صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

بابيلون ح18
حيدر الحد راوي

عقد الوزير خنياس اجتماعا طارئا مع قادة وضباط جيوش الامبراطورية , لتدارس الوضع واسباب الهزائم التي منوا بها , ابدا بعضهم رأيه : 

- فوجئنا بعدد المتمردين ! . 

- بل فوجئنا بأسلحتهم الجديدة ! . 

- اما عنا فقد فوجئنا بمهاراتهم القتالية ... لا اعرف كيف ومتى تدربوا بهذه الكيفية ؟ ! . 

- ليس الخطأ خطأ قواتنا ... بل الخطأ كان محتوما على استخباراتنا التي لم تكشف كل هذه التعبئة الحربية ... ولم تقررها لنا في الوقت المناسب ! . 

- قاذفة لهب ترمي بحجر الى السماء ثم ان هذا الحجر ينفلق ويتشظى  ... لم نر هكذا من قبل ... كان مفاجئا لوحوشنا الطيارة وكذلك لجنودنا ! . 

- الاغرب من كل ذلك .. قاذفة لهب صغيرة يحملها جندي ... يصوب بها نحو وحوشنا ... ترمي عدة احجار ملتهبة صغيرة ... تثير الرعب بين وحوشنا ... تفقد صوابها وتصبح خطرا علينا ! . 

- احمل قائد الاستخبارات المسؤولية كاملة ! .    

كان الوزير خنياس يستمع بهدوء كالعادة , ما ان اكملوا حديثهم قال : 

- أيا كان ها هم قد وصلوا الى مفترق ايروس ... عسكر ينامي الحكيم تحت قيادته عشرة فرق مدربة ومجهزة جيدا ... وستلتحق به فرقا اخرى ... ماذا هي خطوتنا التالية ؟ ! . 

- لا يمكن لينامي ان يصل الى ايروس ... ففيها القائد خنكيل وجيشه المغوار ... الا اننا يجب ان نرسل لهم المزيد من الجيوش لتمحوهم وتقبرهم في ذلك المفترق . 

- هجوم شامل ... من الجو ... على الارض ... ومن تحت الارض . 

- وهل قواتنا جاهزة ؟ . 

- في اتم استعداد سيدي الوزير خنياس . 

- حسنا اطبقوا عليهم ! . 

***************************

وصلت التعزيزات لمفترق ايروس , الكثير من الفرق , المزيد من الجنود , حدق فيهم ينامي الحكيم طويلا , استدعى قادة الفرق , ليعقد اجتماعا معهم , تناول خريطة , اشار بسبابته الى موضع فيها قائلا :  

- ها نحن هنا ... من هنا ايروس ... نتوقع وصول الجيوش المحاربة لنا منها ... وفي الطرف الاخر مجموعة مدن الكنكوريون حلفاء الامبراطورية ... لا اثق بهم ... ربما سوف يشنون علينا هجومنا من الخلف ... فلتبق هنا ثلاث فرق ... والفرق الاخرى تزحف نحو ايروس .

- لكن الكنكوريون اعلنوا الحياد .

- لا تأمن جانبهم ... هذه حرب ... وهم وان كانوا بشريون مثلنا الا انهم حلفاء الامبراطورية . 

- من المتوقع ان يهاجموننا بالوحوش الطائرة وربما بشكل مركز ... ومن ثم جيوش الوحوش العملاقة . 

- هذه هي طريقته بالهجوم ... الا اني اخشى ان يهاجموننا بالوحوش الحفارة ... سوف تظهر من تحت اقدامنا .. او ستصنع حفرة كثير تعرقل تحركنا او ربما وقع فيها جنودنا . 

- هل هناك خطة لهذه الوحوش ؟ . 

- هذه الوحوش تكره رائحة الزيت وتخشى النار ... 

- حسنا سوف نحرص على توفير النار الكافية وكذلك الزيت ! .  

انطلقت جيوش جبارة من مدينة الاسوار , تتقدمها وحوشا عملاقة , يسوقها ويزجرها جنود الامبراطورية و عملائهم من البشريين , مرّت بمدينة ايروس , يهلهل لها الناس , مطالبين اياهم بسحق حركة التمرد قبل ان تصل الى الحدود .

من جانبه قرر ينامي الحكيم ملاقاة الجيش القادم , فامر بتحريك فرقه السبعون باتجاه حدود مدينة ايروس , وترك ثلاث فرق في المفترق تحسبا لأي هجوم قد يشنه الكنكوريون من الخلف , لكن الوحوش الطائرة حالت دون تقدمهم , شنت عليهم هجمات متفرقة لإيقافهم او ابطاء زحفهم , ريثما يصل الجيش الجرار , اثناء ذلك , كانت الوحوش الحفارة تعمل على حفر الارض امامهم , بمجرد ان يصلوا الى مكان الحفر , ستنهار بهم الارض . 

ما ان وصلوا الى مكان ما , اختفت الوحوش الطيارة , امر ينامي الحكيم جميع فرقه بالتوقف , تحسس الارض , التفت نحو قادة الثوار مبتسما , اشار نحو الارض وقال : 

- ها هنا كمائن ... بمجرد ان نخطو خطوة واحدة ستنهار الارض تحت اقدامنا ... لكن يجب ان تنتبهوا الى ان الهجوم التالي سيكون من تحت الارض .. صوبوا رماحكم وسيوفكم الى تحت اقدامكم ... ما ان تلاحظوا اي حركة اغرسوا الرماح والسيوف فيها بسرعة .   

 لم ينه كلامه , حتى سمع صوت صراخ بعض الثوار , فقد هاجمتهم الوحوش الحفارة , من الاسفل , صرخ فيهم قائلا : 

- اصمدوا لا يمكن لهذه الوحوش من الاستمرار طويلا ... ستتعب من الحفر وتهرب .  

