صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

الحب بين عباد الله مكسب الدارين!
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عباد الله كونوا أخوة متحابين قلباً؛ما أجمل الصفاء والود أن عم بين الناس!

 
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) آل عمران/103.
(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ) آل عمران/105.
(مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)آل عمران/18.
 
 
إن لله سنن وقوانين لا تتبدل ولا تتغير ... هذه السنن والقوانين تحكم الإنسان الفرد وتحكم الأمة
فالبلاء إذا نزل على أمة فهو يطال الجميع دون أن يستثني أحد من المؤمنين أو غير المؤمنين .
وهناك أيضا بلاء يطال أفراد معينين دون باقي الأمة .
 
قال صلى الله عليه وآله : والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ...وقال : إذا الناس أظهروا العلم وضيعوا العمل، وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله عند ذلك وأصمهم وأعمى أبصارهم. وقال الشاعر وتمثل الصادق عليه السلام :
تعصي الإله وأنت تظهر حبه*هذا لعمرك في الفعال بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته* أن المحب لمن يحب مطيع.
وقال آخر:
ونفس محب الله نفس ذليلة*وأي محب لا يكون ذليلاً
إذا اتصلت نفس المحب بربه* فان محالا أن يريد بديلا.
وأنشد أخر:
يقولون لي بالله هل أنت عاشق*فقلت وهل يوما خلوت من العشق
شربت بكاس الحب في المهد شربة* حلاوتها حتى القيامة في حلقي.
وقال آخر:
اتق الأحمق أن تصحبه*إنما الأحمق كالثوب الخلق
كلما رقعت منه جانبا*حركته الريح وهنا فانخرق
أو كصدع في زجاج فاحش*هل ترى صدع زجاج يلتصق
كحمار السوء أن أشبعته* رمح الناس وان جاع نهق
أو غلام السوء أن جوعته*سرق الجار وان يشبع فسق.
وقال الله تعالى أن زين لهم حب الشهوة والمال ولكن وعدهم بخير منها في الآخرة ولكن الإنسان هلوع جزوع!! لقوله تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) آل عمران /14..
ولكن النفس هي لأمارة بالسوء لقوله تعالى : (إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ)يوسف/53.
وقال في هؤلاء الصابرين وبشرهم بصبرهم واحتمالهم لقوله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) النازعات40 ـ 41. وقال رسول الله صلى عليه وآله وسلم : عجباً لمن يحتمي من الطعام مخافة الداءّ كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار؟.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً : قال الله جل جلاله : أنا الله جلاله : أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الملوك وقلوبهم بيدي فأيما قوم أطاعوني جعلت قلوب الملوك عليهم رحمة، وأيماً قوم عصوني جعلت قلوب الملوك عليهم سخط إلا لا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ، وتوبوا إلى الله اعطف بقلوبكم عليكم.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) :ما جفت الدموع إلا لقسوة القلب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب.
وقال الإمام عليه السلام : لرجل أن كنت لا تطيع خالقك فلا تأكل من رزقه وإن كنت واليت عدوه فأخرج من ملكته ،وإن كنت غير قانع بقضائه وقدره فاطلب ربا سواه لو لم يتوعد الله على معصيته لكان يجب أن لا يعصي شكر لنعمته ،العقل حسام قاطع قاتل هواك بعقلك.
فالبلاء إذا نزل على أمة فهو يطال الجميع دون أن يستثني أحد من المؤمنين أو غير المؤمنين .
وهناك أيضا بلاء يطال أفراد معينين دون باقي الأمة .
هذه البلايا هي نتائج حتمية لما يقوم به الإنسان الفرد أو المجموع المتمثل في الأمة
فنحن نسأل الله تعالى في الدعاء أن يغفر لنا الذنوب التي تنزل البلاء ... فبعض أنواع الذنوب تكون نتيجتها نزول البلاء.
قال تعالى في محكم كتابه العزيز من سورة البقرة
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )
 
إن من الابتلاء الحادثة على الأمة ظهور موت أل فجأة والذي يكون نتيجة لأفعال تلك الأمة وتقصيرها .. فالظلم والجور وتسلط الفسق والتقليل من قيمة قدر المؤمن وكثرة الزنا وانتشار الفواحش وعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. له عواقب كثيرة ومن ضمنها موت أل فجأة وذهاب البركة من الطعام والشراب بل وقلته ... وتدهور الحالة الاقتصادية نتيجة سوء التوزيع .
 
