صفحة الكاتب : شينوار ابراهيم

بين برلين وبابل... تجليات عبر الأثير
شينوار ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

برد...وثلوج  تفرش صدر  الأرض بلون ابيض  ..تغني  مع المصابيح في الأزقة  وتمازح انغام  أغنية الشتاء الذي لا يحب أن يرحل... نجوم تختبئ وراء الغيوم ترسم وجها آخر للحياة...في الليل ابحث عن نفسي.... ارتديت معطفي و قبعتي... وخرجت إلى اقرب مقهى ليلي   لعلي  أقتل الملل الذي يسكن  في داخلي... المقهى كان خاليا ...سوى من مقطوعة  موسيقية  تمتد من السبعينيات  ورجل وحيد  ومهموم يتأمل كأسه و يتحدث مع نفسه....  خرجت عائدا إلى المنزل.... ما زال الملل يكتم أنفاسي ...جلست أمام شاشة الحاسوب ورحت أتصفح الأثير عبر النت ،   بينما  أنا كذلك بين صفحات موقع النور لفت اهتمامي اسم ... كلمات ... و حزن بين تلك المدونات.. فجأة وجدت نفسي أقيم هناك  بين كتاباته... رحت أبحر في كل ما كتبه... إبراهيم داود الجنابي... الصورة.. الكلمات ... والأسلوب في محيط الحزن جعلني أتوق إلى التحدث مع هذا الرجل المبدع  ...أضفت أيميله إلى قائمتي..  ومن حسن الحظ هو الآخر  كان يتصفح عبر الأثير... تعرفت عليه.. تحدثت معه... ساعات طويلة...الملل تحول إلى حدث آخر بين أحزان وآمال .. كاتب مرهف وقوي... يستمد قوة كلماته من أعماق ما يعيشه وما يؤمن به ...تحدثنا طويلا ... لم اعد أشعر بالوقت...والنجوم ودعتني ذاهبة إلى النوم وأنا لم أزل أتحدث  معه...  تمر أيام وليال وتكثر لقاءاتنا عبر الأثير .. تحدثنا عن الأدب.. و هموم الأدباء ..تعرفت على هذا الكاتب من الداخل وما يحيط به أيضا........وأردت أن أقاسمكم هذا الحوار الذي دار بيني و بينه في إحدى الليالي على الماسنجر.....

 
إبراهيم داود الجنابي  ...لماذا تنزف كل هذا الحزن في كتاباتك....؟
 
سؤل احد المبدعين الذين  جار الاغتراب عليهم كثيرا لماذا كل هذا البكاء في كل ما تنتج  رد عليهم ، إذا وصل الحد بنا أن نتصور من البرتقالة قنبلة يدوية فما تنتظرون مني أن اكتب ، و أقول لك يا صديقي إذا كان هذا المبدع يتصور ذلك وهو يعيش  في بحبوحة الغربة التي لطالما كانت أحسن حالا مما نعيش من أمان وحرية وجو خال من شوائب نلوكها يوميا وعلى مدار الساعة من نقص في مفاصل الحياة الرئيسية  فكيف لي أن أتجاوز وجعا مستديما أعيشه يوميا وكيف لي أغادر منطقة الحزن ليس لان الحزن صفة نعلّق عليها سلوكياتنا اليومية لكنها يبدو لي  عاهة مستديمة في جسد ترصّع بالحزن منذ الأزل 
من خلال متابعتي لكتاباتك .. انك كاتب تعتمد على الرموز في الكتابة..ولكن تبتعد المبالغة و تكتب عن الواقع... هل الوقع المرير الذي يمر به العراق ما يدفعك أن تبدع؟؟؟
الواقع أمر ملازم لأي منتج على تلك الأرض هذا ما أظنه ،والمبالغة والإسراف فيه يفقد النص الكثير من مقوماته، وما من منجز إبداعي لا تستطيع أن تتلمس خطوات الواقع في ثكناته  مهما كان فنتازيا لكني أرى في الواقع من المرونة ما يستطيع المبدع الحقيقي أن يطوع بواسطته تلك المرونة صوب قصديته التي هو بصدد الكتابة عنها، أما ما يقال عن أن النص الفنتازي يستطيع التخلي عن الواقع فهذا أمر خيالي وخالي من الصحة على اقل تقدير في  أطروحاتي التي أتبنى ويتبناها الكثير، الرموز في الكتابة سلوك دأب الكثير من المبدعين على استخدامها عبر نظرية أتاحت للكاتب الولوج إلى ممكناتها للتعبير عن أمر ما بشكل سيميائي  وهذا الفعل تجاوزته النظريات الحديثة في الأدب المعاصر بالرغم من عدم تخليها عن هكذا سلوك  ، ولكي نعود إلى فحوى السؤال  لا بد لنا أن نذكر إن واقع الحال الذي نعيش كان الجزء المهيمن على المنجز العراقي بشكل عام وعلى المنجز الشخصي بشكل خاص لذلك كان نتاجي شانه شان إي منجز لأي مبدع منتم لوطنه وأمته يعج ويصرخ بوجه من تسول له نفسه ويده بعثرة الوطن وتهديم البنى الإنسانية والقيمية ،فأرى إن التصدي لهكذا حدث يتطلب منا توجها بالاتجاه الذي يجعلنا أن يكون أمر إخراج المحتل  الأمر الذي يشغل بال إي مبدع من خلال كلمته لان الوطن أغلى وأسمى من المساومة عليه لذلك هي دعوة لكل مبدع أن يكون له حظوة  وحضور من خلال منجزه باتجاه أن يتخلص البلد من براثن المحتل والثقافة لها الريادة في هذا كونها المعبر والفاعل المؤثر إضافة  إلى الجوانب الأخرى والتي تسعى متآزرة صوب هدفها ،  وتلك أمنية لا بل إنها من الأولويات التي تتصدى لها كل شعوب المعمورة والتي لا تقبل الضيم   
 
