صفحة الكاتب : علاء كرم الله

أرحل....أرحلوا!!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد أكدت و أوصت كل الكتب والرسالات السماوية على ضرورة التصدي للحاكم الظالم والوقوف بوجهه مهما بلغ من طغيان وجبروت، وأن الله عز وعلا يزيد من غضبه على الشعوب التي تسكت وتقبل وتهاب وتجامل الظالم لأي سبب كان!.
المعروف ان الشعوب هي التي تخلق الحياة، وفي السنوات الأخيرة ضرب الشعب المصري أحسن الأمثلة في تصديه للظلم، فقد أستطاع هذا الشعب المعروف بكفاحه وصلابته ومثابرته وحبه المجنون لوطنه من أستلهام كل تاريخه النضالي عبر التاريخ
فخرج في 24/شباط/ 2011  بملايينه معتصما بالشوارع والساحات مواصلا الليل بالنهارليقول لحاكمه(مبارك) بعد (32) عام من الحكم الدكتاتوري المستبد  أرحل!
ولم ترهبهم كل أجهزة النظام القمعية الأمنية والمخابراتية وممارساته في تصديه لتلك التظاهرات المليونية وقدم الشعب المئات من الشهداء، حتى خلع الرئيس (مبارك) وأجبره على التنحي من السلطة، ثم أسقط حكومته فيما بعد.
وبعد أن طوى صفحة حكم (مبارك) بكل سوداويتها، انتبه بأن ثورته وكل دماء الشهداء الذين سقطوا من أجل كرامة ومستقبل الشعب والوطن، سرقها تنظيم الأخوان المسلمين! الذي يريد أرجاع مصر الى عشرات السنين من التخلف، بأنتخابات مزورة فاز فيها الرئيس الأخواني (محمد مرسي).
فخرج الشعب المصري بملايينه من جديد في 30/حزيران/2013  ليصحح مسيرة الثورة ويعيدها الى سكتها الصحيحة  و لأصحابها الحقيقيين، وكان له ما أراد بعد أن قدم المئات من الشهداء ولم يهن ويضعف ويتراجع حتى نجح بأسقاط حكومة الأخوان، ووضع الرئيس الأخواني (مرسي) خلف القضبان!! ليثبت للعالم أجمع بأن الشعب هو مصدر السلطات وصاحب القرار الحقيقي.
وكان لثورة 30/ حزيران/ 2013  وقعها الكبير ليس على مستوى مصر حسب بل على المستوى الدولي، لا سيما وأن المنطقة العربية تمر بمخاضات عسيرة وتقلبات كبيرة وكثيرة.
حتى أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة(هيلاري كلنتون)، ذكرت في مذكراتها التي صدرت أخيرا( بأن ثورة 30/ حزيران في مصر غيرت وأحبطت الكثير من المخططات الأمريكية في المنطقة!!.)
ولأن الشعوب تتلاقح وتتأثر ببعضها البعض فكريا وسياسيا وأجتماعيا وثقافيا وعلميا ورياضيا الى باقي مناحي الحياة والعلوم الأخرى، لذا لم تكن أحداث ثورة الشعب  المصري بعيدة، عن أعجاب شعوب المنطقة كلها وذلك بسبب ظروف التشابه بين جميع تلك الشعوب التي ترزخ تحت فساد الحكام والطبقة السياسية في البلاد.
 وثورة الشعب المصري تجاه الظلم والفساد وأسقاطه لحكومتين خلال أقل من سنتين شكل علامة فارقة وكان مثار أعجاب العالم أجمع وليس شعوب المنطقة حسب.
ولربما الشعب العراقي هو من أكثر الشعوب أعجابا وتأثرا بثورتي مصر لما يعانيه من ظلم وتعسف وفساد في كل أجهزة الدولة عسكرية ومدنية  فاق حدود الخيال والتصور!
فالطبقة السياسية الحاكمة ومعها الأحزاب التي أرست دعائم نظام المحاصصة السياسية والطائفية والقومية التي دمرت البلاد  و التي قادت البلاد من بعد سقوط النظام السابق لم تكن أهلا لقيادة دولة كالعراق، وقد أوصلته بعد قرابة (13) عام  الى حافة الضياع والأفلاس.
 بعد أن أنشغلت بالنهب والسرقة والعمل لمصالحها الشخصية ومصلحة أحزابها، حتى صار الفساد والنهب والسرقة والمحسوبية ثقافة هذه الطبقة التي تتكلم عنها بلا أستحياء وخجل!!، والغذاء الفكري والأخلاقي المسموم الذي قدمته الى الشعب!!.
((عرضت فضائية البغدادية في برنامج الساعة التاسعة الذي يقدمه الزميل أنور الحمداني يوم الخميس الموافق 23/7/2015 مشهد يجمع النائبة حنان الفتلاوي والنائبة ميسون الدملوجي، تتحدث فيه النائبة حنان وبأعتراف كامل بأننا جميعا تقاسمنا (الكيكة) وكل المخصصات والأمتيازات والكوميشنات)!!!.

أن الشعب  العراقي المظلوم منذ أكثر من(12) عام  يرفع يده الى السماء الى الله عسى أن يرأف بحاله ويجد له مخرجا مما هو فيه من ضيق، كما أن هذا الشعب لم يبق وسيلة أعلامية(فضائيات وصحف ومجلات ومنتديات فكرية وأجتماعية) ألا وبث شكواه ومظلوميته أليها وهو يطالب بأبسط حقوقه الأنسانية والأجتماعية من الحكومة  وأحزاب السلطة ناهيك عن المظاهرات الأسبوعبة ، ولكن بلا جواب!!.
لقد كان لثورة يوليو/تموز عام 1952 في مصر أثرها الكبير وأمتداد شراتها وتوهجها الى العراق فقامت على أثرها ثورة 14 / تموز في العراق/ عام 1958!
الظلم والأنفلات والتسيب والفساد وصل بالعراق الى حد لا يطاق والحكومة وأحزاب السلطة لم تعر أية أهتمام وأنتباه الى ذلك، بل هي ماضية في فسادها مستخفة بالشعب وساخرة منه وبأنه لا يستطيع أن يفعل أي شيء!
للشعب العراقي تاريخ مشرق بالثورات والأنتفاضات والوقوف بوجه الظلم والأستبداد، فهو شعب ثورة العشرين، وثورة مايس 1941 ، وثورة تموز1958
فهل يستطيع الشعب العراقي أن يجعل من الشعب المصري أسوة له و أن يرد على أستخفاف الحكومة وأحزاب السلطة به و يثبت لهم بأنه شعب خلاق ويرفض الظلم والأستبداد، وينتفض بمسيرات مليونية تطوف كل المحافظات وهو يصرخ بوجه الظلم والفساد والحكومة وكافة الأحزاب  ويقول  لهم (أرحلوا أرحلوا)!!؟. 




 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/26



كتابة تعليق لموضوع : أرحل....أرحلوا!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/07/27 .

السلام عليكم .
ساختصر استاذ علاء الكلام واقول ان السبب هي الاقلام التي تعمل جاهده الى ابقاء الشعب في دوامة الانشغال بهذا الحزب وذاك وخلق مهاترات لن تمكن الناس من ايجاد سبيل الخلاص ...وتحديد مصيرهم بانفسهم .لاان معادلة الشعب هي من اضعف المعادلات في الشان العراقي ..بسبب ضعف القوى الشعبية التي تم تميعها وادخالها تحت عباءة الاحزاب ..مما افقدها تاثيرها .
وترى البعض اليوم يشغلنا بقضايا خلافية بين الاحزاب لاناقة ولاجمل فيها ..




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net