صفحة الكاتب : حمزه الجناحي

المجالس المحلية كبش الفداء الجاهز .
حمزه الجناحي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


(الخطيئة بنت زنى والنجاح له ألف أب )من بديهيات السياسة الفاشلة على مر العصور والأزمان هو وجود أو تهيئة كبش الفداء للساسة الفاشلين ولا تعتبر السياسة أو الساسة في العراق المسمى بالديمقراطي استثناء من هذه البديهية التي هي بمثابة الألف والياء في السياسة...
صحيح إن اغلب الموجودين على قمة الهرم هم حديثي عهد بالسياسة أو بالأحرى والأفضل ان لا يسمون سياسيين لأن للظروف والصدفة والدبابة الأمريكية الفضل الأول والأخير في وجودهم لكن على الرغم من ذالك فان الدرس ليس صعبا لدى هؤلاء ليتعلموه وبالتالي يجدون التبرير للفشل وقلة الإدراك السياسي او النظرة الإستراتيجية لمعالجة بعض الضغوط الخارجية او الداخلية مثلا كما هو حاصل اليوم في العالم العربي والإقليمي الغير عربي من توجهات جماهيرية بلغ بها الوقع والقهر والجوع والتشريد حد الانفجار والثورة على شكل تظاهرات عارمة لم يألفها اعتى الطغاة
 والمجرمين والفراعنة لتطيح برؤوس هؤلاء الذي وللأمس القريب لم يكن حتى التمني برحيلها ممكن ,,,او ربما ضرب من ضروب المستحيلات أو من مصاديق العبث البشري لكن الذي حدث رسخ وشجع بان دوام الحال من المحال وان الشعوب هي الحكم وهي الباقية والأشخاص لابد زائلين إذا لم يكن اليوم فغدا (ان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب)...
والعراق ربما ليس مختلف أو بمعزل عن تلك الدول التي تعاني شعوبها من الاضطهاد السياسي او الخدمي او الصحي ولا يمكن لأحد له ضمير أنساني او إنسان ان يلوم خروج الناس العزل من بيوتهم ليرموا هؤلاء المسئولين بالنعوت وتقريعهم لأنهم الوحيدين القادرين على تحقيق ما يريد ذالك المواطن المسكين الذي عانى من حقبة الصداميين لتمر عليه سنين عجاف أخرى كان يعتقد انه تحرر من قبضة الطغاة... ومن قال ان العراق بلد مختلف او انه بلد يعيش الديمقراطية ولا يشبه غيره من البلدان هو  بعيدا عن معادلة الجماهير ونتائجها المحتومة سواء أكانت قد جرت انتخابات الآن او
 بالأمس في العراق فالمواطن هو الحاكم وهو القاضي وهذا ايضا ليس سببا او تبريرا بان الحكومة بمنأى عن الذي جرى في دول أخرى كتونس او مصر او ليبيا الآن او البحرين غدا او إيران بعد غد ...
أشهر وندخل عامنا الثالث عشر بعد رحيل انهيار الصنم في ساحة الفردوس لكن ما لذي تبدل لاشيء وبالجزم أقولها حتى الوجوه هي نفسها التي جاءت برؤوس شعورها بيضاء لنطالعها اليوم قد مال شعرها إلى السواد بسبب الاصباغ بينما الشيب الأبيض يزحف على رؤوس حتى الرضع العراقيين من شدة القهر والألم لما يجري في هذا البلد الذي لا يأبى جرحه أن يفارقه ...
يوميا يخرج العراقيين في الشوارع ويتظاهرون أمام المسئول القريب منهم الذي انتخب من قبلهم وإمام الإدارات والمجالس المحلية في مدنهم المتعبة لإيصال صوتهم بالنيابة الى هؤلاء الذين يقبعون في خضراءهم مع علم الجميع المواطن والمسئول في الخضراء لا الناحية ولا القضاء ولا مجالسهما تستطيع ان توفر مطالب هؤلاء وهذا واضح جدا لأن تلك الحكومات هي مجرد حلقات او همزات من الوصل بين المواطن والحكومة في المحافظة ومجلسها التي يستلم الأموال وتستلم المعونات وتوزعها على تلك المدن المحرومة اما على الكثافة أو المحرومية وحتى هذه الحكومات في المحافظة
 وللأمانة هي قد شلت من الحركة بواسطة المركزية المقيتة والتحكم والتدخل في شؤونها على الرغم من وجود قوانين أعطتها صلاحيات التصرف مثل قانون (71)في عهد الحاكم المدني وقانون (21)الذي يسير أعمالها الذي سن أخيرا وهي حتى لا تستطيع ان تقيل موظف فاسد او مدير فاشل ولا تعين ولا تقيل بسبب تلك التدخلات فكيف إذن والمجالس الأدنى (المحلية ) والإدارات في تلك المدن ,,,وبما ان تلك الحكومة بعيدة عن المواطن ويسمع المواطن إعلاميا ان هؤلاء يوميا يتجملون ويدعون انهم المعمرين والفاتحين وهو لا يستطيع النيل منهم فيخرج ويوميا على الحكومات المحلية التي هي ظاهرة
