صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

((عين الزمان)) سـطـوة الـدولار
عبد الزهره الطالقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من اين يحصل المواطن على العملات الصعبة عند حاجته اليها في سفره وترحاله ؟ ومن اين يحصل على تلك العملات عند حاجته الى العلاج في الخارج نتيجة عجز الطب العراقي والمؤسسات الصحية عن معالجة كثير من الامراض ؟ ومن اين يحصل على تلك العملات عند الحاجة اليها لاي غرض كان ؟..
لماذا عليه ان يشتري الدولار من شركات ومكاتب الصيرفة التي تخضع لتذبذب السوق وعدم الاستقرار فيضطر الى دفع مبالغ إضافية على السعر المعلن رسميا قد يصل أحيانا الى 10% وهل لهذه الشركات والمكاتب ضوابط لبيع وشراء العملات ام انها سائبه تخضع لتقلبات السوق ومبدأ العرض والطلب.. واذا كان البنك المركزي العراقي منظم السياسة المالية والنقدية للدولة يبيع تلك العملات الى المصارف الحكومية والأهلية هل ينتهي دوره في بيع العملة حسب الكميات التي يراها مناسبة ام ان دوره الرقابي يمتد الى مابعد ذلك.
عشرة الاف شركة ومكتب صيرفة حصلت على إجازة للعمل في بيع وشراء العملات ، وربما وجود مثل هذا العدد شركات غير مجازة ، واخرون يعملون كسماسرة او وسطاء او دلالين او تجار (شنطة) للمتاجرة بملايين الدولارات وتوفيرها للمحتاجين لها ولكن بسعر يفوق السعر الرسمي ب (200-300) نمرة .
هذه  الشركات المجازة منها والوهمية تعتاش على فروقات بيع وشراء العملات ، لذلك تسعى الى المضاربة أحيانا في البيع والشراء حسب الطلب ومما يتوفر لديها من راس مال ، وتسهم احيانا كثيرة في خلق الازمات ، والمواطن حائر بين هذه وتلك ، لايحصل على حاجته بالسعر الرسمي مايضطره اللجوء الى السوق السوداء ، والتي يحلو للبعض ان يسميها (بالسوق الحرة) أحيانا .
كانت المصارف تمنح المسافرين حاجتهم من العملات بعد الحصول على تأشيرة السفر كعلامة على الحاجة الفعلية لتلك العملات.. الا ان ذلك تعطل تماما ، حتى الموفدين الحكوميين حرموا من هذا الاجراء ما اضطرهم الى النزول للسوق لاقتناء مايحتاجونه من العملات عند ايفادهم لاي غرض .
المقترح الذي طرح لتسليم رواتب الموظفين بالدولار جوبه بالرفض من قبل المستشار الاقتصادي للسيد رئيس الوزراء حسب ما أشارت الى ذلك الصحافة المحلية ، ومع ان السبب لم يذكر ، الا ان المقترح لم يلق ترحيبا لاسباب نجهلها بينما في ظاهره يحقق منفعتين ، الأولى: اغراق السوق بالعملات وتحسين سعر صرف الدينار ، والثانية: استفادة الموظف من فارق سعر الصرف لتحسين وضعه المعيشي ، الذي تاثر كثيرا نتيجة سياسة التقشف التي تتبعها الدولة ، بسبب انخفاض أسعار النفط وتقليص حجم الموازنة.
 البنك المركزي العراقي كان قد اعلن ان مبيعاته من الدولار بلغت اكثر (18) مليار دولار خلال النصف  الأول من عام 2015 ، مشيرا الى ان حجم المبيعات قد انخفض عما كان عليه عام 2014 حيث بلغت المبيعات أنذاك اكثر من (25) مليار دولار .. البنك حاول معالجة ارتفاع أسعار العملات في السوق المحلية بضخ مزيدا من الدولار حيث وصل سعر صرف الدينار العراقي اواخرحزيران، وبداية تموز الى (148) الف دينار عراقي مقابل الـ(100) دولار امريكي ، وهو مؤشر لم يصل اليه مستوى سعر صرف الدينار منذ سنتين على اقل تقدير.  وفعلا نجح في ذلك حيث ادى الى ارتفاع  السعر المعلن الى (124) الف دينار . الا ان هذا السعر لم يكن ثابتا بل متحرك حيث تراوح خلال هذه الأيام بين 125-126 الف دينار مقابل ال 100 دولار.
الحيرة مازالت تلف المواطن ، ومازال عليه ان يدفع المزيد لكي يحصل على حاجته من الدولار لاي غرض ولا يوجد اي منفذ رسمي يلبي حاجته ، بل ان فروع المصارف في مطار بغداد تمتنع عن تزويد المسافرين بالدولار ، فاين تذهب العملات؟ وأين حق المواطن فيها ؟ وهل ان العقل العراقي عاجز عن تنظيم هذه الفعالية النقدية ،  ليتركها سائبة تتلاطمها رياح التغيير وحركة السوق وألاعيب المتضاربين.
القاهرة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/13



كتابة تعليق لموضوع : ((عين الزمان)) سـطـوة الـدولار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net