صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

حكومة الإصلاحات: أليست هذه هي حقيقة الكهرباء؟
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد حرب الخليج الأولى والثانية في زمن النظام السابق بدأت معضلة الكهرباء أذا كانت أحد الأهداف التي قصفتها طائرات قوات التحالف آنذاك,  وبعد  ذلك دخل العراق مرحلة الحصار الاقتصادي, وبدأت لعبة الكهرباء , وأستخدامها كوسيلة ضغط ضد المواطن العراقي تروق للنظام السابق. 
بعد عام 2003 توسم العراقيون خيراً بالوافدين, الذين حملوا شعارات الحرية والدفاع عن حقوق الأنسان, إذ علق المواطن العراقي أمالا كثيرة على هؤلاء, ظناً منه أن شعاراتهم الإنسانية حقيقية ويمكن أن توفر العيش الكريم للمواطن, ليحيى  بكرامة في وطن يطفوا على بحر من النفط, وعسى أن تجد الأمراض العضال التي أصابت الدولة العراقية الشفاء على أيدي هؤلاء. 
الشعارات المعلنة كانت مختلفة تماماً عن التطبيق على أرض الواقع, ومع مرور الوقت بدأت الحقائق تنكشف, وظهرت الوجوه الحقيقية المختبئة خلف الأقنعة السياسية والدبلوماسية.
مقياس النجاح والفشل, والصدق والكذب, والشعارات والتطبيق  والتي تعتبر معضلة العصر في العراق منذ فترة التسعينات ولغاية الآن هي الكهرباء, أذ كان من المؤمل أن يحصل المواطن العراقي على أبسط خدمة وهي توفير الطاقة الكهربائية , الا أن احلام الشعب العراقي ذهبت أدراج الرياح, فسوط الكهرباء قد أنتقل للجلادين الجدد.
كل حكومة تلعن التي أختها في معضلة الكهرباء, وعود تجاوزت الأكتفاء للتصدير للدول الأخرى, ومع مرور السنوات تضخم أخطبوط الكذب وبدأ يلف أذرعه الطويلة على عنق المواطن الفقير, حتى تحولت الكهرباء إلى قضية سياسية بأمتياز فالسياسيون الجدد قد وجدوا ضالتهم على ما يبدو, وبدأوا يسيرون بخطى ثابتة على طريق النظام السابق, أذ أن الكهرباء أصبحت ورقة ضغط تستخدمها الحكومة ضد الشعب العراقي, فهل يعقل أن يفقتر العراق للكهرباء وهو يصدر مقومات الطاقة للعالم؟ 
مع أقتراب موعد الأنتخابات تتصاعد وتيرة الوعود, فالمرشح سوبرمان يعد ناخبيه بالقضاء على عصر الظلام, والأنتقال من العصور الوسطى الى القرن الواحد والعشرين!, وكل مرشح يستخدم الكهرباء كدعاية أنتخابية ليحقق ما يصبوا أليه وبعد أن يصل الى الكرسي  ينتقل هو وحاشيته لعصر المدنية, ويترك المواطن البسيط يلعن حظه العاثر, الذي جعله فريسة للصوص بثياب رسمية نالوا مرادهم منه والقوا به في قعر بئر عميق ليس له قرار.
مشكلة الكهرباء أخذت بعداً آخر, فأنتقلت من مرحلة الترغيب للمساومة والترهيب إلى أضفاء صبغة حزبية وطائفية, فالأحزاب بدأت تتسابق للحصول على منصب وزير الكهرباء, لأنها تتضمن صفقات دسمة, فمقدار الأموال المنهوبة من وزارة الكهرباء بسبب العقود الوهمية في الحكومة السابقة وصل ألى 12 مليار, واليوم أخذت القضية تسيس بشكل أكبر, فدعوات جباية الضرائب من مناطق بعينها دليل واضح على أن الكهرباء ورقة سياسية رابحة, تستخدمها الحكومات العراقية ضد الشعب العراقي السيت هذه هي الحقيقة؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/24



كتابة تعليق لموضوع : حكومة الإصلاحات: أليست هذه هي حقيقة الكهرباء؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net