 حضارية لم تصل ثقافتها لنا بعد ولم نفهم عملها ولا يستطيع الإخوة المسئولين التنصل من الأنا والأنانية وحب الكرسي والتشبث به فيصادرون عملها واقصد مجالس المحافظات والحكومة المركزية ...
وهؤلاء اعني المجالس عندما تتظاهر عليهم وتتهمهم بالسرقة والكذب يثبتون لك وبالكتب الرسمية الصادرة والواردة إنهم ليسوا كذالك وها هي دعواهم وطلباتهم ومطا ليبهم لا بل ان تلك المجالس او البعض منها يحمل أعضاءها اللافتات مع المتظاهرين وتنادي معهم وترفع أصواتها مع هؤلاء الفقراء ...
فتلك المجالس لا يخصص لها مبالغ ولا يؤخذ رأيها ولا يسمح لها بالتدخل فلقد صودرت كل صلاحياتها التي سنت بالقانونيين المذكورين آنفا ...
وهذا الكلام لايعني ان تلك المجالس هي مجالس غير نزيهه بل اعتقد انها ايضا لها من الفشل الحجم الكبير وهي ايضا مساهمة نوعما ببعض هذه الاحباطات لكن اليس من المفروض ان يسن لها قانون ويجري عليها انتخابات كما هو حال مجالس المحافظات مع العلم ان بعض من هذه المجالس مضى على تشكيلها اكثر من اثنا عشر عاما منذ ايام حكومة برايمر وهذه الفترة ايضا هي مسوغ لأعطاءها فرصة التلاعب بالكثير من الامور التي ربما تؤدي الى الفشل لأن مجالس المحافظات والحكومة المركزية كلفت اعطت هذه المجالس اعمال تقوم بها في فترات عدم تشكيل تلك المجالس (المحافظات) والبرلمان
 كبيرة وخطيرة جدا ....
الغريب في الأمر إن الأصوات التي تخرج من تلك المظاهرات تنادي بالخدمات وهذا هو الحق فانا لم أرى او اسمع أو أشاهد إحدى تلك المظاهرات نادت بطلبات غير مشروعة فهم لم يطلبوا ان ينظم العراق الى منظمة الاورو الأوربي ولم اسمع من مظاهرة في مدينة عراقية إنهم يريدون مترو أنفاق تحت الأرض ولم اسمع أي مظاهرة تنادي بتحسين نوعية الجواز بل كل تلك المظاهرات تريد تحسين البطاقة التموينية التي كانت في زمن صدام زاخرة بموادها ويريدون الكهرباء والمجاري وزيادة الرواتب وتشغيل العاطلين وبناء لمدارس ونشر الأمن والاستقرار وإنشاء المجاري ,,,
هذه هي مطالب هؤلاء الفقراء السؤال الموجه الى المسئولين في الحكومة او المقربين من الحكومة بربكم كونوا منصفين هل تستطيع المجالس المحلية في القضاء او الناحية أو القائمقامية أو مدير الناحية ان يحسن الكهرباء او يطور البطاقة التموينية او تشغيل العاطلين او يبنون المدارس هل لهذه المجالس والإدارات هذه الصلاحيات ومن أين أتت لهم كما سمعنا من هؤلاء النواب ان المجالس هي السبب ...
كيف هي السبب ؟
وما تملك تلك المجالس هل هي التي تدخلت برفع عدد الوزارات من 27 إلى 43 وزارة؟
أم هل تدخلت بزيادة عدد النواب لرئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ؟
ام هل تضع وتسن الرواتب للسادة النواب والوزراء ؟
ام هي التي رفعت عدد النواب من 275 إلى 325 نائب ؟
وهل لها الحق بالتدخل في تقليص المنافع للرئاسات الثلاث وهل الخزينة بيد تلك الجالس ؟؟
اتقوا الله في ما تقولون واحترموا ذهنية المواطن لأن المواطن العراقي على بساطته يستطيع أن يفرزن القول الصالح من الطالح الكاذب من الصادق فكل تلك المشاكل سببها البرلمان أولا والحكومة ثانية وما تلك المجالس إلا هي العون التي حفظت هيبة الدولة العراقية في ظروف لم يستطع هؤلاء الساسة من تشكيل حكومة أكثر من سبعة أشهر وارسلوا عوائلهم الى خارج العراق بينما اعضاء تلك المجالس البسطاء يغتالهم الارهاب ويهجرهم الاجرام ...
هكذا اذن صارت تلك المؤسسات متهمة وهي لم ترتكب الجريمة وصار الجاني هو القاضي وكما يقول المثل الفرنسي كما اعتقد(الخطيئة بنت زنى والنجاح له ألف أب ) وهؤلاء هذه المرة وجدوا من يعلقوا عليه فشلهم ولو ان مثل هذه التعليقة لا اعتقد إنها تمر على العراقيين ويوم الخامس والعشرين سيكشف من المرتكب والمصادر لحقوق الغير.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمزه الجناحي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/20



كتابة تعليق لموضوع : المجالس المحلية كبش الفداء الجاهز .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net