صفحة الكاتب : احمد علي الشمر

تحليلات زهيركتبي فى الخليجية..تنظيرات تفتقر للمصداقية..وتكشف تناقضات مواقفه حول قضايا الوطن..!!
احمد علي الشمر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اللقاء المثيرلمقابلة الدكتورزهيركتبي التى تم عرضها خلال رمضان الفائت، على قناة الخليجية، وتم كذلك تدولها على معظم قنوات وشبكات التواصل، أثارت كثيرمن التساؤل واللغط، حول آراء وتنظيرات الدكتوركتبي الجريئة ظاهريا والمثيرة للجدل فعليا كشخصية صاحبها.
 ورؤيتي الخاصة التى إستخلصتها من هذه المقابلة وما ذكره كتبي فى تحليله للأوضاع العامة على مستوى الوطن، وبأنه صاحب مشروع إصلاحي لمحاربة الطغيان السياسي والطغيان الديني ثم الطغيان المالي كما ذكر، رؤيتي بأنها عبارة عن أطروحات تنظيرية، تفتقرإلى المصداقية الحقيقية، وقد كشفت جوانب مهمة فى مواقفه وتناقضاته للأسف من خلال هذا الطرح، فقد تبين من خلال هذه الآراء التى أبداها وطرحها وتبناها فى مجمل حديثه ومرئياته، وإنتقد فيها بشكل عام وحاد، المسؤلين والمثقفين ووسائل الإعلام، بجانب إنتقاذاته الموجهة، ضد الظلم والإضطهاد والفساد، وجميع الممارسات السلبية، وكذلك دعوته إجمالا للتنمية والنهوض والإصلاح، فى مختلف أوجه الحياة التى تسهم فى تقدمه ونموه بشكل عام، وإلى غيرذلك من القضايا والأوضاع العامة التى أشارإليها فى طرحه ومعرض حديثه الشامل لجميع القضايا على مستوى الوطن.
  وما أريد أن أشيرإليه فى هذا السياق حول ملاحضاتي على طروحات الدكتور كتبي، هوأن معظم تلك الطروحات وماتعرض له من قضايا، هي فى مجملها   صحيحة ولاخلاف أوجدال فى صحة ظاهرها من حيث الهدف والمضمون والمسميات، وخاصة فى مجالات التنمية والتطور، على مستوى الميادين والمجالات المختلفة، وهذه بالتالي هي لاشك محل إهتمام وهاجس وأمل وتطلع وطموح، كل المواطنين الشرفاء فى هذا الوطن العزيز، للعمل على تحقيقها ومحاولة تجاوزسلبياتها، وما يرجونه هوأن تتحقق هذه التطلعات الطموحة ليستفيد منها الجميع.
  وكلنا أيضا لاشك معني بهذه التطلعات ويتمنى أن ينهض الوطن بشكل عام، وتتحقق لمواطنيه كل آمالهم وطموحاتهم وأحلامهم فى الإزدهاروالتقدم والتنمية،   فى كل المجالات والميادين الحقوقية والتنموية والخدمية الشاملة، بعزة وكرامة ورفعة، حتى يكون للمواطن مكانته الطبيعية اللائقة به، ويأخذ دوره الريادي والطليعي فى جميع مراحل نموه، وفى كل محفل من المحافل المحلية والإقليمية والدولية، وعلى صعيد كل المجالات ومختلف المستويات، وهوما يعززروح المواطنة وينمي أواصرالحب والولاء للوطن والمواطنين.
  أقول أن طروحات زهيركتبي، تبدولكل من إستمع أويستمع إليها، خاصة حول الإصلاح ومجمل القضايا والمسائل التى تعرض لها، بخلاف مشروعه الديني كما أسماه، لايراود أحد منا أي شك فى صحة وسلامة ما ذكره من قضايا أخرى، من حيث مسمياتها ومطالبها، وﻻيوجد من يختلف عليها من هذا الجانب كما ذكرت، وتدلل وتبين فى ظاهردعواها مبدئيا، بأنها نابعة من رؤى فكرية حضارية حصيفة متقدمة.
