صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

سرقوا أعيادنا؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أخطر ما تُصاب به الأمم والشعوب , أن يتسلط عليها من بينها مَن يسرقون أعيادها , فيدمرون حاضرها ومستقبلها.
 
ذلك أن الأعياد وقفات نفسية إمعانية ذات قدرات تحفيزية وتعزيزية , لإطلاق الطاقات وآليات السلوك الطيب الرحيم , وفيها تتحقق المراجعات السلوكية والمعالجات الإنسانية , التي تعيد المياه البشرية في أي مجتمع إلى مَجاريها.
 
فالأعياد محطات ولادة وإنطلاق جديد نحو أمل مؤزّر بالإيمان على التحقق والنماء.
 
والأمم التي تُفرّغ أعيادها من قيمها الأخلاقية والسلوكية , تتواكب عليها النواكب , ويصيبها العجز النفسي وتنتشر فيها الأوبئة السلوكية الضارة بأجيالها.
 
فعندما يفقد العيد قيمته ودلالته المعنوية تخبو المجتمعات وتذبل , كأنها زرع إنقطع عنه الماء فاكفهر وخوى.
 
وما يتحقق في مجتمعاتنا أن الأعياد فقدت قيمتها , وأصبح القول " عيد سعيد أو مبارك" , لا تعني شيئا في أعماق الناس , وإنما عند بعضهم صارت أشبه بالمُزحة , أو بباعثةِ الحَسرات والذكريات الحزينة القاسية الأليمة.
 
وفي بلادنا فقد العيد طعمه وملامحه ومفرداته الأخلاقية منذ أكثر من ثلاثة عقود , حتى وصلنا إلى أحوالٍ تتقاسى وأيامٍ تتواصى بالسيئات والتفاعلات المشينة , المجردة من أبسط الدلالات الإنسانية والدينية الرحيمة الطيبة , فما عادت النفوس تستحم بقطر البهجة والمحبة والألفة والسماحة والعفو والرأفة والتكافل والتعاون , بل صار العيد مَقتلة أحلام ومقصلة تطلعات ,  وإحتفاليات دامعة سوداء في مقابر جهماء , وتلك مسيرة مجتمع إنحدر إلى سفوح الكراهية والبغضاء , وسقط في قيعان التلاحي والبلاء والعمه في الظلماء.
 
فمَن قتل أعيادنا؟!
ولماذا أصبحت أحزانا؟!
 
تساؤلات تنهض أمام بطاقات التهاني بعيد سعيد , ونحن الفاشلون في صناعة أيِّ شيئٍ سعيد!!!
 
أتمنى أن نتعلم مهارات صناعة السعادة الوطنية الإنسانية , التي تعز الوطن والإنسان , وتمنح الأجيال آفاق أمل وطاقات تفاؤل وتواصل مع بعضها , لكي نساوي أمم الدنيا السعيدة من حولنا , ونفتح عيوننا وقلوبنا وأرواحنا على الطيبة والخير, ونطهّر نفوسنا من جراثيم الإنقراض والضياع , وفايروسات الفساد والتوحش والمُراءات وسوء الظن والبغضاء , وأن نواجه أنفسنا بشجاعة لكي لا يكون المنكر معروفا والمعروف منكرا!!
فهل سنصنع العيد السعيد المتباهي بنا؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/18



كتابة تعليق لموضوع : سرقوا أعيادنا؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net