صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

حرير وخرير!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حوافر الإبل والخيول عبّدت الطريق ما بين الصين والعالم القديم , وأرست دعائم "طريق الحرير" الذي يبلغ طوله ستة آلاف كيلومتر , وقد كان ناشطا  في التجارة العالمية منذ مئة وأربعة عشر قبل الميلاد وحتى عام ألف وأربعمئة وخمسين بعد الميلاد.
ولا يزال الطريق قائما لكنه خامل النشاط , فبدايته القديمة شاخصة للسياح في بلاد الصين , ومساراته تقاوم عوامل الزمن وتأبى الإندثار.
ويبدو أن الصين أدركت قيمة الطريق وأهميته الحضارية والتجارية والإنسانية , وأخذت تفكر بإنشاء خط القطارات السريعة أو " خط الحرير" , لكي تتواصل مع العالم القديم الجديد الذي لا تزال على صلة حيوية معه.
ويبدو أن مصر إكتشفت القيمة التجارية والسياحية للمشروع , فأخذت تتفاعل مع الصين لإنشاء "خط حرير" يربط ما بين مصر والصين , وإن تحقق ذلك فأنه سيكون ثورة إقتصادية ذات مردودات إستثمارية متنامية , تساهم في دعم الإقتصاد العربي والصيني , وتفتح بوابة سياحية تدر أرباحا لا تنضب.
ومن الحكمة أن يتوجه العرب نحو الصين في مشاريع النقل وخصوصا السكة الحديدية والقطارات السريعة , التي تمتلك الصين أحدث تكنولوجياتها ومهاراتها , وذات قدرات فائقة على تصنيع أسرع القطارات في الدنيا.
ولا يوجد في بلاد العرب أوطاني قطار سريع واحد , وحبذا لو تفاعلت الدول العربية مع الصين لإنشاء خطوط للقطارات السريعة تربط دولنا ببعضها كما هو حاصل ما بين الدول الأوربية , وفي الصين نفسها , التي ترتبط جميع مدنها بشبكات للقطارات السريعة الرائعة المريحة , التي تمد دفق الحياة اليومية بالقدرات الإنتاجية والإبداعية اللازمة للقوة والتنامي والإقتدار الحضاري والإقتصادي المتميز.
فالعرب أمضوا أكثر من قرن في الخرير أو النزيف لما فيهم وعندهم من ثروات وقدرات حضارية وإبداعية , ولا بد لهم اليوم من إيقاف هذا الخرير الخسراني المدمر المهلك , والتعلم من طريق الحرير , ومن منتجاته , فالحرير تصنعه الدودة التي تعتاش على الأوراق الخصراء لتحيلها إلى حرير , ولهذا تجد في معظم البيوت الصينية عناية بدودة القز ورعاية لها ولإنتاجها الذي يباع لمصانع الحرير المنتشرة في العديد من المدن.
ويبدو أن منهج دودة القز قد علم الصينيين الصبر والإبداع والإنتاج الأصيل , فهم يصنعون كل شيئ من أي شيئ , كما تصنع دودة القز الحرير من أوراق التوت!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/12



كتابة تعليق لموضوع : حرير وخرير!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net