وعن محمّد بن القاسم بن الفضيل بن يسار عن أبيه عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنّه قال: "من يموت بالذنوب أكثر ممّن يموت بالآجال، ومن يعيش بالإحسان أكثر ممّن يعيش بالأعمار ".
 
وعن أبي حمزة عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: "وجدنا في كتاب رسول الله(صلى الله عليه وآله): إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت أل فجأة، وإذا طُفّف المكيال والميزان أخذهم الله بالسنين والنقص، وإذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن كلّها، وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم والعدوان، وإذا نقضوا العهد سلّط الله عليهم عدوّهم، وإذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار، وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ولم يتّبعوا الأخيار من أهل بيتي سلّط الله عليهم شرارهم، فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم "..
 
نحن بحاجة إلى أن نتدارك هذا الأمر وإلا سيكون هذا البلاء رحمة بالمؤمنين ومثوبة على صبرهم وسخط رب العالمين على العصاة ... وسيطال بنا العذاب في الدنيا وفي الآخرة .
وأكتفي بهذا القدر و ألخص في المقابل عندما تكون هناك أمة صالحة يعيش أفرادها بوئام وسلام وتراحم، ستكون أعمالهم هذه أسباباً لازدهار الحياة وسعادتها؛ وهذا كله بحاجة إلى الإخلاص في العمل، فإن هكذا الإخلاص يزيد في العلم والحكمة، وفقاً لقول الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) : ((من أخلص لله أربعين يوماً فجر الله ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه)).
 
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «ما أخلص عبد الإيمان بالله أربعين يوما، إلا زهده الله في الدنيا، وبصره داءها ودواءها، وأثبت الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، ثم تلا: ((إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ)).. فلا ترى صاحب بدعة إلا ذليلاً، أو مفتريا على الله عزّ وجلّ وعلى رسوله وأهل بيته (صلى الله عليهم أجمعين) إلا ذليلا»
 
ومن المعلوم أنه بواسطة العلم والحكمة تزدهر الحياة العامة، وينتفع الناس بذلك، وكذلك تعدّ صلة الرحم من الصفات المحببة التي يحثنا عليها أئمتنا (عليهم السلام) وهي من أسباب الزيادة في العمر؛ فعن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: «يكون الرجل يصل رحمه فيكون قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيّرها الله ثلاثين سنة، ويفعل الله ما يشاء».
 
وكلما ازداد العمر أمكن للإنسان أن ينتفع من ذلك .
 
وهكذا بقية الأعمال الصالحة، فالصدقة تدفع البلاء، قال الإمام الباقر (عليه السلام): «الصدقة تدفع البلاء المبرم فداووا مرضاكم بالصدقة» ..
 
وحسن الخلق يزيد في الرزق، حيث ورد عن الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) قوله: «حسن الخلق يزيد في الرزق».
 
وغير ذلك كثير من الأسباب والفضائل التي إذا هيّأها أبناء المجتمع فإنهم يكونون قد هيّأوا لأنفسهم أسباب العيش الهنيء والحياة الآمنة، البعيدة عن الحوادث والكوارث وغضب الله. ومن خلال هؤلاء الناس أنفسهم يظهر من فيه كفاءة القيادة، فيسوسهم بالرحمة والعطف والعدل وهذا يسبب نجاة المسلمين من معاناتهم .إذن يداً بيد للتعاون والتآخي لنحب بعضنا البعض قلب وروحاً ولتتفتح البراعم وينتشر قداح الربيع بين الناس في كل وقت ولنسعى لبناء حياة افضل وإنعاس الجامعة وأرجو دعواتكم القلبية الصالحة لي بالشفاء وبحقهم يشفي الجميع والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/08



كتابة تعليق لموضوع : الحب بين عباد الله مكسب الدارين!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net