صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الإسلام مذهبنا!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في بداية الألفية الثالثة , وبعد عامها الأول إقترب مني الكثير من الأخوة الأجانب , يسألونني لأي مذهب أنتمي!!
- أنت مسلم
- نعم
- هل أنت من كذا أو كذا مذهب؟
- مذهبي الإسلام
- يجب أن تكون على مذهب ما!!
وندخل في حوار طويل لتوضيح معنى المذاهب في الإسلام , وتطول المحادثة , لكن الراسخ في وعي السائل , أن لا يكون الإسلام مذهبا بل فرقا متناحرة وحسب!!
 
وتجدني أعود إلى ذات المواجهة اليوم مع أخوتي في الدين , الذين يستقبلون كل شيئ وفقا لرؤاهم المبرمجة , مما يتوجب القول وبقوة , أن مذهبَنا الإسلام والإسلام وحسب , وأي مذهب سواه تحريف وتأويل وتزوير ومتاجرة بدين!!
فما قيمة أي مذهب إذا فقد أصله ومنبعه وجوهره؟
 
الإسلام دوحة باسقة وأيكة وارفة الظلال , لها أغضان وأوراق وتشعبات , شأنها شأن أي موجود حي يسعى فوق التراب , ذلك أن الموجودات الحية تنمو وتتطور وتتفرع وتتواصل لكي تبقى وتدوم.
 
جدي وجدتي تزوجا وأنجبا , وإذا بالأحفاد بالآلاف , وقد تعددت مشاربهم وتوجهاتهم وإتجاهاتهم في الحياة , لكن الأصل الذي أوجدهم هو جدي وجدتي.
والشجرة الباسقة أمامي , ذات فروع وأغصان , تزيدها جمالا وتمنحها هيبة وقوة وبهاءً , وتساءلت أمامها عن قيمة الأغصان بأحجامها وأعمارها , إذا تم قطع الساق؟
أ ليس الذبول والتيبس مصيرها المحتوم؟!
 
فوجود الأغصان وجمالها مستمد من الساق المتصل بالجذر , وبإنعدام هذا التواصل تنقطع الأغصان عن الحياة , وتفقد واجبها ودورها بالحفاظ على معنى الشجرة وجمالها وقيمتها.
وتبدو أحوالنا كالأغصان التي تنقطع عن ساقها , فتلقى مصيراها تحت الأقدام , وتصبح غنيمة للإحتطاب والسجر في أتون الويلات.
أو كالأغصان التي لاتزال منتمية لساقها , لكنها تتصافق وتتضارب ببعضها لشدة الرياح العاصفة بها , فتتناثر أوراقها وتتحطم بعض أغصانها ,  التي فقدت طراوتها ومطاوعتها لصولات الرياح.
ومن المعروف أن الرياح تشذب الأشجار من الفروع والأغصان الخاوية , لكي تتجدد وتنطلق بحيوية أنشط.
 
وهذا التشبيه فيه شيئ من المقاربة ما بين ما يتحقق في عالمنا الإسلامي , الذي تتجه فيه الأغصان والفروع إلى نسيان ساقها وجذرها وجوهرها , وتحسب أنها تستطيع الحياة قوية , وهي مبتورة عن منبع صيرورتها وأصلها.
 
وفي أجيج التفاعلات الإصطراعية الخسرانية التفرقية التدميرية ,  لِما يمت بصلة إلى الإسلام السامي النبيل والإنساني الرحيم , علينا أن نتساءل وبصراحة ونواجه أنفسنا بشجاعة , عن مذهب الرسول الكريم وصحابته والخلفاء من بعده.
هل كان مذهبهم غير الإسلام , وكتابهم غير القرآن , وربهم غير الله , ورسالتهم غير " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"؟
 
إذا كانت أجوبتنا بكلا , فلماذا نرفع راية " إذا توَلّى"!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/06



كتابة تعليق لموضوع : الإسلام مذهبنا!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net