صفحة الكاتب : حمزه الجناحي

اين حكومتنا من هذه الاهانات في المطارات ؟
حمزه الجناحي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ربما اجزم باني ليس الوحيد الذي نزل على ارض مطار احدى الدول العربية ووقف بطابور التفتيش والتأكيد من الجواز للسماح لي معززا مكرما زائرا او عاملا في تلك الدولة العربية ...

لكني الوحيد الذي وقف في الطابور وسلم جوازه وبدا الضابط يقرا ويقلب بأوراق الجواز وينظر لصورتي تارة ويرفع راسه وينظر لوجهي وتتكرر هذه العملية عدة مرات ,, فاذا كان الضابط يريد ان يسمح لك بالمرور وهو يؤدي واجبه بمهنية يطلب منك الانتظار حتى يكمل باقي الترتيبات للمسافرين الاخرين معك ومن جنسيات مختلفة وعلى نفس الطائرة وهو لا ينظر لصورهم ولا ينظر لوجوههم ويختم على جوازاتهم بمجرد ان يعرفهم انهم ليس عراقيين وانا انظر الى ذالك الضابط الذي بدا لي انه غير مهتم وبعد اكثر من ساعة بي وانا انتظر وبعد لحظات ينظم لي شخص اخر ويجلس بجانبي عرفت بعد ان تفوه بعبارة انه عراقي اللتفت اليه سلمت عليه وهو منزعج جدا ولم يعرفني اني كحاله انتظر قلت له لا تقلق لحظات وينادون علينا ,, التفت لي هذه المرة بجدية هل اخذوا جوازك ايضا وقالوا لك انتظر ..
قلت له نعم وبلهجة منزعجة وحانقة ايرضيك هذا التصرف ما ان تطأ قدمك على أي ارض مطار عربية حتى يبدؤون بإذلالك .
وتبين لي ان الزميل العراقي قد مر بهذه الحالة اكثر من مرة وفي اكثر من مطار...
وشرح لي كيف انه ومجموعة من العراقيين صودرت جوازاتهم وبقوا على ارض المطار في تلك الدولة لا لشيء فقط لأنهم عراقيون ونحن نتداول هذا الحديث حتى هبطت طائرة اخرى وبدأ ذالك الضابط كعادته يختم بجوازات القادمين ولم يكترث لنا حتى بعد انتهاء المسافرين طلبت من الرجل الذي بجانبي ان يحدثه ويذكره ربما انه قد نسينا ..
قهقه الرجل قال اياك ان تذهب لأنه سيذهب بنا الى غرفة التحقيق ويبدأ السين والجيم قلت له وماذا يعني هذا يعني انها ساعات تذهب هدرا لأنك قد اثرت اعصابه اجبته وهل انا حيوان مقزز يخيفه لأثير اعصابه قال لي جرب ...
وفعلا وبادب واستحياء مصطنع اقتربت منه وسلمت عليه مطاطأ الراس استاذ هل تأمرنا بشيء اخر جوازاتنا لازالت معك ,, نظر على شزرا وقال اها اها انت العراقي وعندها خرجت وفلتت من عقالها اعصابي لأجيبه اجل انا الاجرب ابن الاجرب العراقي .
لم يفهم مني ويفقه قولي رد علي ماذا قلت اجبته انا الكلب ابن الكلب العراقي لماذا تحتجز جوازتنا كل هذه الفترة هل نحن مصابين بمرض عضال هل نحن بنظرك ليس بشرا لماذا انا وصاحبي فقط هل هناك خطأ في جوازاتنا حتى اكملت كلامي كله وهو لم يرد علي  ؟ التفت الى بعض الجنود الذين بقربه ليأمرونا ان نذهب الى غرفة اخرى انا وزميلي وسرنا برفقتهم الى غرفة وبالطريق زميلي هذا بدأ يقول لي لقد ورطتنا لقد اخرتنا الم اقل لك لا تكلمه اجبته بصوت عال اسكت ولم لا اكلمه هل نحن مجرمين ؟ دخلنا الى غرفة كبيرة وراينا رجل جالس يبدوا انه مديرهم وقدمت له الجوازات وبدأ ينظر لها وينظر لوجوهنا وسالنا انتم عراقيون ؟ اجبناه نعم هل هناك عيب في جوازاتنا لا لا لكن للتأكيد قلت له لماذا العراقيين فقط ؟ كمن صفعه على وجهه لكن واضح ان الرجل يحمل اخلاق من تقاسيم وجهه تبسم لنا وقال لنا التعليمات هكذا ..
سالته ومن اين التعليمات من الحكومة العراقية ام من حكومتكم رد علي الاثنان معا .
غريب ولماذا انا احمل جواز وجوازي معترف به من قبل حكومتي وانا الان على ارضكم كيف اصل الى هنا اذا كان هناك امرا غير طبيعي ؟ رد علي لا ليس كما تتصور ؟ قلت له فقط للأذلال والمهانة اهذه تعليمات بلدينا اجاب وبابتسامة لا لا تنفعل سنسوى الامر حالا .
