صفحة الكاتب : امل الياسري

الأرض الخراب تسأل؟ وطوعة تجيب!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مثلث تعيش على خطوطه امرأة، بأوجاعها، وأحزانها، وأحلامها، حول ما حل بمدينتها، بعد إستباحتها من قبل الدواعش الجبناء، فالرسوم القديمة لديارها، باتت مندثرة أكثر بسبب الوعي المزيف، الذي غرقت فيه جماهير محافظتها المغرر بهم، فعاثوا في الأرض جهلاً مقدساً، ونظاماً جاهلياً عنيفاً، وإلا ما الذي أجبر (طوعة)، على إيواء وحماية عدد من الشباب في ناحية العلم بصلاح الدين، بعد إرتكاب مجزرة سبايكر؟ إنها الهوية السحرية، ورائحة الجذور للطين العراقي العبق! 
كتلة الملح التي تحركت ذراتها، في عقل المرأة العراقية الأصيلة، في ناحية العلم الحاجة (أم قصي)، فأعلنت ثورتها ضد الإرهاب، وجمعت نحيب الأمهات الثكالى، وأدركت معنى عودة المسافر، وإن قدمت روحها لأجل إنقاذ أبنائها، في زمن الأخطاء الفكرية، التي إجتاحت عقول الشباب التكريتي، بدعوى تصحيح الدين وفقاً لتعاليمهم اللا إسلامية، وقد إستطاعت (أم قصي) إرسال رسالة الى أبناء جلدتها، بأني في يوم واحد بمدينتي، أظهرت خمساً وعشرين شهادة ميلاد جديدة!
الأرض الخراب تسأل، ومدينة الضرورة (أم قصي) تجيب: الشباب أفضل ما في الحروب، إنهم من يجعلون البيت ينمو كالأشجار، وإن كان مشهد القتل المجاني يعدم كلماتهم الدافئة، ليمنعها من الإنطلاق نحو السماء، مع آهاتهم المفرحة، وكأن روحهم سائرة عبر الازمان، تعزف لحنها الأبدي، على أن من إحتضتهم (طوعة)، سيدونون تأريخ إخوانهم الكربلائي، بقصيدة وداع طف مؤلمة، فتتقلب حكاياتهم بين الأزمنة والأمكنة، تحت تراب يهدهد لهم بجرس صغير، وترنيمة خلود أزلية! 
عندما تمر ملايين الساعات على عراقنا، وهي محملة بأنواع المآسي والحوادث، لا بد لنا من الإشادة بالأمهات العراقيات، اللواتي سطرن ملاحم بطولية أمثال، أم مؤيد، وأمية، وأم قصي، ممن رفضن داعش بكل ما أوتين من قوة، وسجلن بأحرف من نور، تلك الوقفة الجهادية، وهي ليست بغريبة على نسوة، يمتلكن مثلث الوجود المكون، من (أمل، وحياة، ومستقبل)، وبمثل هذه الكلمات باتت الام العراقية، الظهير القوي لأبنائها في ساحات الوغى، والجهاد، والكرامة!
لا يوجد مبرر طبيعي لقتل الإنسان، لمجرد أنه في الطرف الأخر، ولأنه يدافع عن قناعاته وعقيدته، وبما أن (أم قصي) لم تكن تحتاج لأجنحة، لتطير بمخلوقاتها النورانية نحو شاطئ الأمان، فما كان منها إلا أن تنتصر للحقيقة الوطنية، التي تمزق حكاية النزيف الطائفي، وتوقف الأكاذيب العاجلة المزيفة، فعقدت الأم لسانها، وخاصمت النطق، وأتشحت بالسواد، معلنة الإجابة الوحيدة، للعدو قبل الصديق: لقد أنقذت أولادي من الوحوش، فجرحنا وعراقنا واحد لا يتجزأ!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/06



كتابة تعليق لموضوع : الأرض الخراب تسأل؟ وطوعة تجيب!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net