صفحة الكاتب : قيس النجم

العراق في زمن الكوليرا
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يمر البلد بعواصف من الأزمات، وبوابل من المصائب الظاهرات والمخفيات، والعالم لا يبالي، ومن حقه أن يغظ النظر، لأنهم يشاهدون الساسة العراقيين الذين يتصدرون، عندما أصبحوا سبباً للبلاء والمصيبة، وأنهم صعدوا على أكتافنا، ونحن من وضعهم على كراسي الحكم، وجعلنا منهم رجال سياسة، وهم باعة متجولون وأصحاب بسطيات، في الدول الغربية!
بعد أن ضاقت بنا السبل، وذقنا سوء إختيارنا لهذه الشخصيات، التي تمثل مجموعة من السراق، وبعد أن وصل البلد الى الهاوية، عرفنا بأننا كنا على خطأ، فخرجت الناس من أجل الإصلاح، ولكن ما من مجيب.
الأمثال في العراق كثيرة، ونحن نعلم أنها تضرب ولا تقاس، ولكن المثل القائل (جمل الغركان غطة)، فانه يضرب ويقاس على ما يمر به البلد تماما،ً من تفجيرات وخطف وسرقة للمال العام، حتى يأتي ما يزيد الطين بلة، زائر قبيح ومزعج، وهو مرض الكوليرا (لتكتمل السبحة)، سيما وأن الوباء لم يأتِ إلا بسبب سوء الخدمات، وعدم المتابعة من الحكومة لأحوال الشعب، إذن للحكومة يد بهذا المرض، وهي سبب رئيسي بهذه (الغطة)، التي أغرقت الشعب بأوجاعه، وما خفي كان أعظم.
جميع الخسارات المتكررة والمحتملة، تخلف وراءها جيوشاً من الثكالى، والأيتام، والمعاقين، والمرضى، ولا عزاء لهم إلا بكتابة قصصهم على الجدران، أو نقشها على الماء، فتذهب أحلامهم أدراج الرياح، وبات الساسة الفاسدون يتمتعون بهذه الإنجازات، التي تحققت على أيديهم السخية بالقتل، والعنف، والسرقة، والزائر الجديد القديم المرض، وما أدرانا ماذا سيكون بعد الطائفية وداعش والكوليرا، إنها قصة شعب لم يعرف طعم الراحة، بل سطر الآمه فوق الجبال، والسهول، والصحاري، والانهار، ولكل منها نصيب وفير، فأمست قصصهم تروى على ألسنة الشعوب.
أوضاع العراق تبدو مثل ساعة متأخرة، فلا الحكومة بإمكانها أن تتجرأ، لإعلان النهايات الصحيحة لإصلاحاتها السلحفاتية، ولا هي قادرة مع مؤسساتها على وضع خطط للطوارئ، وأبسط مثل عودة مرض الكوليرا.
السيد رئيس الوزراء ليس قادراً فك شفرة الفساد، الذي نخر جسد البلاد، وأيضاً على كتابة سيناريو مائي بيئي لمعالجة المرض العائد، ومحاسبة المقصرين، بسبب إهمال مشاريع تصفية المياه؛ وعليه فالحقيبة السياسية لا تحتمل مزيداً من العلل والمحن، لكي تنهض الحكومة بدورها، وإلا فالمظاهرات قادمة بثقل أكبر لا محال.
ختاماً: إن فيروس مرض الكوليرا، يمكن القضاء والسيطرة عليه، وحماية المواطنين من شره، ولكن متى نتمكن من القضاء على مرض القتل، والسرقة، والفساد، وهدر المال العام، ومضاعفاتهما! التي أدت الى ضياع البلد على يد ساسة هم ليسوا بساسة، بل مجموعة من، سموهم ما تشاؤون.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/25



كتابة تعليق لموضوع : العراق في زمن الكوليرا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net