صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

البروفيسور كمال مجيد بين انهيار الدولة وعقدة السيستاني
اسعد عبدالله عبدعلي
كتب البروفيسور العراقي كمال مجيد, مقالا بعنوان ( العراق بحاجة إلى حكومة مدنية عصرية), في مسعى منه لتحديد مشكلة البلد, مع وضع الحلول, والحقيقة بعض أفكار كمال مجيد تستحق وقفة تأمل, لما تمثله من ذكاء جميل, لكن من جهة أخرى, تتواجد ضمن نفس المقالة,  سطور غبية, حشرها في مقالته, كالسم بالعسل, بدوافع الإحساس بالنقص, أمام شموخ مرجعية النجف.
وهنا أحاول الإشارة للنقاط المضيئة للكاتب , بالإضافة الإشارة للأفكار الشاذة والغبية, التي جاءت بها سطور البروفيسور كمال.
الفكرة الأساسية التي استند عليها الكاتب, أن أي بلد له ثلاث أركان, بحسب الانسايكلوبيديا البريطانية, وهي الشعب والحكومة والسيادة.
أولا: الشعب العراقي, نظرة له من الأعلى تجده ممزق, ولا يمثل شعبا موحدا, حيث نجد إن الدواعش نجحوا تماما, في كسب جماهير واسعة من سكان نينوى وديالى وصلاح الدين والانبار, من أهل السنة تحديدا, بالإضافة لبقايا البعث, فكان احتلالهم الأخير للرمادي, بواسطة عدد كبير من أهالي الرمادي! بصراحة كبيرة من الكاتب. 
شعب كردستان, منفصل تماما اليوم, عن الشعب العراقي, لا توجد روابط حقيقية اليوم, فحدود كردستان حجزت أهالي كردستان عن أهل العراق.
وكان الكاتب شجاعا, عندما صرح إن عدم تسليح أهل الرمادي والفلوجة, يعود لاحتمال كبير بانحيازهم لداعش, وهذه حقيقة يحاول كثير من الكتاب طمسها أو تغييبها, بحجة وحدة اللحمة الوطنية. 
إحصائيات الأمم المتحدة تتحدث عن أربعة ملايين عراقي تركوا محل سكناهم وفقدوا مصدر رزقهم, وهم ألان لاجئون داخل العراق, والعدد في تزايد مستمر لتوسع جغرافية الحرب.
النتيجة لا يوجد شعب موحد, أو واحد, بل نسيج ممزق تماما.
ثانيا: الحكومة العراقية, توجد على الأرض اليوم ثلاث حكومات, حكومة كردستان, وحكومة داعش في نينوى, وحكومة بغداد.
وتوجد خلافات كبيرة بين حكومة كردستان وحكومة بغداد, حول النفط وكركوك والتسليح, إما حكومة داعش فهي حكومة إرهابية تحارب الحكومتين.
ثالثا: السيادة, الحقيقة لا سيادة موجودة, أولا بسبب تواجد ثلاث حكومات متقاطعة, مثلا إن حكومة بغداد لا تملك أي سلطة, على المنطقة الخاضعة لحكومة اربيل, حتى أنها لا تستطيع التأثير على جندي من البيشمركة.
مما يعني إن الوطن يتهاوى نتيجة تفكك الحكومة والشعب والسيادة, والأمر سيعجل بظهور كيانات عديدة, سيفصح عنها المستقبل.
الكاتب فضح نفسه, بمحاولة الضحك على القراء, عبر سعيه للدمج بين دور داعش الإرهابية, ومواقف مرجعيات النجف الاشرف المتميزة! فكانت سطور تعبر عن حقد باطني, يظهر بين سطور كمال مجيد.
فاستغباء الكاتب , كان عند جبل المرجعية الشامخ, حيث حاول عبر سطوره, الإساءة للسيد السيستاني, بأي شكل, حتى لو كان استغباء علني, مما يدلل على عقد مستحكمة ضد مرجعيات النجف, ومهما حاول طمس توهج مواقف السيستاني, فانه فشل وأخزى نفسه, لان دور السيد السيستاني هو دور عالمي, وتم الإشادة به من مختلف بلدان العالم, والمؤسسات العالمية, بالإضافة لاتفاق كل مكونات الشعب العراقي, على الدور التاريخي للسيد السيستاني,ولن توثر عليه بعوضه كالبروفسور كمال, فأي وعي هذا الذي تغمض عينه عن بديهية.
وختاما أقول, من المحزن إن يجتمع في رجل ( الذكاء والاستغباء), مما يجعل ثمار تفكير كمال مجيد, غير مكتملة دوما. 
 
