صفحة الكاتب : عباس الكتبي

قصة شاب .. من يُتمِِ الى ظُلمِ .. فكانت نهايته...!
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قيل في الحكمة: إنّ على العاقل أن لا يأمن بالدنيا، فهي متقلبة بأهلها من حال الى حال، وطبعها المكر والغدر..! 
قرأتُ كثيراً في كتب الرواية والقصة، لكتاّب وأدباء، أمثال: اليزابيث غاسكل، وسلمى لاغرلوف، ودان براون، وبول سارتر، ونجيب محفوظ، ونبيل فاروق، وبراوي عجينة، وغيرهم. 
لكنّي لم أجد، اجمل واروع من قصة( بول وفرجيني)، للكاتب الفرنسي الشهير( برناردين دي سان)، تلك القصة التي أبكت كل من قرأها، فأثرت بي تأثير شديد!عندما قرأتها، حتى أعدتها عدة مرات، ولكنّ قصة صديق لي كانت أشد منها تأثير. 
كان لي صاحب وصديق عزيز عليّ، ولد 1971م، من أسرة عرفت بالألتزام الديني، مكونة من أبوين صالحين، وتسعة من الاخوة( ألاغلبية للبنات)، والدهُ يعد من الأغنياء، عاش تحت ظل ابيه في عزّ وثراء، أطفال الجيران كانوا يغارون منه، بسبب حسن هيئتهِ، وجمال منظره، وزينة لباسه، و كثرة الألعاب التي لديه. 
صادقتهُ منذ صغري، كنت صاحبه ونديمه، وجليسه بالدراسة على رحلة واحد، من الأبتدائية الى نهاية الأعدادية، عرفتهُ صادقا، ودودا، طيبا، متواضعا، كان فعلا يستحق الصداقة..! 
قضى طفولته في ترف ودلال، حتى جاءت سنة 1982م، التي توفى والده فيها، وكان عمره أنذاك 11عام، فذهب ذلك الأب الطيب الكريم الرؤوف والرحيم بأبنهِ، و بعد موت والده، جاء ما لم يكن في حسبان طفل صغير، عاش الغنى، من هنا بدأت قصة حياته المؤلمة والحزينة! 
هكذا هي الدنيا لمن خبرها وجربها، لا تديم لأحد، وتلك الأيام نداولها بين الناس، ذهب ذلك العز والمال، والجاه والثراء، وتلك السعادة، برحيل أبيهِ عنه، فلم تطل المدة، حتى أصبحت هذه العائلة تعد من الفقراء..! 
في عام 1986م، فقد اخاه الأكبر، الذي كان له بمثابة والدهِ، في الحرب العراقية الأيرانية، أمضى أعوام الثمانينيات، في يُتم وفقر، وعوز شديد، فلا سائل من الأقارب والجيرن، يسأل عنهم، وكأنما أنسلخت الرحمة والأنسانية من قلوبهم! بعد ان كانوا عندهم مجتمعين كالذباب..! 
كنت أنا وهو، من المشاركين في الأنتفاضة الشعبانية، خرجنا في المظاهرات، وهتفنا بشعارات ضد النظام البعثي الجائر، نادينا وطالبنا بحكومة إسلامية، يكون قائدها، السيد محمد باقر الحكيم( قدس سره)، حيث كنا لا نعرف أسم او معارض غيره!  
رأيته أشد الناس بهجة وفرحة، عند سقوط حكم الطاغية المجرم 2003، كان يأمل ان تتحسن أوضاعه، لكون الحكم شيعي، ويقوده أبناء الدعوة، المحرومين والمضطهدين مثله، لكنه تفاجئ بظلمها له كحكومة البعث! 
لأنها لم توفر له فرصة عمل، أو وظيفة يتقوت منها لعياله، إلاّ أن يكون في حزبهم! بل لم يحصل حتى على راتب من شبكة الحماية الأجتماعية، في حين موظغين وميسورين، ما زالوا يستلمون رواتب الى الآن من تلك الشبكة! بسبب سوء الحكم والادارة، والفساد، وتغليب المحسوبية والمنسوبية، التي تعيشها الحكومة العراقية بعد السقوط البعثي..! 
عندما أعلنت المرجعية، الفتوى بالجهاد الكفائي، كان هو من المسارعين لتلبية ندائها، وبقى شهرا كاملا، يتدرب في احد المعسكرات، بالرغم من إنّه كان كاسب، ولم يملك سوى قوت يومه..! 
بعدها ألتحق بالحشد، مع احد الفصائل الجهادية، فخاض عدة معارك مع العدو، الى ان جآءت معركة( جرف النصر)، فأنتصرت فيها آخرته، التي اختارها له المولى عز وجل على دنياه الغدارة المكارة، فبعد اليتم والظلم، كانت نهايته الشهادة!!! 
ذهب شهيدا، تاركا وراءه 5 بنات كالورود، وولدا كالقمر، وزوجة في عز شبابها، وأمّ عجوز مريضة خاوية! 
أقول: كم في العراق شابا؟ مثل صديقي( محسن)، نعم!ـ  أسمه محسن أسم على مسمى ـ غدرت بهم الدنيا، وظلمتهم حكومة البعث، وحزب الدعوة ..!؟( مجرد سؤال؟). 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/21



كتابة تعليق لموضوع : قصة شاب .. من يُتمِِ الى ظُلمِ .. فكانت نهايته...!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net