كيف يختار ابراهيم الجنابي النصوص التي يقوم بكتابة الدراسة عنها.؟... و هل على الناقد أن يكتب فقط عن النص الجيد؟
و ما هي المؤهلات   التي يحملها النص ..كي يجعل النقد يهتم به ويخضعه للدراسة؟
ربما أحيل الأمر أولا  إلى إنني لا استطيع أن أضع نفسي ناقدا بمستوى التصنيف، كوني أمارس الفعل النقدي بدرجة ما وهذا لا يعني إن كل شخص يكتب النقد بدراية ما ، أو يمارس هذه الفعالية يمكن أن يصنف ناقدا لكني حقيقة الأمر كوني مهتما بهذا الجانب تحديدا رغم إن لي ممارسات في مجالات شتى  كالشعر والقصة والمسرح لكني أجد ضالتي في المنوال النقدي كونه حافزا إبداعيا يستطيع الفرد من خلال تلك النافذة أن يلج إبداعات أخرى ربما تضيف لثقافته لا أن ينتزع منها لذلك أرى نفسي دائما في تلك البحبوحة جادا ،وما يجلب نظري دائما وكما إي متلقي للنص الهادف (اللغة – والإيحاء – والجملة الإبداعية الرصينة ) إضافة إلى الممكنات الأخرى والمؤهلات التي تدعوا المتلقي الجاد أن ينظر إلى النص نظرة انفعالية وتفحصية  ويكون ذلك الإبداع مثار حساسية ما ربما تكون الحافز الأكثر فعالية من اجل الولوج إلى مفاصل النص ودراسته كونه العامل الأساس المستفز لرؤى القارئ بكل تصنيفاته. 
اختيار النص للدراسة والتمحيص لا يحتاج لأي مؤهل سوى النص فهو الذي يفرض نفسه على المتلقي استنادا إلى جدارته التي أسلفنا ذكرها وقضية الجيد والرديء تحددها مؤهلات الجدارة تلك ولا غير ذلك
 
 
إلا ترى معي إن  كتابة  دراسة نقدية عن نص ما..يكشف للقارئ الخفايا الجميلة  داخل لنص... إي الناقد يقوم بالاستيلاء  على الفكر و الخيال الجاهز عند الكاتب؟
وخاصة إن معظم الدراسات النقدية تقوم بمدح الكاتب...؟
ليس بالضرورة ان تكشف الدراسات عن مواطن الجمال فقط ربما تكشف في احيان كثيرة مواطن الضعف لذلك نرى إن هناك ما يحيل  القارئ بكل المستويات أن يتناول النص المميز جدا واحيانا النص الرديء جدا أما ما بينهما ربما يقع في خانة متأرجحة  ،فيما ما يخص مسألة الاستيلاء أراها لدى المتلقي بوصفه ناقدا أو قارئا بمستوى معين فان الأمر لا يرقى إلى توصيفه (استيلاء)   بسبب بسيط إن النص إذا ما كان بمتناول القارئ فان المنتج قد خرج من تلك الدائرة وأصبح النص ملكا مشاعا  أما ما يخص إن الدراسات تقوم بمدح الكاتب فالأمر يخضع إلى مدى ثقافة ووعي الكاتب  والقارئ المتفحص لكلا المنجزين بإمكانه أن  يعرف مدى نضوج تلك الرؤية ،فهناك الكثير من الدراسات  النقدية تتناول النصوص التي تجنح نحو خانة الضعف ولا تحمل ممكنات النجاح  وتحاول من خلالها أن تردع من يحاول الدخول إلى منطقة لا مؤهلات له للدخول فيها ،أما قضية المدح فيمكن إدراجها في خانة اللاوعي إذا ما كانت ممارستها  بلا وعي
 
