الاسلام في عصر العولمة
د . مسار مسلم الغرابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في هذه الإطلالة الجديدة وبزوغ فجر معلوماتي جديد لم يستطع اغلب رجال الدين ان يتواكب معه بشرح الدين والعقائد الإسلامية وفق نظره جديده تتماشى مع عصرنا الحديث فلم يعد مقبولا ابدا التمسك بنظريه المعجزات ولا المبالغة في الوصف ولا التحذير ولا الوعيد في شرح الدين والاسلام بشكل خاص محصورا في افق ضيقه ، او الايمان لمجرد التصديق وحسب والذي خلف خلفه الالف من المتذبذبين والمنافقين الذين لم يدخل الدين قلبهم قط وذهبوا يفتون بمالايملكون ويشرحون مالا يفهمون فضل من ضل على غير علم ، ونفر من فهم على مضض ، ولذلك هب من رجال الامه الذين مزجوا الدين بالعلم والعمل بالصلاح والانتاج، والانتاج بالتوسيع والتوضيح اذكر منهم الائمه المجددين البارزين في عالمنا الاسلامي اصحاب الفكر الهادي الى الرشاد والمبني على الاسس العلمية والمنطقية والتي تعبوا واتعبوا من يأتي بعدهم الا وهم :- الدكتور عدنان ابراهيم ، السيد كمال الحيدري ...الشيخ احمد الكبيسي ، شيخ الازهر احمد الطيب ،الشيخ احمد بدر الدين حسون ،الشيخ ابراهيم الجعفري ، والمغفور له الشيخ احمد الوائلي. أصحاب الفكر المتوافق والداعي الى انصهار المسلمين في اسلامهم والذوبان فيه لكي يمتلكوا قاعده معنويه ثابته لا تتزحزح مطلقا ...ولينطلقوا منها الى عماره الارض والاوطان وينتجوا العلوم والفنون ويبنوا حضارة انسانيه خالده لان الدين يبني الانسان والانسان يبني الحضارة .

 

 

في حلقه اليوم نشير وبالتفصيل الممكن الى شرح مغلوط ولا ينسجم مع عالمنا المعاصر ولايقود الا الى استحمار الناس والاطباق على عقولهم بحجه القداسة والعظمة ليفتنوا الناس في دينهم ويجعلوهم بلا منطق ولا فكر فقط سُماع ومنفذون وليت شعري فمآبين هذا وذاك ظهر شرار الخلق وخرج جهال الامة بلبوس الدين ليطبقوا شريعة السماء وسنة الرسول ص بما سمعوه ولُبس لهم. يقول احد رجال الدين في شرح الآية الكريمة ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) ان الرسول ص يقرأ ويكتب باثنتين وسبعين لسانا و سمي بالأمي لأنه كان من اهل مكة ومكة من امهات القرى ولذلك قال الله عزوجل لينذر ام القرى ومن حولها) .

 

 

نقول في وارد التكيف العقلائي مع المنطق والحق واحترام عقول الناس ان الامية لا تقلل من مكانة الرسول اطلاقا. وهو لا يعد نقصاً او تنقيصاً من قيمه الرسول ص بتاتا، بل كل هذا يعد معجزه في حد ذاتها وانا لا اتفق مع هذا الشيخ وكلامي ليس حجة على احد قال تعالى :- (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )الذي يدعي ان الرسول يعلم عده لغات ولا يصح ذلك لان كل دوره حياه الرسول ص كانت في رعي الاغنام (اغنام قريش ) والتجارة واجاده عده لغات( تعتبر من الامور الصعبة جدا والتي تحتاج الى وقت وممارسه لا يملكها الرسول ص) ، وعرف عنه بالصادق الامين وهذه هي الحكمة من كل ما سبق، والتدبير الالهي اقتضى ذالك ،لماذا ؟ اوضح لماذا :- لان الصدق والأمانة عندما تلازم التاجر فهذه في الاساس خصله راسخه في النفس تشير الى معدن الشخص، ولأيمكن لأي كان ان يطعن في صدقه او امانته وهذا المشهور عنه (صلوات الله وسلامه عليه وعلى ال بيتي الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين) .

قيل ان الرسول لو كان عالما متعلما وكاتبا لبيبا لُطعن في اصل الدعوة الإسلامية كلها وبالقران كذلك بحجه انه من كتبه وألفه ،،،ومن عاشر الرسول ص من قومه وعشيرته يعرف معرفه اليقين ان الرسول لا ينشد الشعر وليس بشاعر ولا يكتب وليس بكاتب ......ولو كتب و الف الكتب لُطعن في اساس الرسالة السماوية كلها وهذا ماتوسلوة مشركو قريش . لاحظوا اعزتي هنا المعجزة رسول امي يتلو كتاب محكما غايه في البلاغة .ومعروف بالصدق والأمانة......هذه هي الحجه الدامغة لا صحاب القلوب المتفكرة ة الاتي ستسأل وسؤلات من اين له هذا ؟ وهو الصادق الامين الامي ؟ فكان الجواب الالهي الازلي :- أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا.

التفاتة اخرى قال تعالى (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) قال تعالى في الاميين ولم يقل من الاميين لماذا ؟ في الاميين تشير الى مجموعه من الناس او فئة مشتهره بعمل ما او حرفه معينه ضمن نطاق المجموعة ، من تشير الى جنس القوم فمثلا لو كان المقصود اهل مكة على اعتبار انها ام للقرى فلكان الاوجب :- هو الذي بعث من الاميين رسولا ..... وبهذا نفهم ان الله بعث من اهل مكة . ولكن جاء في النص القرآني كذا :- هو الذي بعث في الاميين رسولا ..... وهذا يفهم منه ان الرسول بعث في مجموعه معينه او نفر ما معرف عنهم بالأمية او البساطة او حتى رهط العيش وراح يحدثهم بكلام بليغ ويوضح لهم دين الاسلام ويعلمهم الحكمة(الحكمة لا ترتبط بالمعرفة والثقافة بل ببصيرة الانسان وقله حاجاته الدنيوية ).

الموضوع السابق زوال إسرائيل حتميةٌ توراتية ونبوءة تلمودية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat