صفحة الكاتب : عمار الطفيلي

حصان طروادة في الموصل
عمار الطفيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

توصف الأسطورة بأنها مجموعة من الأحداث التاريخية, العجيبة والخارقة للطبيعة, ويصعب تصديقها, لأن ما يحصل فيها من أحداث, وما تمنحه لأبطالها من قدرات, تفوق إمكانات البشر.

تعتمد القصص الأسطورية على أشخاص ورموز وأماكن, يكون لها بعد رمزي, في القصة وأحداثها, وربما تكون هي محور الأسطورة كلها, أو مفصلا ينقل القضية إلى منحى جديد من الأحداث, وتطور مفاجئ, يصعب توقعه, فهي بالمجمل مبنية على مبالغة في كل شيء, وإعطاء قدرات ألهتهم المتصورة, إلى قادة أو أبطال الأسطورة.

قصة طروادة وحصانها الشهير, ومفادها أن الإغريق حاصروا طروادة لعدة سنين, ولم يفلحوا في فتحها واختراق حصونها, فتظاهروا بالانسحاب إلى عرض البحر, وتركوا حصانا خشبيا كبيرا, تصوره الطرواديون انه غنيمة لهم, واصر ملكهم على إدخالها المدينة.

بعد أن فحصه أحد رجال الملك, ولجهلهم بوجود عدد من المقاتلين الإغريق الأشداء, الذين أستغلوا نشوة الطرواديين الزائفة بالنصر وسكرهم, تم إدخال الحصان, فخرج المقاتلون في جنح الظلام, وفتحوا أبواب المدينة, لجيش الإغريق العائدة مرة أخرى.

ما جرى في الموصل, من سقوط لمنظومة الأمن فيها, وبشكل دراماتيكي, لا يمكن تصديقه وعلى يد عصبة صغيرة, لا يمكن بأي حالب من الأحوال أن تملك, ولو عشر القدرات أو الإمكانيات, يدفعنا قصرا لمقارنة ما حصل, مع قصة طروادة وحصانها.

وحشية داعش, وما صدر منهم من أفعال همجية, ضد الموصلين, وخصوصا اتباع أهل البيت عليهم السلام, ومع الأقليات, لاختلف كثيرا عما فعله الإغريق في طروادة, رغم اختلاف الحجج المبررات.

الحصان كان فكرة أحد الخونة من الطرواديين, والنتيجة كانت تدمير شعب طروادة, فذبح الرجال, وأستبيحت النساء, وبيع الأطفال.. وكانت النتيجة النهائية, خرابا كاملا واندثارا لطروادة.

فهل لنا أن نسال, من هو صاحب فكرة, حصان الموصل الخشبي؟ ومن الذي امر بإدخاله المدينة؟ ومن الأخر الذي ترك جيشه في حالة سكر؟ وأين كان قائده؟ وقائد قائده؟

وقبل ذلك كله.. من قام بفحص الحصان؟

أسئلة يجب أن نتوقف عندها كثيرا, ونجد لها إجابات, طبعا ليس لطروادة.. أليس كذلك؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار الطفيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/31



كتابة تعليق لموضوع : حصان طروادة في الموصل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net