صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

هذا جاسم الحلفي يا دولة الرئيس..
فالح حسون الدراجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سيدي رئيس وزراء العراق (كل العراق)، قرأنا خبراً يقول انك أجريت عدداً من الإجراءات الإصلاحية الشجاعة المؤيدة من قبل المرجعية الشريفة.. وقد نالت هذه القرارات موافقة مجلس الوزراء فوراً. كما ان ملايين العراقيين فوضتك على إجراء هذه الإصلاحات، ولم يبق سوى مصادقة البرلمان، وسيصوت عليها (مكرهٌ لا بطلٌ)!!
ما يعنيني من هذه القرارات في مقالتي، هي الفقرة الثالثة منها تحديداً، رغم ان جميع الفقرات مهمة، اليك نص الفقرة كما هي منشورة:
(إبعاد جميع المناصب العليا من هيئات مستقلة ووكلاء وزارات ومستشارين ومدراء عامين عن المحاصصة الحزبية والطائفية، وتتولى لجنة مهنية يعينها رئيس مجلس الوزراء اختيار المرشحين على ضوء معايير الكفاءة والنزاهة بالاستفادة من الخبرات الوطنية والدولية في هذا المجال واعفاء من لاتتوفر فيه الشروط المطلوبة).
وقبل كل شيء أود ان أقول لك يادولة الرئيس بصراحة، أن ثلاثين مليون عراقي سيصفق لأجل (إبعاد المناصب العليا عن المحاصصة الحزبية والطائفية). فالعراقيون جميعهم كرهوا المحاصصة بكل أنواعها كرهاً شديداً.. ولن تجد الجماهير ما يفرح قلبها مثل قرار إبعاد المحاصصة عن المناصب العليا.
وي تختار (اللجنة المهنية التي سيشكلها رئيس الوزراء)، المسؤول (اللاتحاصصي) الجديد اللائق والفاعل، يجب أن تبحث فيه عن حزمة من المواصفات الضرورية الحاسمة التي لايمكن التنازل عن واحدة منها، مثل الكفاءة والنزاهة والمقدرة والوطنية والحرص والصدق والأمانة، وللحصول على مثل هذا البديل، يجب ان يكون أعضاء (اللجنة المهنية) أنفسهم نزهاء، ومؤهلين لإشغال عضوية هذه اللجنة المهمة والخطيرة، فيكونوا محايدين جداً، ويبتعدوا عن الإنحيازات الحزبية والطائفية والقبلية، والمناطقية، وإلاً فسيكون حالنا كحال: (الطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل)!!
وما دمنا نتحدث في موضوعة البديل الوطني، والنزيه، والكفوء، سأعرض على شخصكم الكريم واحداً من العراقيين الجديرين بأي منصب عال، تتوفر في شاغله نقاط الكفاءة والوطنية والنزاهة والشجاعة والتاريخ والحاضر المضيء.. إنه جاسم الحلفي يادولة الرئيس.. فهذا الرجل يصلح ان يكون قياساً لنزاهة اللجنة المهنية التي ستشكلها شخصياً. فإن قبلت اللجنة بهذا الشخص، فهي والله عادلة ومحايدة، وإن رفضته فهي والله ظالمة.. متحيزة..
اما كيف؟
فسأقول لك يادولة الرئيس رأيي، وأنت احكم بعد ذلك بما تشاء.. جاسم الحلفي عراقي سومري، تشهد له أصالته العراقية الطافحة، وسمرته الجنوبية الواضحة، وبندقيته الوطنية التي حملها على كتفه وهو في سن الثامنة عشر، مقاتلاً في صفوف الأنصار الشيوعيين البواسل ضد الدكتاتورية الصدامية، فكانت بندقيته تقاتل جنباً الى جنب مع بنادق أحرار العراق، أمثال المقاتلين البيشمرگة الكرد بكل ألوانهم، وبنادق الإسلاميين المجاهدين مثل بندقية الشهيد الكبير محمد باقر الحكيم، وكل بنادق أبطال بدر، وبنادق حزب الدعوة، وكل البنادق الحرة الأخرى، فكان جاسم الحلفي رغم صغر سنه ضرغاماً باسلاً لعشر سنوات متواصلة، حتى نال الكثير من التسميات، والألقاب البطولية التي يتمناها أي مقاتل.
