صفحة الكاتب : امل الياسري

شعب ساذج .. فقط في عقول الاغبياء!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التشخيص المبكر لأي مرض، يعتبر من أسس نجاح العلاج، ثم الشفاء التام، وعليه فأن بدء الخطة الإصلاحية، للسيد العبادي جاءت في وقتها، رغم أن مأسي الماضي لا يمكن نسيانها بالكامل، فالرعب التسلطي، الذي إستباح الثورة البنفسجية لثمان سنوات، لم يدرك أن نهايته قد حانت، لأن فرص الحكام السابقين الخائبين نفذت، ولن تكون هناك أية مزايدات أو مجاملات، على حساب الشعب المحروم من أبسط حقوقه، لأنه القصة والبطل في نفس الوقت!
يروى أن عالماً نحوياً، طلب من ولده الساذج، أن يشتري له حبلاً، فقال الإبن: بطول كم يا أبي؟ قال النحوي: بطول ثلاثين ذراعاً فقال الإبن؟ بعرض كم يا ابتاه؟ فقال النحوي: بعرض مصيبتي فيك! وهذه الحكاية تنطبق على مصائبنا السياسية، فطولها ثمان عجاف، فبالأمس خان بني سعد، والبارحة قرية الهويدر، واليوم علوة جميلة، ونال جميع العراقيين نصيباً، من الموت واليتم، فبعرض كم تحسب أشلاؤنا ودماؤنا؟ والساسة منشغلون بالمناكفات لا أكثر!
الأحداث الجسام، التي يمر بها عراقنا هذه الأيام، مع إنطلاق المظاهرات المنادية، بحقوق الجماهير، وتوفير الأمن والإصلاح، تظهر مدى فشل التنظيم الإرهابي داعش، ومن يتآمر معه، لأنه نقل المعركة من جبهات القتال، الى الأسواق المزدحمة، بسبب هزائمه في الحرب، حيث أبطال الحشد الشعبي، يرحلون منهم أفواجاً، الى جهنم وبئس المصير، فلا يجدون سوى الناس الأبرياء، ليصبوا حقدهم الأموي البغيض، لذا إخرجوا بتظاهراتكم المشروعة وبقوة، ولا يخيفكم أحد، وإضربوا فوق الأعناق! 
الشعب العراقي ذكي جداً، فطول الصبر له حدود، أما عرضه فهو ميادين المظاهرات، التي ستجدد مع أصوات التفجيرات، وكأن المتظاهرين يحتفلون بالألم السعيد، لرحيل الشهداء والمغدورين، ويحملون إصراراً ما بعده إصرار، على المضي قدماً لمحاسبة القتلة، والسراق والفاسدين، لذا لا تتوقعوا أن الشعب ساذج، ويغفل عما يعمل الظالمون، وستوضع النقاط، والحروف، والكلمات في مكانها، أما علامات الإستفهام، فالحكومة، ورئيس الوزراء، والدفاع، والداخلية، مطالبون بالإجابة عنها، خاصة في مجال الخروقات الأمنية! 
من إستشهد في خان بني سعد، وقرية الهويدر، وعلوة جميلة، كانوا في صراع مع الأعداء الأربعة: المرض، والألم، والبؤس، والحرمان، وهذا المربع ما جعلهم، يهرولون نحو لقمة الحلال، بعد صلاة أداها الكادحون فجراً، لكن الذئاب البشرية، المعروفة بالخسة، وإنعدام الضمير قتلتكم، لأنها لا تعبأ بجرائمها بحق الناس، الذين لا ذنب لهم، إلا لأنهم أرادوا العيش بحلال، ولم يشعروا بأن الإعصار المجنون يجري خلفهم، فأيها الأبرياء الفقراء: رحمكم الباريء عز وجل!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/15



كتابة تعليق لموضوع : شعب ساذج .. فقط في عقول الاغبياء!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net