صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

سعود الفيصل المجتهد, وشذوذ الساسة العراقيين
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعيدا عن لغة اللعن والشتائم, التي صبغت كثير من الكتابات, التي تلت موت سعود الفيصل, باعتباره رجل جلب الشر لبلدنا, لكن هنا أحاول إن اكتب عن انجازات الفيصل, كرجل السعودية الأهم, طيلة العقود الأربعة الأخيرة, رؤية من زاوية أخرى, حول ما حقق هذا الرجل للسعودية, مع مقارنة بسيطة لرجال الدولة العراقية, وما أنجزوا طيلة ال12 سنة الأخيرة.
رحل سعود الفصيل, بعد أن ملاء الدنيا صخباً, فكانت بصماته واضحة,  في أهم الأحداث, رجل خدم التاج السعودي بإخلاص, حتى لو باع نفسه للشيطان, فالمهم عنده تحقيق أهداف مملكة آل سعود, وهذا قمة الإخلاص.
نتساءل أولا من هو سعود الفيصل؟  
أولا الرجل حاصل على بكالوريوس اقتصاد, من جامعة برنستون الأمريكية العريقة, ويجيد الفيصل سبع لغات, بالإضافة للعربية وهي: الانجليزية, والفرنسية, والايطالية, والألمانية, والاسبانية, والعبرية, وهو طيار حربي, وقد عاصر خمس ملوك, وكان مخلصا للسعودية طيلة 40 عاما, منذ أول تكليف له كوزير للخارجية عام 1975, مما يجعلها أطول فترة, لوزير خارجية في العالم. 
بالمقابل نشهد منذ 12 عام, ساسة مزورون, لا يملكون المؤهل العلمي الرصين,  ويجهلون الكثير في عالم السياسة, لكنهم مع هذا الوضع المزري بحالهم, يتم تسليمهم اخطر المناصب, وبالنهاية يتم قضم أموال البلد, من قبل فئران السياسة العراقية, ولا احد يحاسبهم, لان الكل في داخل مضمار السياسة العراقية, متحول لفأر, فيصبح كل همه قضمة جديدة, في زمن تحول مال الدولة إلى مال سائب, فهل ترى كيف إن سعود الفيصل أفضل من ساستنا من هذه الناحية. 
كانت أدواره حساسة وكبيرة ومؤثرة, في الحرب اللبنانية عام 1975-1990, في دخول السوفيتي لأفغانستان عام 1979, في الحرب العراقية- الإيرانية 1980-1988, في الاجتياح العراقي للكويت 1990, في القضية الفلسطينية والسورية والعراقية والمصرية والخليجية, بالإضافة للقضايا العالمية مع أمريكا وأوربا واسيا, بعيدا عن كمية الشر التي أوجدها الفيصل, لكنه أنجز للسعودية, ما جعلها منتصرة ومؤثرة في هذه القضايا.
مما يعني إن الرجل اشتغل بجد وصبر ومهنية, في سبيل تحقيق أهداف المملكة الشريرة, للوصول لمكانة مرموقة للسعودية.
أما ساستنا فينقسمون إلى فئات متسافلة, فئة هدفها الأكبر سرقة أموال العراق, وان تحصد الغنيمة من تكليفها, لان المنصب فرصة للسرقة تحت الحصانة, فانظر كم إن الفيصل أفضل وأرقى, من شواذ الساحة السياسية العراقية. 
فئة أخرى من ساستنا, يبرزون بصفة نتنة, ألا وهي عدم الإخلاص للوطن, بل هم يتآمرون على العراق, وها هي الوثائق المسربة تكشف نتانتهم, وتسافلهم الغريب, في سبيل خدمة الأخر, حتى لو احرق البلد, الفيصل يجتهد في دعم بلده , وبعض ساستنا يتعاونون مع داعش وأمريكا وإسرائيل, في سبيل تدمير البلد, انظر للتناقض العجيب, وبيان لأفضلية الفصيل, على العشرات من الساسة العراقيون ممن تقلدوا ارفع المناصب.
قضايا البلد الحساسة, من قضية الفساد, وقضية الإرهاب, وقضية داعش, وقضية الأعمار, فشلوا بها  كل ساستنا من دون استثناء, لم نحصد النجاح بأي قضية, بل القضايا تتراكم وتتوسع وتكبر, بسبب ساسة عديمي النفع, فلو كانوا بنفس كفاءة واجتهاد الفيصل لتغير حالنا.
كان الإمام علي عليه السلام يذكر أخلاص جند معاوية, مع أن قضيتهم باطلة, بالمقارنة مع نفاق  فئة واسعة من جنده, مع أن الحق مع علي أين ما دار.
الفيصل اخلص للباطل, وقومنا  ضيعوا الحق. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/11



كتابة تعليق لموضوع : سعود الفيصل المجتهد, وشذوذ الساسة العراقيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net