صفحة الكاتب : صاحب ابراهيم

ديماغوجية الكتل السياسية في العراق
صاحب ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطلح ديماغوجية هو مصطلح فكري يعني التملق للشعب من اجل تهييجه ، فهنالك من الأحزاب الموجودة في الساحة السياسية العراقية تستخدم هذا الأسلوب بطريقة ممتازة ، فهي تحاول أن تتملق للشعب من اجل تهييج الشعب على الحكومة العراقية المتمثلة بشخص السيد المالكي ، ومن ضمن الإيحاءات التي تنطلق منها في محاولة يائسة بحيث توحي بان السيد المالكي رجل شمولي وفي حساباتهم أن هذه الطريقة تذكر الشعب بشمولية صدام حتى يعتقد من لا يفهم أن هذه الأحزاب رافضة الطريقة الشمولية ، وهي للأسف لا تعلم إنها مشتركة بهذه الشمولية أن كان فعلا هنالك شمولية ، وإلا كيف نقتنع إنهم بعيدون عن الشمولية ولهم من الوزراء ما يعادل عدد وزراء دولة افريقية صغيرة ، كيف نتهم من نحن مشتركون معه في الحكم ، أليس هذا اتهام ضمني لنا بأننا مع الشمولية ايضا ، وان كان فعلا السيد المالكي رجلا شموليا كما تدعون ، لماذا انتم مشتركون معه ، لا افهم سر هذا التناقض الواضح في الأقوال والأفعال ، كم أتمنى أن أرى فعلا يتشابه مع القول أو قولا يقترب من الأفعال حتى أقول إنهم فعلا يقولون ما يفعلون ولكن تبين لي ولكل متابع إنهم يفعلون ما لا يقولون. 
ربما يضنون إن هذه الطريقة الديماغوجية هي طريقة لتخدير عقول العراقيين ، ولكن تبين إن السحر انقلب وسينقلب على الساحر ، فالشعب يفهم جيدا من كان مع العراق ومن هو الرجل الحديدي الذي أوقف العراق عندما انحدر بسرعة إلى هاوية الطائفية واستطاع أن يردم الهوة بين الطوائف ويعيد المياه لمجاريها بعد أن دخلنا في دوامة لا يستطيع وقفها كل ساسة وشيوخ ورجال دين العراق . 
 
أنا برأي إن أفضل طريقة للتعامل مع الشعب هي طريقة العمل الصادق والفعل الملموس الايجابي ، أما هذه الأساليب الملتوية التي لا تعتبر ترياق ولا علاج ولا حتى مسكن لا تنفع مع الشعب ، فالشعب متنور ومتابع ممتاز للأخبار والمجريات السياسية التي تعصف بالبلد .
 
يقولون أن سبب التدهور الأمني هو عدم وجود وزراء أمنيين ، هذا الكلام ظاهره صحيح باطنه خاطئ ، لسبب بسيط هل الوزير هو من سيكون درعا ضد الإرهابيين ، وهل الإرهاب يتوقف إن تم تعيين الوزراء ، وما هو دور الوزير إن كان موجودا أم لم يكن في صد الإرهاب . 
 
يُحملون السيد المالكي سبب تدهور الأوضاع الأمنية وبالذات في تكريت والأنبار وساسة الأنبار وصلاح الدين هم من وظف اغلب الحراس وعناصر الشرطة والجيش وكلهم من نفس المحافظة،هل تريدون أن يقف السيد المالكي حارسا لكم ، أم إن واجبكم هو اختيار العناصر الكفوءة والمهنية والنظيفة والغير مؤشر عليها علامات استفهام.
 
 إن واجب ساسة أهل تكريت أو غيرها من المحافظات هو اختيار عناصر لها من الولاء للوطن أكثر من الولاء لشخص أو لعشيرة معينة ، وإلا أصبحنا مجرد غابة تتكاتف الأنواع فيما بينها ضد الأنواع الأخرى ونتحول من كائن عاقل إلى كائن غير عاقل يسمى جزافا إنسان عراقي . 
 
لنضرب مثلا بسيطا وهو تفجير الجامع في محافظة صلاح الدين يوم الجمعة الماضي وفي داخل الجامع كان آمر فوج وعضو مجلس محلي وقضاة وبعض الضابط من قادة الأجهزة الأمنية ، وهؤلاء كلهم بحمايات ربما يتجاوز العدد بصورة عامة أكثر من مئة عنصر امني واستطاع احد الإرهابيين أن يتسلل وينفذ ما يريد ، وهنا جاء دور السؤال الآتي .
 
هل الخطأ هنا خطا الحكومة أم خطا السيد المالكي إن كان اغلب من لبس اللباس العسكري وأصبح حماية هذا المسئول أو ذاك من أقرباءهم والذي لا يفهمون أبجديات العمل العسكري واغلبهم مجرد رعاة وجهلة . 
 
إنكم تحملون المالكي طاقة غير طبيعية وتختارون طرقا ملتوية للتقليل من أفعال الرجل فمرة تتهمونه بالطائفية وأخرى بالشمولية وغيرها بالتحزب وغيرها بالدكتاتور ، وانتم أكثر الناس علما إن السيد المالكي بعيد عن كل هذا أو ذاك . فالسيد المالكي رجل بسيط جدا طيب القلب لا يفهم لغة طائفة أو عشيرة أو حزب بل مع الحق ، ولكن الإعلام المضاد هو السبب في تهييج كل هذه الهلوسات الإعلامية التي يتحمل وزرها القوائم المنافسة  ، وبنفس الوقت ليس للسيد المالكي آلة إعلامية كفيلة أن تكون بالضد من الإعلام المضاد تكشف لنا الحقائق كما هي ، وهذا هو سر تفوق الإعلام المضاد بحيث استطاع الإعلام المضاد من استخدام طريقة تملقيه فريدة في أثارة الشعب الذي فيه من الجهلة الكثيرون . 
على من يريد الخير للعراق فعلا لا قولا أن يتكاتف مع السيد المالكي في إيصال العراق وشعبه الصابر إلى بر الأمان ، وبعدها نستطيع أن يكون حكمنا على الأفعال حكما صائبا لا شائبة به ، لا أن نبحث عن المخاتلة والدسائس والتملق والادعاءات الكاذبة لأنها بكل الأحوال لا تصب في صالح الكل .
 إن حالنا حال من ركب السفينة وأبحر في عرض البحر فإما أن ننجو أو أن نغرق جميعا ، ولكن يبدو لي أن القوائم المعارضة لسياسة السيد المالكي تتعامل وفق مبدأ شمشوني ، والشمشونية هي \" تعميم الشر ، علي وعلى أعدائي \" ، هذا هو أسلوب القوائم المشتركة بالحكومة للأسف الشديد .
 
                    صاحب ابراهيم 
 
alimwi@yahoo.com 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صاحب ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/09



كتابة تعليق لموضوع : ديماغوجية الكتل السياسية في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net