشعائر  الحسين(عليه السلام) تستوجب وتستحق الدفاع عنها حتى بأرواحنا.

 علينا أن نفهم أن هذه المساجد والشعائر والزيارات هي وسائل للإصلاح، وليست هي الهدف والوسيلة.

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون) (35) المائدة

يريدنا الله تعالى أن نزور الحسين (ع) كي نسمع الحسين يقول: (( إني لم اخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (ص) أريد أن أمر بالمعروف، وأنهي عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي)).(13)

وهذه هي فلسفة  الامام الحسين، وهي فلسفة القرآن الكريم.

قالها الامام الشهيد بصيغة الحصر ، وإنما تفيد الحصر ونفي عما عداه، كما جاء في اعراب بعض علماء اللغة.

 

في هذه الاية القرآنية الكريمة أراد الحسين(ع) أن يعم السلام ويرفع البلاء عن الأرض في العالم بنهضته وخروجه.

سبحان الله العظيم ولله في خلقه شؤون، حتى الشرك بالله العظيم وهو اعظم الذنوب لا'ينزل البلاء على اهل الأرض.

أداء الصوم والصلاة والحج وكل العبادات لا تمنع وقوع البلاء على أهل الأرض.

الذي ينزل البلاء هو الفساد في التعامل بين المسلمين .. ترك التناصف .. ترك النصيحة.

نعيش في السويد والنرويج والدانمارك وفنلندا ومظاهر الفساد الاخلاقي والخمور واكل الخنزير والزنا والتبرج والسفور موجود في كل مكان ولكن البلاء لاينزل.. لماذا ؟؟لانهم مصلحون في التعامل بينهم. لأن لديهم قانون ونظام فيه جانب كبير من العدالة الفقير. العاطل له راتب. المريض العاطل عن العمل له حقوق من خزينة البلد. الطالب يدرس مجانا على حساب الدولة.

الغربب يتعلم على حساب الدولة، ويبقى ياخذ راتبا من الدولة حتى يجد عملاً.

الايتام لهم رعاية خاصة على حساب خزينة الشعب

العجزة لهم رعاية خاصة على حساب خزينة الشعب.

الرقابة على المسؤولين موجودة من قبل الدولة والصحافة والمجتمع.

لا توجد حصانة لأحد كبير ولا صغير.
  لا يوجد احد يتحرك على أساس طائفي أو قومي أو عرقي. 

لا يوجد احد أعلى من القانون، ولا أحد أعلى  من الإنتقاد من الملك إلى أقل رتبة في المجتمع.

هم يطبقون ديننا وهم لا يؤمنون به، ونحن نؤمن بديننا و لا نلتزم به.

عقوبة الكفر عند الله تعالى يوم الحساب، وعقوبة الظلم بين الناس تقع في الدنيا والآخرة.

يقول تعالى شأنه في شأن الناس العاصين: (  (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26). الغاشية

 

علي آل قطب الدين الموسوي

مالمو /السويد 6/4/2011 م.
ali.ramadan@hotmail.se

----------------

 

المصادر.

1- ابن منظور، لسان العرب . حرف . باب هلك.
2- ابن الجوزي (ت 597 هـ) تفسير زاد المسير في علم التفسير/   جزء 12 سورة هود آية 117
3- السيوطي (ت 911 هـ) /تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ جزء 12 سورة هود آية 117
4-  ابو حيان الاندلسي (ت 754 هـ)/ تفسير البحر المحيط في التفسير، ج‏6، ص: 226 جزء 12 سورة هود آية 117.

5- الامام الفخر الرازي ،تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) جزء 12 سورة هود آية 117.

6- شيخ الطائفة الطبرسي (ت 548 هـ) تفسير: مجمع البيان في تفسير القرآن/ جزء 12 سورة هود آية 117.
7- الملا الفيض الكاشاني، تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ (ت 1090 هـ) جزء 12 سورة هود آية 117

8- الشيخ عبد على بن جمعه العروسى الحويزى، تفسير نور الثقلين، ج‏2، ص:403/ 404

9-  الشيخ اسماعيل حقي،  تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ (ت 1127 هـ) جزء 12 سورة هود آية 117

10- الشيخ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏7، ص: 9.

11- الشيخ محمد جواد مغنية، تفسير الكاشف، ج‏4، ص: 277

12- الراحل ابو القاسم الخوئي، البيان في تفسر القرآن، ص 30، نقلاً عن اصول الكافي ، كتاب فضل القرآن.
13- الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (عاشوراء والعودة إلى الإسلام) دار صادق بيروت ط2/2003م ص11

------------

ملاحظة.  بقية تفاصيل المصادر .دار الطباعة . التأريخ وبلد الطباعة موجود في المجلد المخطوط.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي القطبي الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/17



كتابة تعليق لموضوع : موسوعة التفسير المقارن. ح 7
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net