صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

الثلاث المنجيات.
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كثيرة هي الأمور المُنجية في الإسلام ، ولكن لعلّ أهمها ثلاث جاءت بالترتيب وذكرها القرآن واعطتها الأحاديث اهمية بالغة أيضا.

الأولى: شهادة : (أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) . التي هي بطاقة العبور إلى الدين الجديد وعلامة فارقة بينك وبين أتباع بقية الأديان ، وذلك لقول الرسول (ص) قولوا لا إله إلا الله تُفلحوا ، وقائلها يُعتبر من المسلمين لهُ ما لهم وعليه ما عليهم.

ثانيا: الصلاة التي قيل عنها (إن قُبلت قُبل ما سواها وإن رُدت رُد ما سواها) فهي مفتاح قبول الأعمال، وخصوصا الصلاة في أهم ركن ما أركانها (السجود) وهو العلامة الفارقة بين المسلمين واتباع الديانات الأخرى على اختلافها فكل الديانات يُصلّون ولكن هل يسجدون؟ . حيث نرى أن كل الأنبياء السابقين كانوا من الساجدين لله إلا أننا نرى اتباعهم في زمننا هذا ليس لديهم صلاة معينة بل كلٌ لهُ صلاته الخالية من السجود. فهم يُخالفون حتى كتبهم المقدسة الحالية مع ما فيها. القرآن بيّن ذلك بقوله : ( يُدعون إلى السجود فلا يستطيعون). (1) حيث يدعو الله البشرية إلى السجود يوم القيامة كما امرهم في الدنيا ، فيهوي الساجدون في الدنيا في صلاتهم ، وتتصلب ركبتا من كان لا يسجد ويبقون واقفين لا يستطيعون السجود فتتخاطفهم الملائكة بكلاليب وخطاطيف من نار فتُلقيهم في قعر جهنم. فيسألهم زبانية النار ، فيمن لبثتم هنا فيقولون : (قالوا لم نك من المصلين). (2) أي لم نكن من الساجدين لأن السجود تبطل الصلاة بتركه وتصبح بلا معنى.

الثالث : هي نعمة (الامامة والولاية) وذلك لقوله تعالى : (يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا).(3) نعم هؤلاء هم الذين لا يُظلمون يوم القيامة ونورهم يسعى بين أيديهم وهو نور الولاية حيث يسطع نورهم بينما تظلّم جباه الظالمين.

الولاية جائت بعد شهادة لا إله إلا الله وبعد الصلاة مباشرة ، والسبب ، هو لكونها علامة فارقة تُميّز بين المؤمن من المسلم ، لأن المسلم أيضا يُصلي وناطق بالشهادتين ولكن يبقى تمام الإيمان وهو الولاية ولذلك ورد في الأحاديث بان المسلم لو صلى وركع وسجد وزكّى وصام كذا من السنين لا يُقبل منه من دون الولاية ومن هنا نرى القرآن يقول : (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم). (4) فقد اعتبر الله تعالى المنكرين للولاية بمثابة الأعراب الذي امر الله ان لا يعلموا حدود الايمان كما نقرأ في القرآن : (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم). فهو تعالى عليمٌ بحالهم حكيمُ في حكمه عليهم . وقوله تعالى أشد كفرا اي بولاية علي بن أبي طالب التي لم يرتضوها ، ونفاقا ، اي يُظهر بعضهم حب علي ويُناصبه العداء في السر. كما في قول النبي للامام علي عليهما اسلام : (ضغائن في قلوب القوم لا يظهرونها لك الا بعدي).

أمرنا الله ورسوله ان نتمسك بولاية الأبرار (القرآن والعترة) الذين ذكرهم في القرآن فقال تعالت : (ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم). وقد بين لنا النبي محمد (ص) بأن التمسك بهما عاصم من الضلال فقال : (ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا). ولذلك نرى أن الغالبية العظمى من المسلمين عندما تركوا التمسك بالولاية أقاموا الصلاة وراء (البر والفاجر) مخالفين الله ورسوله في ذلك حيث ان كتاب الله واضح في هذه المسألة حيث يقول : (ان الابرار لفي نعيم وأن الفجار لفي جحيم) . فقام المبغضون (للولاية) بالصلاة وراء الفجار بغضا منهم للأبرار.(5)

الامام الحسن عليه السلام يُبين لنا من هم الأبرار فيقول : (كلما في كتاب اللّه عزّوجلّ من قوله: إنّ الأبرار فواللّه ما أراد به إلاّ عليّ بن أبي طالب وفاطمة وأنا والحسين). (6)
هؤلاء الأبرار الذي اخبرنا القرآن عنهم فقال : (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا). حيث يتمنى كل المؤمنين أن يتوفاهم الله مع هؤلاء الأبرار ويحشرهم مع الابرار كما نرى ذلك في قوله تعالى : (وتوفنا مع الأبرار). (7).

اللهم توفنا مع الابرار واكتب لنا بولائهم البراءة من النار .

المصادر :
1- سورة القلم آية : 42 .
2- سورة المدثر آية : 43.
3- سورة الاسراء آية : 71.
4- الحجرات آية 14

5- رواه الدراقطني بلفظ "الصلاة واجب خلف كل بر وفاجر" ، ورواه أحمد وأبو داود بلفظ: "والصلاة واجبة خلف كل مسلم برا كان أم فاجراً. واخرجه البخاري في التاريخ عن عبد الكريم قال: أدركت عشرة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يصلون خلف أئمة الجور.
6- تفسير الأَمْثَـلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل الشَّيخ نَاصِر مَكارم الشِيرازي المجَلّد العشرون. الحديث بتمامه ورد في مناقب آل أبي طالب ٣ : ١٧٠ و ١٧١ والآيات في المطففين : ١٨ ـ ٢١. بالإسناد عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن علي عليه‌ السلام قال : كل ما في كتاب الله عز وجل ( إِنَّ الْأَبْرارَ) فو الله ما أراد به إلا علي بن أبي طالب وفاطمة وأنا والحسين لأنا نحن أبرار بآبائنا وأمهاتنا وقلوبنا علت بالطاعات والبر وتبرأت من الدنيا وحبها وأطعنا الله في جميع فرائضه وآمنا بوحدانيته وصدقنا برسوله.
7- سورة آل عمران آية : 193.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/04



كتابة تعليق لموضوع : الثلاث المنجيات.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net