انت ماذا تعمل انا مهندس وسال زميلي الذي لم يتفوه ببنت شفة والاستاذ اجابه انا جئت للعلاج وانا كاسب احمل جواز سفر قديم وهذه هي المرة الرابعة ادخل الى بلدكم وكل مرة نفس المعاناة ...
مضى وقت قصير حتى امر الضابط الشرطة بانهاء الأمر وإعادة الجوازات لنا ..
وانا اغادر مكتبه التفت عليه ابتسم بوجهي شجعتني ابتسامته ان اساله ...
هل زرت العراق هذه الفترة؟
اجابني مرات عدة...
سالته هل تعرضت لمثل ما اتعرض له الان ؟
اجابني لا ابدا
قلت له لماذا اذن العراقيين ؟
رد علي ..ليس لدي أي جواب اسال حكومتكم لتسال حكومتنا فنحن موظفين ليس الا ونطبق القانون ..
رددت عليه وهل قانونكم يقول لكم ذلوا العراقيين واكسروا من هيبتهم ؟ اجاب لا لا ليس هكذا..
قلت له هل لديك تفسير اخر لما انا فيه اجبني  ؟ قال لي ارجوك ان تذهب من مكتبي غادرت المكتب لألحق بزميلي وزميلي يقول لي هذا الضابط شريف اجابني نعم نعم شريف ..
غيره يومان يجعلك تفترش الارض ولا يطلق جوازك اسالني انا ايام من المعاناة والتفتيش والاسئلة المهينة والمشينة من اين انت ..اين تسكن ..هل انت شيعي ..ام سني ماذا تريد من وراء زيارتك ..كم عدد افراد عائلتك ..وعشرات الاسئلة تنهال عليك ولمرات عدة ويخرجوك ويعودون بك بعد ساعات حتى يأتي ضابط اخر واذا لم يقتنع بأجوبتك هذا من سوء حضك ولا احد ينظر عليك الحقيقة ان هذه الحادثة ليس غريبة على العراقيين ونسمع عنها كثيرا ووقعنا في فخاخها في اكثر من مطار وعلى اكثر من نقاط حدودية على مداخل الدول ونحن نرى في الجانب الاخر انسيابية بدخول القادمين الى العراق بدون أي مرعقل لا بل ان حتى بعض العجلات التي تحمل البضائع لا تفتش مثل ما يجري على المسافرين العراقيين مع علم الجميع ان العراقيين ليسوا من هواة العصابات ولا داعش  وهم لم ينظموا الى أي عصابة او تنظيم اجرامي بل حتى انهم لم يفكروا يوما تفخيخ انفسهم وتفجيرها بين حشود الناس ..
الحقيقة ان هذه الافعال الثقيلة على المسافر العراقي تتحمل مسئوليتها الحكومة العراقية جملة وتفصيلا وهي ليست وليدة الساعة بل ان العراقيين وطول هذه السنوات بعد العام 2003 يتعرضون لما يتعرضون له يوميا وعلى مسمع ومرأى من السفارات العراقية دون التدخل لأيقاف مثل هذه الحوادث التي وصلت حالاتها الى ان قوافل كاملة من المسافرين تعلق في المطارات دون اهتمام ودون التفاتة من الحكومة لذا ان الحكومة اليوم مطالبة بجدية بايقاف هذه الافعال المشينة بحق المسافر العراقي الذي يحمل الجواز العراقي حصرا واقصد بذالك ان العراقي الذي يحمل أي جواز دولي غير عراقي لا يتعرض الى أي مسائلة ولا أي تأخير لأن العاملين في المطارات يخشون الدولة صاحبة الجواز ويبدوا من هذه التصرفات ان العاملين لا يخشون دولة العراق وجواز العراق والا ماذا يسمى هذا التصرف ؟ او ان هناك اتفاق بين الحكومات العربية وحكومة العراق بان تتصرف هكذا ويغض العراق الطرف او ان العراقي غير مرغوب فيه عند الدول العربية التي تعبث بمشاعر وارواح الناس ومقدرات العراقيين بارسالهم كل الارهاب الى العراق والجميع يعلم ذالك وانا اتحدى دولة واحدة عربية تحب العراق وتتمنى ان تتعايش معه بسلام ..
مع العلم ان الكثير من هذه الدول التي تسمى عربية انها تموت اذا تخلى او تخلت عن العراق لأنها مرتبطة بالعراق كليا وهي لا تستطيع الاستمرار اذا لم يكن العراق بجانبها .
العراق –بابل
Kathom69@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمزه الجناحي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/15



كتابة تعليق لموضوع : اين حكومتنا من هذه الاهانات في المطارات ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net