أكثر الدراسات النقدية  تأتي من خلال علاقات شخصية بين الكاتب و الناقد... إي هناك نصوص رائعة لم يكتب عنها أي دراسة نقدية ..... إلى أي مدى ترى حضور هذا النوع من النقود في الساحة الثقافية  و في أي خانة تضع مثل هذه الممارسات؟ 
ليس كل كتابة عن نص معين يمكن إدراجها تحت مسمى الدراسات النقدية فما نراه في بعض المواقع لا يتجاوز توصيفه إلا انه عبارة عن مجرد آراء ربما في أحايين كثيرة تفتقد مثل هذه الآراء إلى المقومات الفنية والأكاديمية والدراية بتقنيات النقد وهنا  أنا معك فيما ذهبت إليه فهناك الكثير من النقاد يسلكون مثل هذا السلوك لكن مع هذا لا يمكن لناقد مميز أن يرفع درجة النص إلى الجودة ما لم يكن يحمل ذلك النص المؤهلات الفنية والسبب بسيط كون الدراسة حول هذا النص ستخضع للقراءة والتمحيص والأخيرة هذه تعتبر نصا آخر ، ربما سيسيء هذا الأمر إلى منجز الناقد ،الدراسات النقدية تأتي على الدوام عبر منظومات كثيرة منها التكليف كان تكلف جهة ما الناقد بدراسة موضوع معين أو الاطلاع الواسع الذي من خلاله يمكن اقتناص الكتاب أو النص الذي يستحق الكتابة عنه وهذا الأجدر ما بين تلك المنظومات وفي أحيان كثيرة تأتي مثل هذه الدراسات عبر العلاقات الشخصية وفي مثل هذه الحالة سيخرج النص النقدي عن جادة الصواب إذا ما كان التناول غير موفق.
 
أين هو الأدب العربي من الأدب العالمي....و ما هي المقومات التي يحتاجها الكاتب العربي .. كي يصل إلى العالمية و ما هي دور وزارات الثقافة  في دعم الكاتب للوصول إلى الهدف ....؟؟؟
الثقافة بشكل عام والأدب خصوصا يخضعان إلى آلية التأثر والتأثير ،الأدب العربي زاخر بمنجزات كبيرة في شتى المجالات – الفلسفة – والشعر - والنقد- والمسرح - والتشكيل ....الخ  وقد كان للمنجز العربي  بصمات واضحة  في ثقافات  غربية وشرقية لكن هذا التأثير تراجع كثيرا بسبب الأزمات التي يعيشها العالم العربي من احتلالات وتدمير للبنى الثقافية والعلمية من قبل الغزاة والدليل ما قام به الغزو المغولي الذي جعل من نهر دجلة مقبرة للكتاب والمنجز الإبداعي وغيرها وغيرها مما اثر سلبا على تقدم العجلة الإبداعية العربية بشكل عام والعراقية بشكل خاص ومع هذا فالكثير من المستشرقين تناولوا واستفادوا الكثير من الإرث الثقافي العربي ولان التأثر متبادل فالثقافة العربية أيضا تأثرت بالثقافة الغربية وخاصة في القرنين الأخيرين ويعزى سبب ذلك إلى التطورات العلمية والتقنية في المجتمع الأوربي والغربي بشكل مطرد لذلك نرى جنوحا تأثريا وصل إلى حدود التقليد من جانب الثقافة العربية للمنجز الأوربي والعالمي ،المثقف العربي مقموع الفكر في أكثر الأحيان ويعود ذلك إلى الحكومات التي جثمت على صدور المواطن وما وزارات الثقافة في البلدان العربية إلا جهات تهتم بالإدارة أكثر ما تهتم بتفعيل العمل الإبداعي ، وعلى رأي من يقول  إن وزارة الثقافة مؤسسة (لا يمكن لها أن تصنع أديبا)بل هي بوق في أوقات كثيرة  لتلك الحكومات لذلك نحن بحاجة إلى تغيير جذري في كل المحاور من اجل الوصول إلى الهدف المنشود
 
