صفحة الكاتب : حامد شهاب

باسم الحسني..ومصرف الرافدين..والمساءلة والعدالة!!
حامد شهاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أكثر من عشرين عاما قضاها الأستاذ باسم الحسني في خدمة العمل المصرفي في مصرف الرافدين وغيرها من المهام التي تم تكليفه بها ، وكان آخرها ان تقلد منصب المدير العام لمصرف الرافدين .
وقد أثبت الرجل طيلة عمله التي استمرت لعقدين من الزمان قدرة متميزة في إدارة العمل المصرفي سارت بها خطوات متقدمة الى الامام، لكن كل هذه المسيرة الايجابية كما يبدو لاتسر البعض ممن لايريدون للعراق ان يتقدم وان يشهد طفرات نوعية، ولم تشفع للرجل ، وكان قرار المساءلة والعدالة آخر كبوة حاولت ان تثني الحسني عن أداء تلك المهمة، بمبررات لايمكن لعاقل ان يتقبلها، وهو الذي أفنى زهرة شبابه في العمل المصرفي، دون ان يسجل عليه اية عملية فساد او شائبة ادارية ، تؤدي الى اتخاذ اجراءات معطلة للحياة اكثر من كونه حرصا على سلامة العراق واستقراره وتقدمه!!
وآخرون ربما على شاكلة الحسني ممن شملتهم قرارات المساءلة والعدالة، ممن يريدون التربص بأية بقعة نور هنا او هناك ليطفأوا وهجها ونورها، عل الظلام يبقى هو الجو العام الذي يخيم على هذا البلد الذي تعج سماءه بغيوم ملبدة بكل المآسي والنكبات ، ومسيرة البلد الاقتصادية والاجتماعية تسير من سيء الى أسوأ، ولا يرى العراقيون حتى الان بادرة أمل تنتشلهم من هذا الركام المخيم على بيئتهم المحاطة بكل اوجاع الألم العراقي والحسرة على ماحصل للعراق من تعطيل لنهضته ودوره الحضاري والانساني، وما ان يريد أي عراقي ان تشع نوره، حتى ترى العثرات تفعل فعلها، لأن آخرين لايروق لهم ان يروا الخيرين يشقوا طريقهم المبدع لخدمة بلدهم، وكانت قرارات المساءلة والعدالة بحق كثيرين احدى تلك الاساليب المعرقلة للتطور ولخروج العراق من كبوته، واللحاق بالعام المتطور والسير ببلده الى حيث معالم الذرى وتسلق سلالم المجد!!
كانت حياة الاستاذ باسم الحسني مليئة بالبساطة والحيوية، وقد أفنى زهرة عمره من ان اجل يرتقي بالعراق والعمل المصرفي خطوات تشعر كل عراقي بالزهو والكبرياء لأن الايادي النظيفة والتي لن تلوثها أعاصير الزمن الاغبر، مازالت تستمر في ان تكون مشاعل نور وعطاء تحظى بتقدير خيرة العاملين معه وهم كثيرون ممن عرفوا مهنية الرجل وأخلاقه ، وكيف اوصل العمل المصرفي في مصرف عريق مثل مصرف الرافدين الى كل هذه الخطوات المتقدمة من العمل المصرفي وتطوير قدرات موظفيه وادخالهم في دورات متقدمة والاطلاع على آخر ما توصلت اليه المصارف العالمية من عالم الحاسوب والعمل المصرفي حتى نقل تجاربهم الى مصرفه، ليضاهي كبار المصارف العالمية من حيث النشاط والاهمية وفي رفد النشاط المصرفي العراقي بما يرتقي به خطوات واثقة الى الامام!!
أملنا ان لن لاتكون اجراءات المساءلة والعدالة وسيلة لحرف العدالة عن مسارها وعرقلة تقدم هذا البلد وان من لاشائبة على سلوكه الوظيفي ولا على نزاهته ، لايستحق ان يعامل بهذه الطريقة ، بتجميد نشاطه وارغامه على التخلي عن منصبه بلا مبررات مقنعة، وان من يريد الخير للعراق فعلا عليه ان لايوقف عجلة الحياة فيه، وان يترك الاخيار والمشهود لهم بالخبرة والكفاءة والنزاهة وعدم تلوثهم بأي سلوك غريب على اخلاقيات العراقيين، ان يتركوهم ليبنوا بلدهم ويسهموا في إعلاء شأنه ، فالعراق بحاجة ماسة لكل رجل خير نظيف، ووطني شريف، أبى الا ان يسهر على ان يتقدم بخطوات النجاح قدما الى الامام، وهو مسار كل الاخيار والوطنيين من أهل العراق الراغبين بأن يروا بلدهم وقد غادر أجواء التخلف والظلام والحرمان والتحجر الفكري والاخلاقي الى غير رجعة!!
والعراق لايحتاج اليوم الى قرارات مساءلة وعدالة للاخيار والوطنيين والشرفاء النزيهين، بل مساءلة وعدالة لكل من أسهم في سفك الدم العراقي وأضاع زمنا طويلا من عمر العراقيين وادخلهم في سنوات الضيم والحرمان من أن يروا شمس العراق تبزغ من جديد!! 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حامد شهاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/08



كتابة تعليق لموضوع : باسم الحسني..ومصرف الرافدين..والمساءلة والعدالة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net