صفحة الكاتب : مهدي المولى

الأكثر فسادا هو الأكثر تظاهرا بالأمانة والشرف
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  لا شك ان كل المسئولين في العراق جميعا وبدون استثناء لصوص وفاسدون وهذه حقيقة يعرفها كل العراقيين ويعرفها المسئولين انفسهم  ومع ذلك يتبارون في عبارات الشرف  والامانة والنزاهة والخلق والدين وكل واحد منهم يرى نفسه وحده الشريف النزيه الامين 

كل مسئول يتهم الاخر بالفساد والرذيلة والخيانة  ويرسم صورة جميلة عن نزاهته عن امانته عن اخلاصه وتضحيته  بشكل مفرط فيجعل من نفسه ارفع وافضل من الانبياء واقل درجة من الله وبعضهم يجعل  من نفسه في درجة الله ولو دققنا في وضعية هؤلاء لاتضح لنا بشكل واضح انهم مصدر ومنبع ورحم الفساد بكل انواعه وانهم فاسدون ومفسدون  وسبب كل الاوبئة المختلفة التي تفتك بالعراق ارضا وبشرا
لهذا ترى هؤلاء متشبثون ومتمسكون بكرسي الحكم الى درجة لا توصف   لان كرسي الحكم هو الذي منحهم النفوذ  والقوة وهو الذي منحهم هذا الشكل البشري وبدون هذا الكرسي لا شي ولا قيمة لهم فهؤلاء   زبالة المجتمع اوصلتهم الصدفة نتيجة لغفلة الناس و قلة وعيهم الى كرسي الحكم فكل ما يفكرون به وما يريدونه هو سرقة اموال الناس  انتهاك كرامة وشرف الناس و اذلال الناس و التحكم بهم والسيطرة عليهم
فمجرد وصولهم الى كرسي المسئولية  اعتبروا ثروة الشعب ملك لهم وحدهم يتصرفون بها ما يشاءون وما يرغبون وحسب اهوائهم وشهواتهم  حتى ترى العجب العجاب في تبذيرهم واسرافهم وتبديدهم لتلك الثروة الهائلة  والكثيرة لو استخدمت نصف هذه الثروة في خدمة الشعب لنقلته من  جهنم الى الجنة 
كثير ما أسال نفسي لماذا هذا الشغف الى المال والترف والرفاهية والتبذير والاسراف الذي لا مثيل له في التاريخ هل نتيجة الحرمان الذي عاشوه ام نتيجة لحقدهم على الشعب وكرههم له فالذي عاش الحرمان والجوع  من الطبيعي دائما يشعر بمعانات المحرومين والجياع فرحم الله الزعيم عبد الكريم قاسم رفض ان يبني له بيت او يشتري له بيت لان هناك الكثير من العراقيين لا يملكون بيوتا  وكان كل همه راحة وسعادة العراقيين وتخلى عن مصالحه الخاصة ومنفعته الذاتية وانشغل بمصلحة ومنفعة الشعب وخاصة الفقراء والمحرومين  فكان هدفه رحمه الله ان لايرى صريفة ولا طفل خارج المدرسة ولا جائع ولا محروم   في كل العراق
فالرواتب والامتيازات والمكاسب التي يحصل  عضو البرلمان لا مثيل لها في كل العالم اضافة على ما يحصل عليه نتيجة تعاطي الرشوة واستغلال النفوذ والصفقات التجارية والعقود  الوهمية  فكل ما في الدولة من مشاريع وصفقات ومقاولات ومكاتب صيرفة  وبنوك اهلية لغسل العملة وتهريبها خارج العراق  وشركات وهمية تسرق اموال الناس ثم تعلن افلاسها وحتى المطاعم الراقية والفنادق الفخمة وبيوت الدعارة ونوادي الخمور والقمار  هم ورائها ولحسابهم الخاص بشكل مباشر او غير مباشر
يقول الرئيس الامريكي ان الرؤساء الفاشلون الذين يسرقون الشعب هم الذين يلتصقون بكرسي الحكم ويحاولون ان يحتفظوا به الى ابد الدهر لهم ولاولادهم وذرياتهم
منذ اكثر من 12 عاما تسلطت على العراق مجموعة من اللصوص من الاراذل الذين هدفهم جمع المال والتحكم بالاخرين واذلالهم لا حدود له ولا شروط  حتى اوصلوا العراق والعراقيين الى الدرك الاسفل من الفقر والذل والجوع والمعانات  لم يبق من العراق الا اسمه لا دولة ولا حكومة ولا قانون ولا شعب والغريب احد هؤلاء المسئولين وهو نائب رئيس حكومة البرزاني يعترف ويقر ويعلن  ليس هناك انتماء لدولة اسمها العراق  ودعا مجموعته على الاستحواذ على  مساحة اكبر من الارض وكمية اكثر من المال وهذا لسان حال كل السياسيين في العراق هل يقسمون ارض العراق واموال العراق وشعب العراق بينهم  هذه هي نظرة هؤلاء السياسيين المتنفذين للعراق ومن هذه الحقيقة ينطلقون يا ترى كيف يرجى للعراق وللعراقيين خير ومستقبل
من اين يرجى للعراق تقدم       وسبيل ممتلكيه غير سبيله
وهذا يعني اننا على ابواب حرب دامية مدمرة مهلكة لا تذر ولا تبقي لان كل سياسي يريد الحصة الاكبر من المال من النساء من الارض من العبيد
  ومع ذلك نرى هؤلاء السياسيون اللصوص اكثر صخبا اكثر عويلا  واعلاهم صوتا باسم الشرف والامانة والاخلاص والحقيقة انهم لا يملكون  اي شي من تلك الصفات بل انهم اعدائها واعداء كل من يتميز ويتصف بها

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/04



كتابة تعليق لموضوع : الأكثر فسادا هو الأكثر تظاهرا بالأمانة والشرف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net