 
في أوربا برغم من وجود النت في كل منزل..إلا إن دور الكتاب لم يمت ولازال القارئ الأوربي يفضل قراءة الكتاب ...بدلا من أن يقرأ  في الحاسوب..
ما هو دور المواقع الكترونية في نشر الأدب... وهل أخذت المواقع على عاتقها ركن الكتاب الورقي على رفوف المكتبات والاعتماد على الكتاب الاليكتروني   و هل هناك ضرورة لطبع الكتب...؟
لقراءة الكتاب الورقي والتعامل معه لذة خاصة ولا يمكن للكتاب الاليكتروني أن يكون بديلا لذلك ،لكن عصر العولمة والتطور ذو الإيقاع السريع في كل مفاصل الحياة يتطلب التعامل مع هذه الآليات  لمواكبة التطورات الحاصلة والتي ستحصل لذلك أصبح الاعتماد على الثقافة الاليكترونية أكثر من التعامل مع الكتاب الورقي كونها –أي الثقافة الاليكترونية –الأجدر في نشر الفعل الإبداعي في كل المجالات ،فيما يخص المواقع فهي سلاح ذو حدين فالجانب الاشراقي لها إنها كانت الأداة الأفضل والانجح في نشر الثقافات كما أسلفنا لكن هناك جانب آخر أتاح لكل من هب ودب أن يدخل دخولا غير شرعي لمنطقة الثقافة والسبب خلو أكثر المواقع من الرقابة التي تفرز الصالح من الطالح في ذلك الميدان مما يسبب إرباكا لا بل كان  العصا التي توقف عجلة الإبداع ومع كل هذا وذاك  تبقى نكهة القراءة في الكتاب الورقي الأفضل وعلى ما اعتقد لم يتخلى الكاتب العراقي أو العربي عن طبع منجزه على الورق لحد الآن ولا ندري ما ستفعله التقنيات الأحدث وما ستؤول إليه  حظوظ الكتاب في المراحل اللاحقة .
 
هل المجاملة في الأدب  أصبحت أمرا واقعا  عند معظم الكتاب ؟ أنا ألاحظ من خلال عملي كمحرر في  النور إن 90 %  من  المجاملات بين الكتاب...و الصفات مثل .. الرائع.. المبدع.. الكبير... أصبحت هابطة جدا و يدفع   الكاتب الشاب و النص الغير جيد إلى الغرور وان يصدق انه فعلا كاتب  يمتلك مقاومات الابداع؟
هذا الأمر مشخص لدى الكثير ممن يستخدمون المواقع الأدبية في نشر نتاجاتهم الأدبية،  قبل فترة ليست بالقصيرة ذكر لي احد الأصدقاء إن هناك من  يمارس أسلوبا رخيصا من اجل أن يرفع عدد القراءات لموضوعه لا بل هناك الاسوأ من ذلك من يعلّق ويمجد موضوعه من خلال نشر تعليقات بأسماء مستعارة رغم إن عدد التعليقات على موضوع ما ليست بالضرورة تؤهل النص بان يكون جديرا وفاعلا،إضافة إلى إن سلوكا اغرب شد انتباهي وهو إن الكثير يعتبر تعليقه على موضوعة فلان على انه دين ولا بد من إيفاء ذلك الدين وكان الأمر تجارة من نوع آخر وأحيانا يتصل فلان بفلان يعاتبه على عدم التعليق على موضوعه ،كل هذه السلوكيات لا يمكن أن تطلق على مرتكبيها صفة المثقف لا بل الأفضل أن نطلق عليهم صفة (فيروسات الثقافة) وهم الأخطر على خارطة الإبداع كونهم أداة تدمير للبنى الإبداعية،  وكانت هناك دعوات لرفع التعليقات على الموضوعات المنشورة في المواقع الأدبية  لكنها لم تلق ترحيبا  ،رغم إنها فسحة جميلة يساء استخدامها من قبل الطارئين  
هناك الكثير من الكاتبات اللواتي لهن إبداعات كبيرة ولعبن دورا كبيرا في تطوير عجلة الأدب العربي ... ولكن هناك من يقيّم النصوص النسائية على جمال الكاتبة .. وأنا قرأت الكثير من النصوص  الهابطة في نظري ووجدت هناك تعليقات و دراسات تمجد ذلك النص....هل الكاتب العربي لم يصل بعد إلى المرحلة التي يحكّم فكره بدلا من  قلبه  ...ويتحرر من العاطفة...ويتعامل مع النص من خلال المحتوى.بدلا من معايير اخرى .؟؟؟
لا يمكن حقيقة الأمر أن نطلق صفة الكاتب العربي  ولا يمكن أعمامها عليه كونه بهذا التوصيف لان مثل هذه السلوكيات الهابطة من غير الممكن أن تكون  ضمن سلوكيات من نصنفه كاتبا أو مثقفا حقيقيا   ،السؤال يمكن اعتباره جزءا من السؤال الذي سبقه لكن الأمر هنا يخص شريحة العنصر الأنثوي  وما يصلح من القول على سابقه ينطبق عليه باستثناء تلك الحساسية التي يمكن أن نطلق عليها جوعا اجتماعيا مزمنا وهذا مرده إلى التقاليد الاجتماعية الصارمة والتعسفية في المجتمعات المتخلفة التي تمنع الاختلاط بين الجنسين  وهذا ما يولّد تلك الحساسية التي اشرنا إليها لكن يبقى القول أن الفضل الكبير للثقافة الاليكترونية كبير وكبير جدا في إبراز الكثير من الأصوات النسائية – رغم الطارئ منها- التي لم يتسنى لها ممارسة النشر والسبب يعود إلى آليات النشر السابقة والتي يتطلب من المرأة التواصل معها وكسر طوق القمع الذكوري والسياقات والأعراف الاجتماعية التي ربما تعرضها إلى خسارات كبيرة 
 