صوب الثوار رماحهم وسيوفهم نحو الارض , بمجرد ان يشعر احدهم بحركة تحت قدميه يغرس الرمح في المكان , بهذه الامكانية البسيطة تمكنوا من قتل مجموعة كبيرة من الوحوش الحفارة , ولاذ الباقي منها بالفرار , قرر ينامي الحكيم ان يعسكروا في هذا المكان لينالوا قسطا من الراحة , دون ان يحرزوا تقدما كبيرا . 

بعد يومين , ظهرت اولى طلائع جيش الوحوش , وبدأت تعسكر في مكان قريب , بينما انشغلت الوحوش الطيارة بنقل فرق الحرس الامبراطوري وقوات النخبة , وانزالهم في مكان قريب اخر , لدعم الجيش الامبراطوري المتوحش , الذي اصطف بأشكال هندسية جميلة , تظهر مدى حكمة قادته , بينما انشغل ينامي الحكيم وقادته بتنظيم صفوف فرق الثوار , ازاح بعض الفرق ووضعها مقابل الحرس الامبراطوري , وحرك اخرى منها لتقف ازاء قوات النخبة , وابقى بعضا منها في مواجهة جيش الامبراطورية , ثم طلب المزيد من التعزيزات , قال لاحد قادة الثوار : 

- هذه الحرب سوف تستمر طويلا ! . 

- نحن لها سيدي الحكيم ! .    

تقدم عدة اشخاص من الجيش الامبراطوري طالبين المبارزة , وكذلك فعل الحرس الامبراطوري وقوات النخبة , كان القائد شيلخوب على رأس قوات الحرس الامبراطوري واحد المتقدمين للمبارزة , تقدم احد الثوار من ينامي الحكيم وطلب منه ان يسمح له بمبارزته ليثأر لصديقه حالصبيعش , أذن له قائلا : 

- ان قتلك فقد اعذرت ... وان قتلته فهذا فأل خير ! .   

تقدم نحوه برفقة احد عشر ثائرا , بدأ الاشتباك مع المبارزين من الحرس الامبراطوري , لم تكن مبارزة سهلة للجميع , سقط تسعة من الثوار , بينما اجهز الباقين على مبارزيهم , واستمر صديق حالصبيعش بمبارزة القائد شيلخوب , كلا منهما يحمل سيفين بتارين , بضربة مباغته استطاع القائد شيلخوب ان يصل الى جسم مبارزه , بتر احد اطرافه , سقط على الارض , لكنه رماه بأحد السيفين , فأصابه في صدره , تهاوى القائد شيلخوب لكنه لم يسقط , عاد ليجهز على مبارزه , كان النصر حليف الحرس الامبراطوري , في الجهة المقابلة تقدم عشرة ثوار لمبارزة قوات النخبة , اشتبكوا معهم بمبارزة عسيرة , تمخضت عن سقوط سبعة من الثوار ونجاة ثلاثة منهم فقط , كان ذلك فأل سيئا , دعا ينامي الحكيم الثوار ان لا يؤثر ذلك على معنوياتهم , ثم امر بخمسة عشر مقاتلا ليبارزوا خمسة عشر جنديا من جيش الوحوش , اشتبكوا معهم بقتال مرير , كانت اجسام الوحوش كبيرة واجسام الثوار صغيرة , مع ذلك تمكنوا من اسقاطهم جميعا , فتهلل معسكر الثوار طربا , ووجدوا في هذه النتيجة ما يرفع معنوياتهم . 

أمر القائد شينعان , القائد الميداني لجيوش الوحوش بالتقدم , تقدموا , وتقدم الثوار , اطلقت قاذفات اللهب حممها من جانب الثوار نحو جيش الوحوش , القائد شيلخوب لم يأمر جنوده بالتقدم , وكأنه ينتظر النتيجة , لكن ينامي الحكيم امر فرقه هناك بالتقدم نحو الحرس الامبراطوري , فارغموهم على الاشتباك , كان القتال مرا على الجبهات الثلاثة , لم يتمكن الثوار من تحقيق مكاسب , سوى المزيد من الخسائر , قرر ينامي الحكيم الانسحاب التدريجي , لكن ذلك لم يكن مسموحا في ظل تدفق جيوش الوحوش نحو معسكره , شعر الثوار بالخطر , تقهقر بعضهم , وخارت قوى اخرون , فقرروا الفرار . 

استمر الاشتباك حتى المغيب , بكل الوسائل والاسلحة المتاحة , شعر الثوار بالتعب والاجهاد , اثقلتهم الجراح , رغم اصرار قادتهم على الصمود , غابت الشمس , لكن المعارك لا زالت مستمرة , لم تتوقف كالعادة , انهار الثوار اكثر واكثر , وجد ينامي الحكيم نفسه في مأزق كبير , خصوصا عندما جاءه رسول ليخبره ان الكنكوريين الذين اعلنوا الحياد قد اشتبكوا مع الفرق الثلاثة التي تركها في المفترق , لكنه لم يخبر احدا بالأمر , خشية انهيار معنويات الثوار , علق امالا كبيرة على ان يصل المدد في اقرب فرصة . 

تراجعت الفرق الثلاثة في المفترق امام اندفاع الكنكوريون وجيوش الوحوش معهم , تراجعوا القهقرى , انزلت بهم خسائر جسيمة , نال منهم التعب , واشتد بهم الجوع والعطش , لم يكن هناك وقت لشربة ماء , انتظروا اوامر ينامي الحكيم لهم طويلا , الا انها لم تأت , فادركوا خطورة الوضع في جبهته , ما ساهم في انهيار معنوياتهم . 

******** يتبع


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/12



كتابة تعليق لموضوع : بابيلون ح18
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net