صفحة الكاتب : عباس الكتبي

لعنة معاوية تحل بألاهوار
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان من أصعب الأمور، وأشدها تعاسة على الأنسان، أن يكون مصيره، أو قدره بيد عدوه، ليتلاعب به كيفما شاء. 

المعروف ان العراق، يصب فيه نهرين، هما دجلة والفرات من تركيا وسوريا، ومن الطبيعي ان تكون السدود في اعاليها، عند المناطق الشمالية والغربية. 

ليست المشكلة في المياه، ولا في السدود، لكن المصيبة والمشكلة الكبرى، هي بيد من يتصرف بها. 

المنطقة المحيطة بالعراق، من الشمال الى الجنوب غربا، لها أرث ديني وفكري وعقائدي من إسلام أموي، يكن أشد العداء للشيعة، ويتربص بهم دوائر السوء والشر، من كل حدب وصوب. 

معاوية( عليه اللعنة)، مؤسس الدولة الأموية، بنى دولته على دين وإسلام، مضاد لأسلام النبي محمد( عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام)، أعتمد فيه على سياسات التفريق، والقمع والقتل، والتهويل والتخويف، والتضليل والتجويع، ضد أتباع الامام علي عليه السلام. 

هذه السياسات، وهذا دين معاوية، ورثه اليوم، أبناء المنطقة المحيطة بنا، بدلا من الاسلام المحمدي الأصيل، القائم على الرحمة والرأفة، والتسامح والتعاطف، والتعامل بالحسنى مع الآخرين، وحسن الجوار، وعدم مقابلة الاحسان بالاساءة.  

تصور انت معي، ان سياسة تجفيف الاهوار، التي مارسها الحكم البعثي المجرم، والتي تسببت في حرمان مئات الألوف من الناس، من أرزاقها، وهجرتهم عن مناطق سكناهم.

أو سياسة تركيا، بتخفيض مناسيب المياه، للضغط على الشيعة وأبتزازهم، هل أتت من فراغ؟ أم هي أستمرار لسياسة التجويع، التي أستخدمها معاوية ضد شيعة الامام علي عليه السلام، عندما حرمهم من العطاء، من بيت مال المسلمين، ليضعفهم أقتصاديا، ويبقوا فقراء تحت رحمته..!؟ 

الاهوار، تشكل قوة أقتصادية كبيرة للشيعة، إضافة الى النفط والسياحة، حيث تعتمد على ثروة سمكية هائلة، بأمكان ان يعيش اهلها عليها، مئات السنين، بل وتصدر الى الخارج، ان أحسن استغلالها، والتعامل معها. 

بعد ان سنحت الفرصة لقادتنا في الحكم، لم يحسنوا التصرف، وفشلوا فشلا ذريعا في السياسة، بسبب غياب العمق التفكيري لديهم، والرؤية الواضحة، والنظرة الصحيحة للمستقبل. 

هناك سبب آخر مهم، هو عدم الرجوع للماضي، والاستفادة من تجاربه، لهذه الاسباب، أبقوا حالنا على ما هو عليه، بل أسوء من ذلك، فجعلونا فريسة سهلة، لأعداءنا، يتحينون بنا الفرص. 

كلمة ختامية، أقول: شكرا لكم يا قادة حزب الدعوة، حيث لم تقدروا ان ترفعوا عنا، لعنة معاوية، وابقيتم مصيرنا وقدرنا تحت رحمة عدونا..! 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/02



كتابة تعليق لموضوع : لعنة معاوية تحل بألاهوار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net