 
رابط مقال الكاتب كمال مجيد  http://www.raialyoum.com/?p=289659

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/22



كتابة تعليق لموضوع : البروفيسور كمال مجيد بين انهيار الدولة وعقدة السيستاني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/07/23 .

الاستاذ اسعد المحترم ..السلام عليكم
لم اطلع على مقال السيد كمال .الا من خلال اشاراتكم الى مضمونه .
ويبدو انه من المقالات التحليلية .التي حاول فيها كاتب المقال بث وجهة نظره فيها باسلوب تحليلي .وقد نجد في طروحاته حول مفهوم اركان الدوله .الشعب .الحكومة .السيادة .محكاة لواقع موجود استطاع من خلاله رسم صورة فيها الكثير من الشبه لما فعلا نعيشه ونشعر به ..المختصون بالشان الامني .يقولون ان الارهاب ييحتاج الى عوامل معينه لينمو .ويتمدد ..منها حكومة ضعيفة .شعب منقسم ..حاضنة له ..جيش ضعيف ..واذا مانظرنا الى واقعنا نجد نجد تلك العوامل موجودة فعلا ..مع الاحترام الى مقام الحكومة الوطنية .والجيش البطل اللذان فرضتا عليهم ظروف معينه وقاهرة هذا الحال .فكل حكومة تنبع قوتها من وحدتها الوطنية وجيشنا البطل يمتلك الشجاعة ولكنه يفتقر التسليح الذي يوازي خطورة المرحله .وفي مناطق التمرد فقد حاضنته بسبب التشويه المستمر ضده من اصحاب الاجندات الخارجية ..حتى امسى واصبح في عيون سكان تلك المناطق .عدو ومحتل .
تلك معادله صعبه على كل جيش .وحكومتنا تجاهد نفسها لتكون جامعة لكل العراقيين .تقوم بخطوات كبيرة لتحسين الاداء الحكومي وتذليل كل الصعوبات التي تواجه المواطن والبلد ..
في المقابل بعض المشاكل تثار في وجهها .وهي تواجهها بتاني وصبر .مشكلة اقليم كردستان العراق احد التحديات الكبيرة التي تواجه الحكومة الحالية ..واهم نقاط الخلاف بينهما هو قانون النفط .
اما دور المرجعية الرشيدة في العراق .لايختلف عليه اثنان .فهو فعلا شكل صمام امان للعملية السياسية .اعترف بها العدو قبل الصديق لكن البعض من ذوو الدوافع المغرضه والنيات السيئه حاولوا التعرض خائبين لهذا الموقف محاولين الانتقاص منه .وبث اراجيفهم فيه منطلقين من وحي عقدة الكراهية .لمقام المرجعية الرشيدة التي تعشعش في نفوس وظمائر البعض .
فالمرجعية الدينية الرشيدة اختزلت وقت وجهد سنوات .ماضية من الفوضى والدمار الذي احدثه الارهاب .وهو يمتد باذرعه الاخطبوطية للسيطرة على اكبر مساحة من الارض العراقية .اختزلت كل ذلك بفتوى الجهاد الكفائي ،التي اعادت الامور الى بصابها والتقط العراقيون انفاسهم .بعد مصاعب تلك السنوات العجاف .
وبفضل فتوى المرجعية الرشيدة الشعب اليوم في مقدمة الصفوف للدفاع عن نفسه وعرضه وارضه وشعبه .تسقط تحت اقدامه كل المؤامرات التي حيكت ضده مستهدفه مستقبله ..




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net