صفحة الكاتب : صادق الموسوي

مسار العملية السياسية في العراق مبني على اسس خاطئة منذ البداية .
صادق الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا يخفى على المتطلع بامور السياسة الداخلية والخارجية ، وما آلة من تدهور الاوضاع في الساحة العراقية على جميع الاصعدة ، 
والتي تنعكس سلبا على افراد الشعب العراقي ، 
من فقر وفاقة وقلة خدمات وفساد مستشري في اغلب وزارات ومؤسسات الدولة العراقية .
فاذا نظرنا للاسباب نجدها كثيرة وكبيرة بحيث لا تستطيع الحكومة وحدها معالجتها ،
لوجود شخصيات مشاركة في العملية السياسية تقف حجر عثرة امام عجلة التقدم ،
فالتناحرات السياسية بين الكتل والاحزاب هي من ادت الى هذا التدهور واشاعة مفاهيم العداء والعنصرية والطائفية ، فالكل يدافع عن حزبه وعن كتلته وعن المكتسبات الخاصة التي يجنيها من استخدام الحصانة وزيادة دخله الذي لم يحلم احدهم بان يناله في حياته الا القليل ،
لان الكثير منهم لم يعانى معاناة الشعب العراقي طيلة الحكومات المتلاحقة منذ سنين حكم البعث .  الذي عاناه الشعب العراقي من الحروب والحصار الاقتصادي وفقد الاحبة من شهيد ومفقود في الحروب التي زج قائد الضرورة شعبه على جيرانه واشقائه.
واغلبهم حاملين الجناسي الاجنبية والعربية واغلبهم يكون ولائهم لتلك الدول التي منحتهم جنسيتها ، الا القليل من الذين لهم الحق بنيل هذه الجنسية بعد مطاردتهم من قبل نظام البعث ، فهؤلاء لا شك بان حنينهم للوطن كبير وولائهم ايضا  كبيرة ، ولكن الذين لهم ازواج وابناء في تلك الدول التي منحتهم جنسياتها وهم لا يرغبون بجلبهم للعراق برغبتهم ام بغير رغبة من ابنائهم وازواجهم ، لان من غير الممكن جلبهم للعراق وهم ولدوا في تلك الدول الاجنبية وربما امهاتهم ايضا غير عراقيات ولهذا لم ولن يفكروا مجرد تفكير ان ترتبطوا بالعراق من اي جهة او صفة ، بالرغم من ان ابائهم من المسؤولين الكبار في الدولة العراقية ؟؟؟؟
 
فمثل هؤلاء المسؤولين هم سبب البلاء والفساد السياسي الذي هو ام المفاسد التي اوصلت العراق وشعبه لهذه الامور التي يعانيها الان .
 
فهذه الاسباب ادت الى عدم الشعور بالمسؤولية الملقات على عاتقهم ، 
فمنذ الانتخابات الاخيرة  افرزت قائمتين فائزتين باكبر المقاعد البرلمانية وتغلب احدهما عن الاخرى بمقعدين ،وبدأ الصراع منذ اللحظة الاولى بعد اعلان نتائج الانتخابات والقوائم الفائزة ، حول من هي الكتلة التي سوف تشكل الحكومة هل هي الفائزة باكبر المقاعد ، ام الحاصل باكبر المقاعد بالتحالفات تحت قبة البرلمان ؟
من هنا بدأ الصراع الذي انعكس سلبا على الشارع العراقي .
فلولا وجود ازمة الثقة بين جميع الكتل لكانت الامور تسير بالاتجاه الصحيح ، ولم يعد التفكير من هي الكتلة التي سوف تشكل الحكومة ،
ولكان الامر اهون لو مدة صلات الثقة والجلوس للتفاهم والتحاور حول مستقبل العراق وكل كتلة تشارك في العملية السياسية وتخدم العراقيين من خلال موقعها الذي تكون فيه الا ان تصر على ان تتسلم هذه المناصب .
والسبب مسار العملية السياسية منذ البداية في المحاصة والمخاصصة (الحزبية والطائفية والدينية والقومية  ) وهذا ما بني عليه اساس البناء الخاطيء منذ البداية .
فنرى عند اشتداد الازمة بين رؤساء الكتل السياسية يلجأون الى بعض الاطراف المشاركة في العملية السياسية لحل المشكلة وتذويب الجليد لكي يسير نهر المودة لتقدم عجل النهوض والبناء فوق الاساس الخاطيء دون ايجاد حلول جذرية للمسألة المتنازعين عليها .
وكانت آخر مبادرة في كردستان ، وها هي قد ذهبت ادراج الرياح .
وهذا من اكبر الاخطاء ،لوجود مصالح مشتركة بين جميع الاطراف  وكذلك مصالح شخصية للكتل او للاحزاب .
فمن المفترض اشراك شرائح من المثقفين من منظمات المجتمع المدني بكل التخصصات من الذين لهم ثقافة عالية وعقول نيرة لوضع اساس جديد للقضاء على الخلافات الجارية باستمرار مع الكتل السياسية المتناحرة .
لان من هؤلاء ليس لهم مصلحة في تولي مناصب في الدولة وهمهم اسعاد الشعب العراقي دون تميز طائفي او حزبي او ديني .
ونتمنى من قادتنا السياسيين ان يدرسوا هذا المقترح خدمة للعراق ولشعب العراق الذي فاض به الكيل من خلافات الكتل السياسية التي لا تنتهي ابدا .
 
ومبادرة السيد مقتدى الصدر التي  تقضي بحل النزاع بين رؤساء الكتل في النجف الاشرف ، وهي مبادرة جيدة  وسوف تلقي استحسانا من الجميع وعليهم تنفيذها ، وخاصة اذا كانت من قبل المرجعيات صاحبة العقول النيرة التي تنظر بعين المساوات للشعب العراقي دون تميز عنصري او طائفي . 
حمى الله تعالى العراق وشعبه الصابر  الممتحن بكافة طوائفة واعراقه.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/16



كتابة تعليق لموضوع : مسار العملية السياسية في العراق مبني على اسس خاطئة منذ البداية .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net