  ولكن أعزائي دعونا نتأمل سلامة هذه الرؤى الفكرية الحضارية الحصيفة لدى زهيركتبي، والتى أبهرتنا من خلال ذلك الطرح الجميل الذى استمعنا إليه، ومن ثم نتعرف على مدى مصداقيته لهذا الطرح، فى جملة مواقفه وآرائه تجاه الآخر، من مكونات هذا الوطن العزيزبشكل عام، وخصوصا حول مشروعه المتعلق بمحاربة الطغيان الديني كما قال..!!
  فليت زهيركتبي كان صادقا فى تبنيه لهذا الطرح أولا، ولعموم طرحه ومشروعه العام والشامل والحضاري ثانيا، والهادف لتحقيق المصلحة العامة للوطن بشمولة أكثروضوحا، ودعمه الصادق لمسيرة الوحدة الوطنية للوطن والمواطنين فى هذا الوطن الكريم بعموم أهله ومواطنيه..!!
  ليته بما قدمه وزعمه فى رؤاه ودعاويه الفكرية والحضارية، التى أبهربها المستمعين لها عن مشروعه الإصلاحي الديني، ليته لم يرفع صوته عاليا فى وقت سابق، رافضا ومعترضا، ضد مكونا ﻻ يستهان به، من مكونات المواطنين الأعزاء، يمثلون جزءا هاما فى هذا الوطن العزيز، ولم يتشدق بتلك العبارات الجوفاء الساقطة، والتى لاتليق بمسمى وشرف الشهادة التى يتشرف بتقلدها،   ولا للمشروع الديني الذى تحدث عنه، وهويزدري توجه مواطنيه المذهبي، حينما قال (لا للإعتراف بالمذهب الرافضي)  بل وتجاوزه على ذلك بتطاوله وتعديه على مرجعية من مرجعياتهم الكبرى، بوصفه لها بالطاغية، بدون وجهة حق، وبلا أي مبررأوجريرة تذكر، قالها بكل صلافة وغرور، ودون أدنى مسؤلية..؟!!
  فأين هي مصداقية دعوته الحضارية التى تشدق ويتشدق بها فى أحاديثه وتنظيراته الإعلامية والإستعلائية الجوفاء، وفى مشروعه الخاص تحديدا بمحاربة الطغيان الديني..؟؟!!
  أقول ليته كان صادق، حينما إنطلق كما زعم فى رؤاه ودعاويه التنظيرية، ومفاهيمه الصوتية، وبمحتواها ومواقفها التمييزية العنصرية المزدوجة، لمحاربة الطغيان الديني..!!
 
   ليته..إرتفع إلى مستوى الوعي الإنساني والحضاري، الذى آمن ونادى به فى مشروعه كإنسان يزعم بأنه مفكروصاحب دعوة إصلاحية، هدفها هوخدمة وطنه ومواطنيه على إختلاف مكوناتهم، لتحقيق العدالة والمساواة فيما بينهم، من خلال مشروعه التى تشدق به..!!
   ليته..طبق تنظيراته من تلك القيم والمثاليات، ولم يسقط فى أتون نظرته الإزدرائية الإزدواجية القاصرة، فى التمييزوتجسيد صورالعنصرية المقيتة بأبشع صورها، وإلى حد إنكاره، لحقوق شريكه المواطن من الطرف والمكون الآخرمن مواطنيه..!!
  ليته..لم يجسد موقفه الملتبس والمتناقض مع مشروعه الإصلاحي، والرافض لدعوتهم للإصلاح، بسن قانون لتجريم الطائفية والإعتراف الشرعي بمذهبهم، طلبا لمساواتهم بإخوانهم من مكونات المواطنين الآخرين، عبرسن قوانين تلغي التمييزوالطائفية وتعترف بحقوقهم الوطنية والمذهبية المشروعة، فأين ذلك من مشروعه لمحاربة الطغيان الديني..؟؟!!
  ليته..فعل ذلك تجاه إخوانه ومواطنيه من شركاء الوطن، فى حين وجدناه يتشدق متحمسا بنظرة استعلائية مزدوجة، عن رفضه للمساس بمكونات الديانات الأخرى، التى يطالب وينتقد من يقوم بازدرائها..!!
