صفحة الكاتب : ضياء المحسن

حيدر العبادي، هذا ما نريده منك!
ضياء المحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مذ خرجت التظاهرات في محافظات العراق الجنوبية، والعراق يغلي بسبب طبيعة العلاقة بين الحكومة وهذه المحافظات، ذلك أن الغالب عليها أنها شيعية، يضاف الى ذلك أن الحكومة ذات أغلبية شيعية (ظاهرا على الأقل)، فلماذا يتظاهر الشيعة على حكومة رئيسها منهم، وهم الذين يتباكون على أن الأقلية تحكمهم وتهضمهم حقوقهم، فماذا عدا مما بدا؟
سؤال يمكن ان يكون جوابه في سطرين وهو، أن المتظاهرين خرجوا بسبب تردي الخدمات في هذه المحافظات، وكذلك عدم وفاء الحكومات السابقة لوعودها في تطوير البنى التحتية لهذه المحافظات، وكفى!
لكن هل هذه هي الحقيقة الكاملة التي خرج من أجلها الناس الى الشوارع والساحات، ومن ثم ركبها أناس لا صلة لهم بالتظاهر، لكنهم ركبوها لتحقيق غايات وأجندات لم ترد في ذهن المتظاهرين الحقيقيين.
ما تقدم بعض الحقيقة، ذلك لأن حقيقة الأمر هو وجود أجندات تحاول التشويش على إنتصارات الحشد الشعبي، بعد أن أصبح حقيقة واقعة بفضل توجيهات المرجعية الرشيدة، ومع هذا فإننا لا ننكر وجود ملفات فساد وتردي في الخدمات المقدمة للمواطن من قبل الحكومة السابقة، وهو الأمر الذي نبهت إليه كثير من قيادات البلد؛ لكن من دون أن يسمعها أحد، ونتيجة لتجاهل هذه التحذيرات حصل ما حصل، من سقوط الموصل ومجزرة سبايكر، التي راح ضحيتها 1700 شهيد في عمر الورود، وما تلا ذلك من سقوط مدن عزيزة.
إصلاحات السيد العبادي جاءت بعد أن حذرت المرجعية الدينية الرشيدة من خطورة الوضع في البلاد، وأن على السيد رئيس الوزراء القيام بإصلاحات جذرية، وفهم العبادي الرسالة وشمر عن ساعديه بإطلاقه لحزمة أولى من الإصلاحات شملت إلغاء مناصب نواب رئيس الوزراء والجمهورية (مع ان الدستور نص على وجود نائب لرئيس الجمهورية على الأقل)، وأردفها بحزمة الإصلاحات الثانية والتي شملت تقليص عدد الوزارات من 33 الى 22 وزارة، وينتظر منه إطلاق حزمة الإصلاحات الثالثة قريبا.
كل هذا جيد من السيد رئيس مجلس الوزراء، لكنه ليس بكافٍ، ذلك لأننا نسمع جعجعة ولك لا نرى العجين (كما يقول المثل) فكل هذا كلام في كلام، فنواب رئيس الجمهورية يمارسون مهامهم ويصرحون ويستلمون رواتب، وكذا الوزراء، فما هو المطلوب من رئيس الوزراء أن يفعله؟
نريد من السيد العبادي ان يقوم بإصدار أمر مقرون بموافقة مجلس النواب وتصديق رئيس الجمهورية على ما قام به من خطوات، ثم يجب عليه تحديد سقف زمني لتنفيذ جملة من الإصلاحات فيما يتعلق بتقديم الفاسدين والتي تحتفظ هيئة النزاهة بملفات تصل عقوبتها حد الإعدام لبعضهم، وتوجيه ديوان الرقابة المالية بتدقيق الحسابات الختامية للوزارات طيلة السنوات السابقة، لأنه الأجدر في عمله، بالإضافة الى إسترداد الأموال المسروقة من قبل المسؤولين السابقين في الحكومة والتي تقدر بمئات المليارات من الدولارات.
إننا عندما نقول هذا الكلام، لأنه نبض الشارع الذي تعاطفت معه المرعية الدينية، ولأننا لا نريد أن يركب موجة التظاهرات من لا يمكنه أن يقدم للعراق سوى الدمار بحجة الدولة المدنية والعلمانية، وإزاحة الإسلام السياسي كما يروج له أصحاب الدولة المدنية.
وللموضوع صلة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ضياء المحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/27



كتابة تعليق لموضوع : حيدر العبادي، هذا ما نريده منك!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net