صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

الوهابية لا تفرق بين التكليف بالنبوة والامامة
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عندما يتخبط الوهابيون في مناقشة المسلمين فان ردهم لا لان تخبطهم يستحق الرد وبان مشايخهم على دراية ومفهومية بالدين الاسلامي حتى نردهم ، بل نردهم لانهم اصنام لمن تبعهم فالرد هو لايقاظ اتباعهم بان اصنامهم لا يفقهون في الدين شيئا ، وفي احيان كثيرة تتصادم تخبطاتهم فيما بينها فيرد احدهما الاخر ، ساذكر لكم مثلين قبل البدء بالمقال ، ناقش شيخ وهابي عالم من علماء الكاظمية فقال له ماذا تقول عندما وافق رسول الله في مرضه على ان يصلي ابو بكر بالمسلمين ؟ فاجابه : ان رسول الله ليهجر!!! جواب في الصميم، المثال الاخر كنت في حوار مع وهابيين سالني الاول انكم تحرفون القران ولديكم قران غير هذا القران اثبت العكس؟ سالني الثاني اذكر اية من القران تثبت ولاية علي ؟ فاجبتهما بسؤال واحد ان كان لدينا غير هذا القران فالثاني سؤالك مرفوض ولايحق لك ان تحاججني بقران لا نعترف به ، وان كان هذا هو قراننا فالاول حجتك واتهامك وسؤالك مرفوض ، فمن منكم الصحيح؟
نعود لصلب الموضوع وهو امامة علي عليه السلام فالتخبط الوهابي في انكار الامامة كثير جدا ومن بين ردودهم رد يعتقدون بانه شاف وواف وكثيرا ما يردده عثمان الخميس ، الا وهو لو ان الله عز وجل نصب الامام علي اماما على الامة فلماذا يسكت ويتخاذل عن الالتزام بالامر الالهي ؟
هذا الرد فيه مغالطة كبيرة وهو يدل على انعدام وليس قلة مفهومية مدعيه فانه لا يفرق بين النبوة والامامة ، الله عز وجل عندما ارسل الانبياء لاصلاح القوم كان خطابه للانبياء انفسهم مثلا عندما خاطب الله عز وجل النبي موسى قائلا :"ذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى"، خاطب النبي نوح " وَاصْنَعْ الْفُلْك بِأَعْيُنِنَا وَوَحْينَا " وخاطب النبي يحيى  يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ،وخطابه عز وجل الى نبينا محمد (ص) " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم"، وخطابه للنبي في القاء الحجة على القوم بالتمسك بولاية علي في غدير خم " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ"، هذا الخطاب الالهي موجه للانبياء وعليهم الامتثال لهذا الامر ، بينما الخطاب الالهي الذي يثبت ان الامام علي عليه السلام هو امام الامة موجه للمسلمين وليس للامام علي عليه السلام ، وبالرغم من كثرة الايات الدالة على الامامة فاننا سناخذ اية واحدة متفق على تفسيرها الا وهي " يا ايها الذين امنوا انما وليكم الله ورسوله والذين يؤتون الزكاة وهم راكعون " الكل اجمع على ان الذي اعطى الزكاة وهو راكع هو الامام علي ، وبما ان الله هو ولي المؤمنين ومن ثم رسول الله هو ولي المؤمنين اذن الذي اعطى الزكاة هو ولي المؤمنين ، لاحظوا بداية الاية الى من موجه الخطاب ؟ موجه الى الذين امنوا بولاية الله ورسوله ، وليس الذين اسلموا ، وفي نفس الوقت ليس للامام علي، يا علي يجب ان تفرض ولايتك على المؤمنين ، بل هم من يجب ان يتمسكوا بك ، فمن تخلف فحسبه الله عز وجل ومن تمسك فله المفازة في الاخرة .
وبالرغم من هذا فان امير المؤمنين عليه السلام كان كثيرا ما يستشهد بالايات القرانية والخطاب النبوي على منصبه الذي فرضه الله عز وجل على العباد ومنحه له ، ولكن لم يخوله رسول الله بامر من الله ان يقاتل من اجل التكليف ، بل حتى ان القوم لما قتل الخليفة الثالث هرعوا الى الامام علي لينصبوه بمنصبه الالهي فرفض طلبهم وبعد الالحاح وخوفه على امة اخيه وافق على طلبهم ، فلو كان تكليف الهي على علي بان يكون الامام لما رفض طلب القوم ، بل هو تكليف الهي على القوم بضرورة التمسك بالامام علي والاحد عشر اماما من بعده.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/21



كتابة تعليق لموضوع : الوهابية لا تفرق بين التكليف بالنبوة والامامة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net