وجاسم الحلفي عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي، بل هو أصغر عضو مكتب سياسي في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- وإنتخابه جاء لموهبته القيادية العالية، وقدراته الإجتماعية الفذة، وتنظيمه العالي للفاعليات الوطنية والجماهيرية، وعلاقاته الطيبة مع أغلب القطاعات والقوى السياسية والدينية والقومية، يساعده في ذلك دماثة خلقه، وسمو أدبه. وثقافته العالية، ونشاطه في الكتابة، للصحف، ووسائل الإتصال الإجتماعي.. فضلاً عن ان الرجل يشغل مهام (مسؤول العلاقات الوطنية في الحزب)، وحاصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة بغداد (مو من غيرها).
وجاسم المثقف والمناضل العنيد في صفوف المعارضة لصدام، والمقاتل الشرس ضد الدكتاتورية، والإنسان المحبوب من قبل جميع الأوساط السياسية والإجتماعية بما فيها الأوساط والقوى الإسلامية، هو وسطي في تعامله مع الأحداث التي يمر بها بلدنا.. فحين يخرج في تظاهرة، تجده صمام الأمان لتلك التظاهرة، فلا شعارات متطرفة ترفع بوجوده، ولا هتافات قصدية حزبية تنال من شخصية معينة، وحين يستضاف الرجل في برنامج ما، فلن تسمع منه كلمة مسيئة واحدة، بقدر ما تسمع منه كلاماً دافئاً مفيداً، وتشخيصاً سليماً. يضع الحلول الشافية للمشكلة التي يراد مناقشتها.
لقد أصبح الحلفي اليوم ظاهرة سياسية وإجتماعية وجماهيرية ونضالية واخلاقية مشهورة بإعتدالها، ووسطيتها، وقد لا نجد الكثير منها هذه الأيام، حيث التطرف، والتعصب، والإعتداد بالرأي، دون قبول الآخر.. 
وعدا كل هذه النقاط المضيئة في الحلفي، فهو ينتمي لحزب النزهاء، الذي أثبتت الوقائع والسنين نصاعة سجله، فهذا الحزب لم يسرق أو يرتشِ وزراؤه فلساً واحداً، سواء من خزينة الدولة العراقية أم من خزينة (الدولة السعودية)! وهذه وثائق ويكليكس موجودة، وذاك سجل رفيقيه مفيد الجزائري ورائد فهمي موجودان، ولك ان تقلبهما سيدي الرئيس، وتدقق في صفحاتهما لتعرف كم هم الشيوعيون شرفاء، ونزهاء حد الدهشة؟
وجاسم الحلفي الذي رشحه حزبه لعضوية برلمان هذه الدورة، نال سبعة عشر ألف صوت وخمسمائة، أي ما يعادل مجموع الأصوات التي حصل عليها ثلاثة نواب من كتلتك الذين فازوا بأصوات المالكي، او أصوات أربعة من الذين فازوا بطريقة (شله وأعبر يسويلم)!! 
وأخيراً.. أرجو من دولة رئيس الوزراء أن يثبت مصداقية ثورته الإصلاحية، التي هي ثورتنا، وثورة المرجعية الرشيدة، فيمنح الحقوق لأصحابها، ويطلق الحزبية والطائفية بالثلاث، وإلاَّ فإن ساحة التحرير لن تستوعب التظاهرة الجماهيرية اللاحقة، وقد لا تستوعبها حتى الخضراء.. والحليم تكفيه الأشارة يا دولة الرئيس!!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/11



كتابة تعليق لموضوع : هذا جاسم الحلفي يا دولة الرئيس..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net