صفحة الكاتب : سيف اكثم المظفر

لاجئون إلى البحر.. تايتنك بانتظاركم!
سيف اكثم المظفر

 من أين سأبدأ، وكل جزءاً بنا ينزفوا، حتى أحلامنا باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة، لم تعد الشمس جميلة والخيال، حتى الخيال بات يقتل في العراق, تناثرت على أروقة الماضي تلك الحضارات العريقة، مرت ألاف السنين وهذه الأرض لم ترتوي دما, منذ اله الحرب في ملحمة كالكامش حتى خليفة الغرب داعش، تجري الدماء أنهاراً، وتزرع الأجساد، وتقطف الرؤؤس حين يأتي وقت الحصاد، في موطني تموت كل الوزارات، وتحيى وزارة الموت، نسألُ تعجباً .. هل نراك سالماً منعما؟! متى نراك؟
قصة الهجرة  من العراق ليست جديدة، يروي لنا التاريخ إن أول من طلب اللجوء إلى الغرب, هو سندباد, عندما كان يسكن في بغداد، منذ ذاك الحين والى يومنا هذا، تهاجر العقول، ويفرغ البلد من الشباب، بمؤامرة أوسمها ماشىت فهي بالحقيقة بحثا عن الإنسانية والكرامة والأمان, نبحث عن فرصة للحياة، نريد أن نعيش فقط، وتحترم عقولنا المبدعة.
إن مقومات العيش السليم، التي نفتقد أدنى مستوى منها، كان السبب الأبرز بينها، تسلط تلك الأحزاب، بصراحة نعم.. مازالت بعض تلك الأحزاب تعيش العنصرية والحزبية والفئوية، وعدم التقدير لأصحاب الشهادات، هي بحد ذاتها جريمة لا تغتفر، قال تعالى في محكم كتابه :(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) في قوانين الأحزاب، نعم يمكن إن يستوي ويفضل أيضا، الذي لا يعلم على الذي يعلم، إذا كان الأخير مستقل، والأول متحزب، فحل الدمار، وشاءت الأقدار، إن يحكمونا، كلهم من النوع الأول، واه أسفاه .
هجرة العقول، نتيجة لسوء معاملتها في العراق، خلال إحصائية وجد إن أكثر العاملين، هم من أصحاب شهادات راقية، في مجال الاقتصاد، القانون وحتى الفيزياء النووية-هم عمال-عندها لا تصبح قيمة للشهادة في هذا البلد، لذلك يتجه شبابه إلى الهجرة، ويبقى أصحاب الشهادات المزورة، يتبوءون مناصب في هذا البلد ويسيرون به إلى المجهول، لكن هذا لا يعطينا الحق أن نتركه ونرحل !.. مازال أمل التغيير موجودا، نعم نحنو بأيدنا نصنع المستقبل، خير مثال يجب إن نقتدي بهم، هم إبطالنا في الحشد الشعبي والقوات الأمنية، الذين يضحون بأرواحهم وكل ما يملكون، من أجل الوطن أرضا، شعبا، مقدسات، وفاءاً منا لهم، يجب إن يعمل كل  من موقعه, من عامل النظافة إلى أساتذة الجامعة، حي على خير العمل، فلا يوجد خير من بناء بلدنا وأعماره، بسواعدنا جميعا.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف اكثم المظفر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/03



كتابة تعليق لموضوع : لاجئون إلى البحر.. تايتنك بانتظاركم!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net