صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

متى يدفع الفساد ضريبة جرائمه ؟
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  دخلت التظاهرات الاحتجاجية في منعطف حاسم لا رجعة عنه , اما الانكسار وانطفاء شعلة الغضب الشعبي , في اجهاض الحراك المدني , وعودة حالة الفوضى والبلبلة في المشهد السياسي , ثم ينعكس سلباً على خراب العراق وتهميشه , وبالتالي يدفع المواطن الفقير والبريء , الثمن الباهظ . واما العزيمة والارادة في تنفيذ الاصلاحات وقطع الطريق على الفساد والفاسدين , بفتح ملفاتهم السابقة والحالية , لمعرفة اين ذهبت وضاعت ونهبت عشرات المليارات الدولارية , في اية  جيوب حطت , وما اسماء الحيتان التي ابتلعت الاموال الشعب  بضمير ميت , ولابد ان تورق عيوننا بالامل بان تفتح السجون على الاقل لفاسد واحد , وليس الاستمرار بالعبث بثروة الشعب والعراق بالاختلاس والاحتيال , وحرموا العراق من توفير الخدمات الاساسية , ومعالجة المشاكل التي ترهق وتزهق حياة المواطن المظلوم , ولا يمكن تحقيق ذلك , إلا بتفعيل مبدأ ( من اين لك هذا ؟ ) ولايتم ذلك مطلقاً , إلا باصلاح القضاء العراقي , الذي عشعش فيه الفساد المالي والاداري الى حد النخاع , وفقد مكانته وهيبته , واصبح تابع ذليل لتأثيرات الشخصية والفئوية , وفقد نزاهته واستقلاليته واصبح مسير ومسيس يحقق اطماع شخصية , بذلك صارت الرشوة غذاء يومي , من اصغر مؤسسة في الدولة الى اكبرها , مع زيادة حجم الرشوة , تبعاً لكبر مؤسسة الدولة واهميتها في النشاط اليومي , وهذا يعني حرامي البيت يحفر لهدم بيته , من اجل تحقيق غاياته  الجشعية . وتحولت الدولة الى دولة الفساد والفاسدين , ولكن الى متى يستمر هذا الكابوس المرعب الذي يخيم على العراق بالفساد المالي والاداري ؟ , وهل السيد العبادي يملك القدرة الشجاعة لمناطحة جيش الفاسدين ؟  وهل سيفوز بثقة الشعب كقائد وطني شجاع يملك الشجاعة والجرأة في مجابهة الفاسدين , ام انه ينجرف في تيار الخوف والرعب والقلق , ويكبل اياديه بالاصفاد التي تشل حركته ؟ والى متى يستمر طاعون الفساد يتحكم باعصاب العراق ؟ وهل نستسلم له بخضوع وذل ومهانة ؟ لقد قال الفيلسوف جان جاك روسو ( اعطني قليلاً من الشرفاء , وانا احطم لك جيشاً من اللصوص والمفسدين والعملاء ) وهل العراق حرم من هذا القليل من الشرفاء من يملك النزاهة الوطنية ؟ هل هذا معقول بالمنطق بان العراق اصابه داء العقم  ؟ وهل يستطيع السيد العبادي يستطيع ان يحارب الفساد والفاسدين , بدون هؤلاء الشرفاء , الذين يحملون الوطن في حدقات عيونهم ؟ وهل سيطرت على السيد العبادي هواجس الخوف والقلق  على مصيره , من مؤامرات ودسائس الفاسدين , لذلك  تهاون  معهم وطبطب على اكتافهم وغض الطرف عنهم , كأنه  آمن وثق بهم بانهم لن يقلعونه  كالشعرة من العجين , ان مجابهة الفساد والفاسدين تحتاج الى الشجاعة والجرأة في الاقدام , وهل يملك السيد العبادي هذه الصفات ؟ وهل يستطيع ان يملك الروح الجسورة في المجابهة الحامية  ,  اما انه يخفي رأسه  تحت  راية  الفاسدين المحيطين به  , وهم  يصورون له  العراق في جنة وربيع . ان المماطلة والمراوحة والتأجيل بتطبيق الاصلاحات بشكل فعلي  , هدر للوقت الثمين وضياع الفرصة الكبيرة التي سنحت للسيد العبادي  , بان يحقق مطالب الحراك الشعبي المدني , وهذا تخويل من اكثرية  الشعب ان يضرب زعانف الفساد دون هوادة  , قبل ان تنقلب الآية عليه , وخاصة ان جبهة الفاسدين يحدون اسنانهم ويكشرون عن انيابهم , في تخريب واجهاض الحراك الشعبي المدني  , وقد بدأوا  الهجوم في الانقضاض على نشطاء الحراك المدني , في حرب شعواء , تتوضح معالمها بالاغتيال والتهديد ووضع العراقيل بالغدر والعدوان , ان محاولات التخريب واخماد الحراك الشعبي في اقتناص اهم  نشطاءه بالقتل والتهديد , ولحد الان سقط من الحراك المدني 12 شهيداً , في البصرة  وبابل وذي قار  , وبدأت الاجراءات القمع البوليسية تتوضح في البصرة وكربلاء والنجف وبابل وغيرها من المدن  , في قمع المظاهرات وتفريقها بقوة التهديد , بواسطة المليشيات المسلحة , التي تدين معظمها بالولاء المطلق , الى حرامي العراق الاول ( نوري المالكي ) , ان هدفهم اجهاض واخماد الحراك  المدني بالمظاهرات الاحتجاجية  , لارجعة عنه , وقد استخدموا في  وسائل اعلامهم المأجورة , كل انواع الدس الرخيص , في التشويه والتحريف والزيف والاكاذيب الهزيلة والمضحكة , بحجة المظاهرات الشعبية تقودها اصابع اجنبية , او انها مدفوعة الثمن , او انها تهدف الى تخريب وتحطيم العراق ..... الخ , مهازلهم السخيفة , حتى يكونوا هم اسياد العراق ينهبون ويسرقون بكل حرية وسهولة وتحت حماية القانون 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/16



كتابة تعليق لموضوع : متى يدفع الفساد ضريبة جرائمه ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net