صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

البنت إلي غلطت
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 البنت إستقبلت صديقها في الشقة، أبلغها وأكد ذلك، إنه سيتزوجها، لم تمانع ببعض القبل والأحضان، ثم خلع الثياب والتوجه الى السرير، وحين إفتض بكارتها وخرج مغادرا بقيت هي لوحدها تبكي وتعلن الندم، لكن أحدا لن يتزوجها، وربما سيقبل كثر العبث بها.. هذا هو العراق بعد العام 2003 فقد أسس على خطأ، ومنحت العملية السياسية لأباطرة الفوضى والصايعين والعابثين الذين جاءوا بأقاربهم وأسرهم وسلطوهم على مؤسسات الدولة ومنحوا المناصب لمن هب ودب ، وعليك أن تصلي عشر مرات على النبي محمد إذا وجدت عراقيا صالحا في دائرة رسمية من أصحاب النفوذ فالجميع إنزاح الى دائرة النهب والسلب والتسلط، ولم يعد أحد يفهم اللعبة، ولايدرك الى أين يمضي البلد، طبعا أنا ادري، الى هاوية سحيقة..

تاريخيا فالعراق بني على باطل.. الحضارات الأولى، والأقوام الذين سكنوا هنا، والحكام الذين تتابعوا كملوك وأباطرة وقوادين لم يكونوا من العراقيين فحتى نبو خذ نصر كان سوريا من وادي حوران، وربما هناك أحفاد لهذا الرجل هم جزء من تكوين منظمة إرهابية حالية تقاتل في سوريا، أو في الموصل.

بعض الحمقى، أوحسني النية يمجدون الذين عارضوا صدام حسين، ويمنحنونهم عادة أوصاف ملائكية بإعتبار أنهم كانوا يتسكعون في البلدان طلبا للنصرة في مواجهة ذلك الرجل المخبول الذي جنن شعبا كاملا، ثم جنن أمة باكملها بحروب وحماقات ومجاعات، ثبت فيما بعد إن هولاء لم يكونوا يعادون صدام لعيون الشعب العراقي، بل هم مجموعات من السياسيين كان بعضهم يتمنى لو أن صدام يرضى عنه، ويفتح له الباب مجددا ويمنحه منصبا ما، أما وإن الأمور مضت بمقاديرها، وقد دخل هولاء فاتحين، وهم لايعرفون الشعب العراقي، ولايعرفهم الشعب، فقد دخلوا المنطقة الخضراء وتحصنوا فيها، وآثر آخرون السيطرة على مقاطعات في بغداد والمحافظات، ثم بدأوا بنشر أنصارهم في دوائر الدولة وإستحوذوا على المناصب فيها، وصار كل مسؤول ممولا لحزبه وحركته منتهيا الى حيث ينتهي قرار زعيم الحزب والكتلة، ولايعرف عدا ذلك، بينما الشعب يتخبط في الظلام على مدى أحد عشر عاما تضاف الى سني حكم صدام حسين القاحلة التي حول فيها العراقيين الى مهاجرين ومهجرين ومعارضين ومنفيين وسجناء ومعدومين ومحرومين ومعذبين ولاجئين ووووو.

العراق بنت غلطت، فكيف لها أن تعيش سوية، كبقية البنات؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/20



كتابة تعليق لموضوع : البنت إلي غلطت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net