صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

المرجعية في مواجهة خاسرة
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
النجف التي كانت تضرب بالصواريخ وتعتكف فيها المرجعية عن السجال لحفظ الدماء في عهود غابرة تعطي الضوء الأخضر للعبادي ليهاجم أوكار الفساد.. المرحلة القادمة صعبة فهاهي المرجعية الدينية في مواجهة مباشرة مع داعش الفساد في بغداد، ،هل سينجح العبادي في توجيه الضربة، أم إنه سيكون والمرجعية في مواجهة حرب مع الثعالب التي تجيد أن تروغ عن العبادي وعن المرجعية وعن معاناة الشعب؟
 
العبادي لن ينجح في محاربة الفساد، والمرجعية لن تنجح في ذلك للأسف لأن الفساد ليس في سلوك حفنة سياسيين وحسب، هناك طبقات إجتماعية تمارس الفساد بالتحالف مع من في السلطة وتؤسس لشركات ومافيات، وحتى في الإطار الديني هناك نوع من الشرعنة الخبيثة.. لذلك أدعو بعض الفئات الطامحة، أو المحرومة، أو الباحثة عن الشهرة، أو صادقة النية للتظاهر تخفيفا عن الإحتقان، أما النتائج فلن تتحقق، والعراق أصبح كالسمكة الفاسدة لاأمل في إصلاحه. تظاهروا حتى تنخفض درجات الحرارة ويبدأ موسم الخريف ونعود لنفكر بهدوء ونتعايش مع الفساد كما تتعايش البنت مع زوج أمها.
 
سارعت الكتل السياسية الفاسدة جميعها الى عقد إجتماعات، وإصدار بيانات تؤيد وتبارك وتثمن دور وقرار المرجعية بالمواجهة غير المتكافئة مع عصابات الفساد في العراق، وهي كتل تحكم الدولة منذ أكثر من عقد من الزمن وكان لها باع طويل في تدوير ونقل الأموال وغسلها وتهريبها الى الخارج وبناء الشركات وعقد الصفقات التجارية، حتى إن غالب المشاريع الإستثمارية تجير لصالح أشخاص وكتل، وعديد منها ساهم في تخريب الدولة ووضع من لايستحق ولايفهم ولايعرف في مناصب حساسة، فكان هم الواحد من المسؤولين البقاء على كرسيه مهما كان الثمن دون التفكير في التطوير والبناء والتعمير، بينما مبررات الخراب والفساد حضارة وتطول ألسنة المفسدين ومن يبيض لهم الوجوه الكالحة في إيجاد الأعذار ورمي التهم على الآخرين، بينما الدولة بأسرها تدفع الثمن الباهض، وتتحمل التبعات التي يفرضها سلوك غير حضاري ومنحاز لطوائف وقوميات ومذاهب وأديان مختلفة.
 
الغريب في الأمر إنك لم تعد تستطيع محاسبة أحد فالمفسدين ليسو واحدا أو إثنين، هناك العشرات من المؤسسات والدوائر وهناك آلاف اللصوص والقتلة، ولم يعد ممكنا فعل شئ إلا بتحريك سلطة قوية قامعة جامعة حازمة دكتاتورية تلجم الجميع وتوقف الفوضى. ففي السلطة الدكتاتورية يكون النهب والسرقات بقدر محدود مرتبط بالسلطة العليا التي تحدد القيم والسلوكيات التي يجتمع عليها الناس ويلتزموا بها مكرهين وفي المجتمع الفوضوي الأرعن الجاهل لايمكن الحكم بإسلوب ديمقراطي، المجتمعات البدوية بحاجة الى سلطة دكتاتورية تحفظ شيئا من ماء الوجه، بينما الديمقراطية التي تمنح للمتخلفين الفوضويين فإنها تحول البلاد الى خراب لاأكثر، وجميع المفسدين يتحولون الى شرفاء وعظماء وأبناء أنبيا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/11



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية في مواجهة خاسرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net