صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

محاولات اغتيال العبادي بين الحقيقة والوهم
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


ضمن الاجواء الملبدة بالفوضى في المسار السياسي , والدخان الاسود الكثيف المتصاعد من بؤر القوى السياسية , المتناحرة والمتصارعة والمتنافسة والمتعاركة على ابتلاع السلطة والنفوذ والمال , وضمن هذه البلبلة الخلاقة , تضيع الحدود الفاصلة بين الدخان الابيض والدخان الاسود , وتضيع الحقيقة والصدق  بين الشك واليقين , ويلعب الدس والتضليل في طمس الوقائع الظاهرة والمخفية  , في غبار من الشكوك والاضطراب والارتباك , حين تداس بالاقدام القيم والمبادئ والاخلاق , وتدخل في النعرات الانانية والمصالح الشخصية , من اجل الاستحواذ الشرس على الغنيمة والفرهود , لذلك تزداد وتتصاعد الغيوم الكثيفة التي تأخذ بالعملية السياسية عن طريقها المرسوم وتحرفها الى الطريق المجهول  , وتصاعدت وتيرة هذا المناخ المضطرب , بعد انتخاب السيد العبادي الى منصب رئيس الوزراء , باسقاط الولاية الثالثة , لذلك تصاعدت حمى الصراع الساخن , بين العبادي واصحاب الولاية الثالثة , الذين فقدوا صوابهم وبصرهم وبصيرتهم , ووقفوا بقوة وبعناد في اصراهم الاهوج بالدفاع عن  الولاية الثالثة ,  وحاولوا بكل الطرق والوسائل في افشال هذا التغيير , بما فيها القيام بمحاولة اغتيال العبادي في المنطقة الخضراء , من قبل ضباط يدينون بالولاء المطلق الى المالكي , لكن محاولتهم فشلت واخفقت بتدخل القوة العسكرية الامريكية , ولم يعترفوا بالواقع والظروف التي حتمت  الى اختيار العبادي , واستمروا في محاولات العرقلة , وحبك المؤامرات والدسائس , في سبيل اجبار العبادي على التنازل , والعمل على افشاله بكل الطرق , رغم العراق يخوض معارك طاحنة مع تنظيم داعش المجرم , ورغم العراق يتكبد خسائر فادحة بسقوط يومياً عدد من الشهداء الابرار  دفاعاً عن الوطن , رغم دموية الارهاب الوحشي بالتفجيرات الدموية التي تحصد عشرات الابرياء يومياً , ورغم ان العراق محتل اكثر من ثلث اراضيه  من قبل تنظيم داعش الارهابي , لكن المتضررين من اصحاب الولاية الثالثة , لم يعترفوا بهذا الخراب والواقع  , لانهم يريدون الولاية الثالثة حتى لوكان العراق بدون بشر وانهار من الدماء تفسك وتجري  , هذه النعرات الانانية بالاطماع الشخصية , تخلق اجواء مضطربة وخطيرة   وتزيد من وتيرة الخراب والارهاب الدموي , وزادت الامور اكثر تعقيداً وخطورة , بعد التظاهرات الشعبية المطالبة بالاصلاحات وضرب بقوة الفساد والفاسدين , وتعود نغمة الحديث عن محاولات  اغتيال العبادي من جديد , نقلاً عن مسؤول عراقي رفيع , بان السفارة الامريكية , ابلغت رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي , عن احباط محاولتين لاغتياله , احدهما في مراحل متقدمة من التنفيذ . وهنا يتبادر الى الذهن , من يهدد العبادي بالاغتيال ؟ وهل اصبح العبادي حقاً بعبع ,  يهدد بضرب مصالح الفساد والفاسدين ؟ وماهي الاصلاحات التي باتت تهدد مصالح الفساد والفاسدين ؟ ونعرف بان الفساد والفاسدين مازالوا في ربيعهم الذهبي , وهم يتمتعون بكل حرية , وبكافة صلاحياتهم وامتيازاتهم , وحصنهم المنيع باللغف والشفط بالمال الحرام يعمل باقصى  طاقته   , ولم تتأثر مصالحهم ومواقعهم قيد انملة , ومازال النهب والاختلاس والاحتيال في اعلى وتيرة , واين هي الاصلاحات التي وعد بها العبادي ,  وخرجت من الورق الى الواقع الفعلي بالتنفيذ ؟ لاشيء وانما جعجعة في فنجان , او عواصف هوائية تصدح باصواتها العالية  في المرافق الصحية , اذ لم يتجاسر العبادي لحد الآن , لم يبادر الى ايفاء بوعوده الاصلاحية  , مازال بين المراوحة والتأجيل والتردد بالخوف والقلق , مما سمح للفساد والفاسدين ان يرفعوا رؤوسهم , ويبادروا بالهجوم الشرس والضاري في اجهاض الحراك الشعبي والمظاهرات الاحتجاجية , وملاحقة نشطاء الحراك المدني , بالتهديد بالقتل والخطف , وكل يوم نسمع عن اختطاف واختفاء  نشطاء من  الحراك المدني , على مرأى من الاجهزة الامنية , التي اتخذت دور المتفرج فقط  . ومازالت غابة الفساد تعجع بالذئاب والخنازير الوحشية , في استغلال الخوف الذي اصاب العبادي واصابه بالشلل والكساحة , رغم تصريحاته النارية التي نسمعها بين الفينة والاخرى , دون ان يبادر بأخذ زمام المبادرة بالشجاعة والجرأة في تنفيذ وعوده الاصلاحية , ومهما قال وتحدث عن محاولات اغتياله تبقى بين الشك واليقين , او سلاح الضعفاء , من يصدق تصريحه الناري ( نتوقع انقلاب ناس قريبين مني , لكننا سنكسب العدالة لهذه الاصلاحات ) ومشدداً بأنه ( لن يتراجع عن الاصلاحات حتى لو كلفت حياتي ) متى يبادر ؟ , أم انه ينتظر طعنة ( بروتس ) الاخيرة ؟ او قد تكون اوهام كابوس الخوف , او ان هناك شيئاً يجري في الخفاء , ولم يتجاسر ويعلنه ويكشفه الى الشعب


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/27



كتابة تعليق لموضوع : محاولات اغتيال العبادي بين الحقيقة والوهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net