لماذا الكاتب العربي يعتبر النقد تجريحا له إذا ما تناغم النقد مع ما يبغي  عن  نصوصه؟
ذلك تشخيص يمكن إطلاقه ليس على المثقف العربي حسب وإنما هو جزء من معادلة تصلح على كل الثقافات العربية منها والعالمية كون الأمر شخصيا  بالدرجة الأولى ولا يمكن أعمام ذلك على شريحة بأكملها ، ولأنه يتماس مع كينونة  إنسانية معينة لذلك نرى إن تلك الحالة توخز المنطقة التي يمكن اعتبارها الأشد حساسية من غيرها بوصفها منطقة التماس مع الحقيقة التي ربما تزعج الكثير وهذا يعد قصورا ثقافيا وسايكلوجيا في نفس الوقت، إن تقبّل الحقائق كما هي ينبئ عن وعي وإدراك كامل الأهلية كون تقبّلها  يعني إدراك وتصحيح للمسارات ،وانها بالتالي تعود على المعني بالفائدة ،لذلك نرى إن التجريح والتنكيل بمنجز معين لا يمت إلى النقد  بأي صلة لان النقد فعل معرفي وأكاديمي ، وإذا ما عد الآخر إن تشخيص الهنات في نص معين تجريحا أو تنكيلا فالأخير يمكن اعتباره خارج المنظومة الثقافية والمعرفية مهما كان جنسه أو انتماءه 
سؤال أخير... هل الناقد شاعر فاشل؟؟؟؟؟
تلك مقولة وقضية شاعت في الوسط الثقافي  وأخذت مساحة كبيرة وتجاذبت الآراء حولها بين مؤازر و ومعارض ، ولا ادري حقيقة الأمر على إي الأسس بنيت تلك المقولة  .هل إن كل النقاد في العالم كانوا شعراء فاشلين أم إن الشعر حقل تجريبي ممكن أن يخرج منه أي مثقف بحصيلة ما  أو صفة ما ؟
هناك الكثير من الشعراء في الوقت الراهن  يمارسون كتابة أكثر من جنس أدبي فمنهم (إي الشعراء)يكتبون الرواية والقصة وحتى النقد وغيرها من الأجناس الأدبية الأخرى، فهل يعني هذا إنهم فشلوا في مشروعهم الشعري ، قطعا الإجابة تأتي بالنفي ، والنقد هو جزء من الفعاليات الثقافية لكنك أن تجد نفسك وتجد مساحة اكبر في إبراز مواهبك في حقل معرفي ما يعني انك اقترفت ذنبا كونك اتخذت مجالا آخر بعد أن مارست كتابة الشعر كي توصف بالفشل ،أرى إنها مجافاة للحقيقة .
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شينوار ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/06



كتابة تعليق لموضوع : بين برلين وبابل... تجليات عبر الأثير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net