صفحة الكاتب : احمد عبد الرحمن

أي جرم اشنع من هذا ؟
احمد عبد الرحمن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 طيلة الاعوام الثمانية الماضية شهد العراق موجة ارهاب منظمة وغير مسبوقة ساهمت في ايجادها من حيث التخطي والتنفيذ والدعم والاسناد والتمويل جهات مختلفة بعضها خارجية وبعضها داخلية.
  وخلال تلك الاعوام ارتكبت بحق ابناء الشعب العراق جرائم بشعة يندى لها جبين الانسانية، ولم يفرق اصحابها حين ارتكبوها بين العراقيين على اساس الدين او المذهب او القومية، وانما دفعتهم نزعاتهم الدموية العدوانية ونفوسهم المريضة، والاجندات المكلفين بها الى استهداف كل من تصل ايديهم واسلحتهم اليه.
   ولعل الجريمة التي ارتكبت بحق عدد من اهالي مدينة الدجيل الذين كانوا في موكب زفاف قبل خمسة اعوام، وظهرت وبانت تفاصيلها مؤخرا، تمثل نموذجا ومصداقا لمستوى الانحطاط الاخلاقي والانساني للارهابيين المجرمين، وغياب النزعة البشرية الادمية من نفوسهم، فضلا عن غياب معاني وقيم الرجولة والغيرة والاباء لديهم، لاسيما حينما يستخدم الارهابيون المجرمون الدين ورموزه ومعالمه ميادين لارتكاب ابشع الاعمال الارهابية، بحيث يحولون المسجد الى مكان للقتل والاغتصاب والتمثيل بجثث الابرياء من الاطفال والنساء والشباب.
   ان مثل تلك الجرائم البشعة تستدعي وقفة طويلة من قبل اصحاب الشأن، ومن الخطأ الفادح ان تمر مرور الكرام ويطويها النسيان بعد فترة من الزمن.
  لاينبغي لجريمة من قبيل جريمة زفاف اهالي الدجيل ان تسيس وتقحم من قبل أي طرف من الاطراف في سوق المزايدات السياسية وتصفية الحسابات، مثلما لاينبغي استغلال معاناة وهموم ومشاكل وازمات الناس الحياتية والامنية والخدمية كأوراق ضغط سياسية.
  ان الدفاع عن القتلة المجرمين الارهابيين يعد خيانة عظمى لابناء هذا الشعب، واستخفافا واستهانة بدماء وارواح الابرياء، وبنفس القدر استخدام الجرائم البشعة لتسقيط الخصوم والنيل منهم.
   ويجب على الحكومة من خلال اجهزتها القضائية والتنفيذية ان تكشف الحقائق لابناء الشعب بالكامل، وان تسارع الى انزال القصاص العادل بمرتكبي جريمة زفاف الدجيل ومن ساندهم ودعمهم وتستر عليهم، ويجب انصاف ضحايا تلك الجريمة وضحايا الجرائم الاخرى، وان عدم تفعيل عمل القضاء سيجعل الجماعات الارهابية تتمادى في غيها ولاتتردد في ارتكاب المزيد من الجرائم، مستفيدة من الفساد الاداري والمالي المستشري في مختلف مؤسسات الدولة، ومن الصراعات السياسية المستمرة، ومن الاوضاع الحياتية والخدمية السيئة لكثير من ابناء الشعب العراقي. 
 
 
 
 
7-6-2011 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد عبد الرحمن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/09



كتابة تعليق لموضوع : أي جرم اشنع من هذا ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net