صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

السلطة والدولة!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أمضى العرب قرنا كاملا في محنة العلاقة ما بين السلطة والدولة , وفشلوا في بناء الدولة والسلطة معا!!

ولو نظرنا لأية دولة عربية لوجدناها لا تمثل دولة بالمفهوم المعاصر للدولة , ولا تمثل سلطة كذلك , فالدول العربية بأسرها تفتقر للبنى التحتية ومرتكزات التنمية , وسلطاتها واهية معتمدة على الآخرين , أي أنها محكومة بإرادة غيرية.
وجميعها أمعنت في الآليات السلطوية وتناست الدولة كبناء وحالة متكاملة تساهم في تطويرها الأجيال , فتولدت سلطات عسكرية وحزبية وعائلية وفئوية تفتقر لمقومات القيادة , وقدرات بناء الدولة التي يسعد بها المواطن ويتطور.
وبعد تهاوي بعض الأنظمة , وجدتنا ننحدر إلى أسفل سافلين , ونمعن بالإستحواذ على السلطات والتصارع عليها , فتمزق المجتمع وإنهارت الدولة وتحطمت , فلا دولة إلا والخراب والدمار قائدها ورائدها وقدوتها , والتصارع السلطوي إتخذ موضوعات ومسميات مقرونة بالدين , الذي يمكنه أن يهدم أسس الوجود الإنساني في أرجاء البلدان التي كانت تسمى عربية!!
ولا يزال الصراع قائما ما بين الدولة والسلطة , حتى ما عادت هناك سلطات ولا دول , والأمثلة واضحة في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومَن سيأتي بعدها.
والعلة الجوهرية تكمن في العقلية السائدة وآليات سلوكها الخالية من الشعور بالمسؤولية والنظرة العميقة الشاملة لحالة الحياة , فمعظم العقليات الفاعلة في المجتمع تنطلق من زوايا ضيقة خانقة ومن خنادق ظلماء عفنة المحتوى.
ولهذا فهي تعبر عن المطمور فيها , وتترجم النوازع السلبية الدونية التطلعات والمجردة من الرؤية العقلية الواعية المستشرفة , لأنها مقيّدة بالأنانية والإندحارية والإختناقية , وفقدان قدرات التفاعل الإنساني الأصيل مع ذاتها ومحيطها , فتصل بحالها وأحوال مجتمعها إلى مواطن الحضيض.
ولا يمكن لمجتمع عاجز عن توطيد العلاقة ما بين الدولة والسلطة , أن ينعم بحياة ذات قيمة معاصرة  لو إمتلك ثروات الدنيا , وأغرقته عائدات النفط , لأن العلة في العقل والنفس , وهذه لا تُداوى بالأموال , ولا تصلحها الثروات , وإنما الثورات العقلية المعرفية الثقافية القادرة على منحها رؤية أخرى ذات آفاق إنسانية مطلقة.
فهل ستتحقق في مجتمعاتنا تبدلات ذات روح شبابية لتعيد للأمة سواء سبيلها , وتمنع عنها أهوال العاديات , وتحررها من براثن الإنحرافات والخيبات؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/15



كتابة تعليق لموضوع : السلطة والدولة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net