  ليته..فعل ذلك ولم يجعل من نفسه منظرا وقيما وحكيما وصاحب مشروع، يقيم أوضاع الوطن وأهله بطروحات جميلة، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب..!!
  فتبدولمن يستمع إليها، بأنها غايات نبيلة، تسموبأهدافها العليا إلى مراتب المثالية والكمال وأوصاف العظماء، وتتعالي فى ظاهرها على جراحات الوطن، فى نبلها وهدفها الأسمى، فى حين أن ترجمتها الحقيقية إلى واقع ملموس، لايعكس الطموحات الحقيقة لجميع المواطنين ولايرتقي بمستواها، المأمول الذى نتمناه ونصبوإليه من رقي وتقدم، يطال بشموليته كل المواطنين، الذين يجمعهم الحب والولاء لهذا الوطن.
  بل أنه وبواعزتعصبي متطرف، يفاجئنا بأبعاد صورومعاييرإزدواجية لمواقفه ورؤاه الحقيقة المتناقضة والصادمة..!!     
 اخيرا..أقول ليت تنظيرات كتبي، التى تفتقرفى جملة مضمونها إلى المصداقية، ليتها، إقترنت بجملة أقواله وليست أفعاله التى برهنت على تزييف إدعاءاته وأقواله الحضارية..لكنا قد صدقناه وتعاطفنا معه ودعمناه فى كل مواقفه وتوجهاته التى تناولها ودعا إليها فى أطروحاته ومطالبه..!!
  ولكن مع الأسف، كانت تطلعاته وطنطنات تنظيرية فارغة المحتوى والمضمون، لاتسمن وﻻتغني من جوع، وبالتالي فهي تبين وتدلل على تناقضاته المتضاربة والملتبسة، وهي طنطنات كما ورد على لسانه، فى معرض حديثه، ليس لها أي بعد أوتأثيرأو مردود يذكر، على مستوى التطبيق العملي الناجز، لكنها ربما تعود كما أوضحت المقابلة، إلى عقليته النفسية المتأزمة، والتى أوصلته بحسب إعترافه هو، فى هذا اللقاء وفى إحدى مراحل حياته، الى مستشفى الأمراض العقلية، مع أننا هنا بالطبع لسنا بوارد الشماتة به، وإنما كل دعواتنا المخلصة له دائما ومن كل قلوبنا، بان يسبغ الله عليه نعمة الصحة والعافية.
  ورغم أنني واقعا وفى معرض استنتاجي الشخصي لطبيعة شخصيته فى هذا الموقف، لا أرجح ماذهب إليه تقريره الطبي، الذى عرضه على المشاهد، وإنما أنسب ذلك إلى إعتباره شخصية حركية حماسية مثيرة للجدل..!! 
   فليته يخرج من إطارهذه الشخصية، ويكون إنسانا فاعلا ومؤثرا وناجزا، حتى تكون إسهاماته ومشاركاته الفكرية والوطنية الحماسية، والحركية تحسب له لاعليه، كمساهمات ومشاركات فاعلة ونافذة، تصب فى خدمة ومصلحة الوطن وجميع المواطنين بلا إستثناء.
   فالجميع منا على الرغم من كل ذلك كما أعتقد، يعترف بأنه مواطنا كفئ صالحا، ويملك من مقومات وتجارب الحياة والوعي والطاقة الفكرية، القادرة  على العطاء وإحداث التغيير، وتستحق المؤازرة والدعم والشجيع. 
   فلا زلنا رغم كل ذلك، نتأمل منه بأن يسخرويكرس وعيه الحضاري وطاقته الفكرية، فى حيادية تامة، من أجل مصلحة وطنه وعموم مواطنيه، وفى شمولية متجردة، ودون مواربة أوأي تمييز.
 alsahafee@Gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد علي الشمر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/18



كتابة تعليق لموضوع : تحليلات زهيركتبي فى الخليجية..تنظيرات تفتقر للمصداقية..وتكشف تناقضات مواقفه حول قضايا الوطن..!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net