أين موقع علماء وزارة العلوم والتكنولوجيا في منظومة التعليم العالي؟
ا . د . محمد الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

السؤال البدبل هو هل ستتمكن وزارة التعليم العالي الجديدة والجامعات العراقية الاستفادة من خبرة العلماء العراقيين الوافدين من وزارة العلوم والتكنولوجيا في مجالات البحث والتعليم الزراعي والهندسي والطبي والبيئي. 

بالرغم من ان قرار دمج وزارة العلوم والتكنولوجيا بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي كان قرارا سياسيا هدفه تقليل حجم النفقات الحكومية، الا انه كان يمكن ان يكون ايضا قرارا اصلاحيا لمنظومة التعليم العالي برمتها، وبما يتناسب مع مقترحات الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم العالي في العراق لو تضمن القرار تحرير الجامعات من سلطة وزارة التعليم العالي ومن قبضة الدولة التي تفرض على الوسط الجامعي ثقافة الجمود، والقناعات الجاهزة التي تقدس الروتين القاتل، والتواقيع الجاهزة، والكتب الادارية والتسلسل الوظيفي الهرمي الذي يعتمد على اطاعة المسؤول الاعلى درجة من قبل المسؤول الاقل درجة، وقبول التعليمات الوزارية من قبل الجامعات بدون مناقشة او اعتراض او رفض وذلك بمنحها استقلاليتها الادارية والمالية والاكاديمية والفكرية (راجع مقالتي المنشورة في جريدة المدى، عدد 3446، تاريخ 2\9\2015 ). واليوم نجد انفسنا امام واقع يفرض وجود عدد كبير من العلماء والخبراء تحت تصرف الجامعات مما يوفر الفرصة للاستفادة من امكانياتهم العلمية الهائلة والمساهمة في رفع شأن التعليم العالي والبحث العلمي وانقاذهما من الازمة الخانقة التي يمران بهما. هناك ما يقرب من الالف من اصحاب الخبرة العلمية والبحثية في وزارة العلوم والتكنولوجيا ومعظمهم يمتلك الخبرة والكفاءة والمعرفة التي تتلاءم مع احتياجات الجامعات، علماء من امثال فاضل التميمي وعدنان عفج وابراهيم البكري واياد الطويل وحسين الربيعي ومحمد عبد السلام وعبد الحسين خضير وفلاح حسن وسعدي كاظم حسين وعبد السلام خشان وجمال وهيب وغيرهم من الاسماء العلمية اللامعة. ولا اعتقد ان هناك من يختلف معي بما لهذه الفئة من اهمية في تحقيق التطور العلمي والبحثي للجامعات اذا ما تم اطلاق طاقاتهم الكبيرة للمساهمة في تحقيق اهدافها. 

ادعوا المسؤولين في وزارة التعليم العالي الجديدة الى استغلال هذا القرار السياسي لاجل اطلاق حملة تحديث للبحث العلمي بقيادة الوافدين الجدد من مؤسسات العلوم والتكنولوجيا، وهو برأي امر ضروري لامتلاك هؤلاء العلماء لتاريخ علمي وبحثي رصين لا يعتمد على النشر في المجلات الزائفة ولا على التبجح برئاسة او عضوية هذا النوع من المجلات، ولانهم افضل من يعرف بعملية تسخير البحث العلمي لحل المشاكل الوطنية في الصناعة والزراعة والصحة والبيئة. انهم افضل من يربط البحث العلمي بالتدريس، وامهر من يشرف على الدراسات العليا، واحسن من يؤسس مجاميع علمية متخصصة في حافات العلوم. اطالب بضرورة منح اهتمام اكبر لهذه الكفاءات البحثية التي تتمتع بدرجة عالية من التعليم والمهارة وعدم اهمال نجاحاتها في الابتكار والتطوير وحل مشكلات البلد الاقتصادية. 

الموضوع السابق تجميد الدستور وحل مجلس النواب

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat