صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

الفرق بين الشجاعة والتهور . لماذا الذاهب لليمن لا يعود.
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الشجاعة تفقد معناها عندما تكون المناوشات عن بعد ، فالذي يرمي الحجارة عليك من بعيد ليس كمن يشتبك معك بالايدي، والذي يرمي بالقوس لا يُقال له شجاع إنما يُقال له (رامي)، الشجاعة هي ان تلتقي خصمك وجها لوجه وتقارعه وتضع عينك في عينيه وتُجالده فتبرز في هذا اللقاء فنون وقوة وحسن استغلال الفرصة ثم الصبر على المجالدة ثم التحمل للجراح وهكذا تتمدد جزئيات الشجاعة لتحيط بالخصم وتُحقق عليه نصرا.

فالجرأة والاقدام والتقحم كلها من مفردات الشجاعة . ولكن الحروب الحديثة لا تحتاج إلى ذلك خصوصا ما عودتنا عليه الجيوش الغربية التي تُنهِك العدو رجما بالصواريخ وحصارا بالارزاق وإعلاما يُحطم النفوس ثم ضمانات من القيادات الخائنة بعدم القتال والانسحاب في ساعات النزال عندها تهجم القوات الغربية.

أمريكا لم تنتصر في اي حرب خاضتها انتصرت فقط على الهنود الحمر والسبب ليس الشجاعة بل السلاح كان الهندي يُقاتل في القوس والنشاب والسكين، والامريكي مدجج بانواع الاسلحة والمدفعية. ولم تنتصر امريكا في افغانستان مع انها قابلت الفأس الحجرية التي يُقاتل بها الافغاني قابلته بصورايخ كروز. ولم تنتصر أمريكا في فيتنام بل هربت من فوق سطح سفارتها في سايكون.

هذا الكلام يجري على الجيوش العربية أيضا والسبب هو العقيدة لابد ان يكون خلف البندقية قلب يعرف لماذا يُقاتل ومن اجل اي شيئ يُقاتل ولمن يُقاتل. لأنه في ساحة المعركة قد يفقد الجندي الاتصال بقيادته فيبقى يُقاتل وحده انطلاقا من عقيدته التي يحملها. فالذي يُقاتل عن عقيدة ليس مثل الذي يُقاتل مكرها دفاعا عن راتبه أو نفسه في معركة زجه فيها القادة وهو لاناقة له فيها ولا جمل ثم يستسلم من اول اطلاقة أو يهرب.

ما يدور في اليمن ينطلق من هذا المنطلق وتاريخ اليمن حافل بالبطولات ولكن لربما سيكون الانتصار في اليمن صعب جدا او باهض الثمن بالنسبة للحوثيين والجيش اليمني وذلك لأن عدوهم ليس شجاعا ولا يمتلك ادنى مقومات الشجاعة وإنما يعتمد على ما قدمناه وسوف يحصل نفس الشيء الذي حصل في العراق من غارات وقصف وتجويع وارهاب وتخويف ثم خيانات تحسم الأمر. ولكن مقاومة الشعب اليمني سوف تستمر ثم يتحقق النصر، ولكن مع الاسف سيكون هذا النصر (نصر الثعالب). كما حصل في العراق.

عن اليمن يتحدث الدكتور (عدنان الباججي) رئيس الوزراء العراقي السابق فيقول : عندما زرت تركيا وكان رئيس الجمهورية الثانية آنذاك (عصمت انونو) وكنت جالسا جنبه فقال لي : ان جمال عبد الناصر ارتكب خطأ كبير عندما اعلن الحرب على اليمن .
فقلت له : لماذا .

قال عصمت : لأني حاربت كقائد في الجيش العثماني حاربت البلغار ، وحاربت الصرب ، والانكليز والفرنسيين والروس وكنت قائد حملة في اليمن فلم ار اشجع واشرس من اليمني وخصوصا في مناطق الجبال ، حيث لا تذهب رصاصة اليمني سدى ، وكان المقاتل اليمني يقنع بالقليل.والذي يضع رجله في ارض اليمن لا يعود.

وهذا صحيح والدليل عليه هي القصيدة العفوية التي كتبتها ام تركية تودع ابنها الذاهب للحرب في اليمن، هذه القصيدة التي ابكت الملايين وفيها معان كثيرة على غاية من الاهمية لأنها تؤرخ لفترة تلك الحرب وتعكس مدة انهيار المعنويات العثمانية وشجاعة اليمني.
أضع بين يديك رابطان فيديو الأول يتحدث فيه رئيس وزراء العراق الاسبق عدنان الباججي ، والثاني فيه قصيدة الأم التركية التي عنوانها : (لماذا الذاهب لليمن لا يعود)
رابط الاغنية مترجمة للعربية وتقول فيها هذه الأم : (اليمن ليس في سمائها سحب فمن أين هذا الدخان . آه من اليمن وردها عشب اخضر فلماذا الذاهب اليها لا يعود) .

عدنان الباجه جي يتحدث عن بسالة اليمن نقلا عن عصمت انونو .
https://www.youtube.com/watch?v=p3lEEiXuly8

رابط اغنية لماذا الذاهب لليمن لا يعود.

https://www.youtube.com/watch?v=_BWQjhth7-I


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/10



كتابة تعليق لموضوع : الفرق بين الشجاعة والتهور . لماذا الذاهب لليمن لا يعود.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net