صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

باختصار . متى يبست التينة ؟
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أصعب ما يمر به مدعي العلم هو عدم قدرته الاجابة على اسئلة الناس، ومن أشد ما يُعانيه السائل هو عدم حصوله على الجواب ممن يعتبرهم اسوة وقدوة. 

 

ولعل أشد ما يُعانيه العلماء هو أنهم يجدون نصين مختلفين في كتاب مقدس نزل به الوحي. فهم لا يجرأون ان يقولوا ان النص محرف ، ولا يقولوا أن خطأ قد حصل لأن الوحي لا يخطأ.

والمشكلة الأعقد هي أنك عندما تجد نص يقول : ((كل الكتاب هو موحى به من الله)).(1) فإن العلماء تدفعهم حيرتهم إلى اهمال النص وعدم تفسيره. وهكذا تبقى هذه الحلقة المفرغة بين الثلاثي : الكتاب المقدس ، العلماء ، الناس. 

بين يدينا نص ولّد الحيرة لدى المفسرين ، هذا النص ورد على لسان يسوع المسيح وهو نصٌ مقدس معصوم من الخطأ ولكن كما ذكرنا فإن الاختلاف في النص أوقف الآباء عند حدهم لكثرة هذه النصوص التي تتضارب فيما بينها فلم يجدوا لها تأويلا. 

النص الأول يقول بأن الرب يسوع اصابه الجوع كما في إنجيل متى 21: 19((وفي الصبح إذ كان راجعا إلى المدينة جاع، فنظر شجرة تين على الطريق، وجاء إليها فلم يجد فيها شيئا إلا ورقا فقط. فقال لها: لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد!. فيبست التينة في الحال فلما رأى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين: كيف يبست التينة في الحال؟)).

إذن في هذا النص فإن يسوع لعنَ التينة ــ المسكينة ــ فيبست في الحال حتى أن التلاميذ تعجبوا من سرعة يبوسها وتساقط اوراقها حتى صارت حطبا. 

ولكن في نص إنجيل مرقس 11: 12.أن التينة يبست في صباح اليوم التالي ((وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع، فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق، وجاء لعله يجد فيها شيئا. فلما جاء إليها لم يجد شيئا إلا ورقا، لأنه لم يكن وقت التين. فأجاب يسوع وقال لها: لا يأكل أحد منك ثمرا بعد إلى الأبد!. ولما صار المساء، خرج إلى خارج المدينة. وفي الصباح إذ كانوا مجتازين رأوا التينة قد يبست من الأصول فتذكر بطرس وقال له: يا سيدي، انظر! التينة التي لعنتها ــ أمس ــ قد يبست!)). 

ففي هذا النص عدت أمور نذكر منها : 

أولا : أن مرقس يقول : بأن التينة لم يكن فيها تين لأنه لم يكن وقت تين! إذن لماذا دعى عليها يسوع؟ فأيبسها في الحال، ما هو ذنبها إن لم يكن وقت تين ، وبدلا من أن يدعوا عليها فتيبس يدعو الله فتعطيه تين، فمن احيا الموتى قادر على احياء التينة. (2)

ثانيا: أن مرقس يقول : بأن التينة لم تيبس في الحال ، بل يبست في اليوم التالي. 

ثالثا : أن يسوع المسيح دعى على شجرة التين بأن لا يأكل منها أحد ثمر إلى الأبد ولكننا نرى الناس تأكل من اشجار التين إلى هذا اليوم، فأين اصبحت دعوى يسوع؟

الرابع : من أجل التغطية على هذه الفضيحة عمد الآباء إلى حذف كلمة (أمس) ليُخففوا من وقع الكارثة فتسهل لهم عملية التأويل ولي الكلمات.

فهل من حلٍ لهذا الاشكال يا جناب الاباء المقدسين. 

المصادر والتوضيحات: 

1- رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3: 16.

2 – يعترف القس انطونيوس فكري بأن شجرة التين لم يحن موعد ثمارها فيقول : (المسيح هنا جاع وطلب أن يأكل من شجرة تين رأى أوراقها عليها خضراء ولماّ لم يجد ثمرًا لعنها فيبست!! والأعجب أن الوقت ليس وقت إثمار التين). فهل كان يسوع جاهلا بذلك؟ ثم يقول القس : أن متى قال أنها يبست في الحال بينما أن مرقس يذكر أنهم رأوا هذا في صباح اليوم التالي فما تفسير ذلك؟! يقول القس : يوم لعن السيد المسيح التينة انقطع عنها تيار الحياة وقوة الحياة في الحال. وظهر عليها علامات الموت في اليوم التالي.

طبعا هنا يُخالف هذا القس نص الإنجيل الذي يقول بأن (التينة يبست في الحال). فيقول يبست في اليوم التالي ، فهل رأيت اعجب من ذلك ؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/21



كتابة تعليق لموضوع : باختصار . متى يبست التينة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2015/07/23 .

نعم اخ محمد مصطفى .
لو كانوا يؤمنون بالله واليوم الاخر لما فعلوا الذي فعلوه في ديانة رب العالمين هؤلاء ذكرهم القرآن بقوله : (يشترون بآيات الله ثمنا قليلا) من خلال تزويق الكلام وحرفه عن معناه لكي يزداد عدد المنتمين لهم فيحصلون على مغانم مادية وهذا هو الثمن القليل الذي يحصلون عليه نتيجة اختلاق القصص واضافتها إلى كتاب الله ليحسبهُ الناس انه من كلام الله .
تحياتي

• (2) - كتب : محمد مصطفى كيال ، في 2015/07/21 .

يقوم بعض "رجال الدين" باختلاق القصص من اجل تعزيز التصاق الناس بالدين.
يرون في ذلك حلالا ورساله !
هؤلاء لا يتواضعوا لما انزل الله
لا ياتون الدين بتواضع المحدود الجاهل امام هذا الامر العظيم (دين الله).
يرون انهم لو اضافوا امر لكان الدين افضل؛ وهو يتمنون انه لو انزل امر او لم ينزل اخر لكان افضل!
السؤال الذي يجب ان يطرح بصدق ومنهى الجديه:
هل حقا هؤلاء يؤمنون بالله!!؟





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net